المصدر الأول لاخبار اليمن

رسالة الأسرى الصهاينة في غزة.. ضغوط على “حكومة نتنياهو”

تسجيلات الأسرى الإسرائيليين تضع “حكومة نتنياهو” في المزيد من التحديات

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

أثار مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الاثنين، لأسيرين “إسرائيليين” محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ردود فعل واسعة في الأوساط “الإسرائيلية” والدولية.

ويُعد هذا التسجيل وفق -المراقبين- تذكيرًا قاسيًا لـ”حكومة نتنياهو” بملف الأسرى، ويضعها تحت ضغط متزايد لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى.

رسالة الأسرى: نداء استغاثة؟

ظهر الأسيران “الإسرائيليان” في التسجيل المصور وهما يعبران عن إحباطهما من استمرار الحرب، حيث قال أحدهما: “حتى لنا اسم وهوية وأمل. اليوم أنا مجرد رقم”، في إشارة إلى تجاهل “حكومة نتنياهو” لمصيرهم.

كما طالب الأسيران، من أحد الأسرى السابقين الذي أُطلق سراحه خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأن يكشف عن معاناة الأسرى الصهاينة في القطاع، مما يشير وفق -المراقبين- إلى محاولات فلسطينية لاستخدام شهادات مباشرة للضغط على الرأي العام في كيان الاحتلال.

انقسام داخلي وتوتر سياسي

في الداخل “الإسرائيلي”، أثار الفيديو انتقادات واسعة لحكومة “بنيامين نتنياهو”، حيث وصف رئيس الحزب الديمقراطي في كيان الاحتلال، “يائير جولان”، المشهد بأنه “تذكير مؤلم” لمعاناة الأسرى، منتقدًا “حكومة نتنياهو” ووصفها بأنها “منغلقة، وشريرة، ومتروكة”.

هذه الانتقادات تعكس تصاعد الغضب لدى المستوطنين، خاصة في أوساط عائلات الأسرى الذين يشعرون بأن “حكومة نتنياهو” تتجاهل مصير أبنائهم لصالح أهداف سياسية وعسكرية.

إفشال المرحلة الثانية من الصفقة

تأتي هذه التطورات بعد عمدت قيادة الاحتلال الإسرائيلي إلى افشال اتفاق وقف إطلاق النار مطلع مارس الجاري، والتي استمرت 42 يومًا وشهدت تبادلًا للأسرى بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال.

وعلى الرغم من تنفيذ فصائل المقاومة الفلسطينية التزاماتها بالإفراج عن 33 أسيرًا صهيونياً، فإن حكومة الاحتلال رفضت الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، وهو ما عزز حالة الغضب الداخلي والضغوط على الحكومة.

التداعيات المحتملة

يضع هذا التسجيل قادة حكومة الاحتلال في مأزق كبير، حيث إنه يسلط الضوء على محنة الأسرى بطريقة مباشرة، ما قد تؤدي إلى تزايد الضغوط الشعبية من أجل استئناف المفاوضات.

كما أن استمرار العدوان الوحشي على قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شهيد منذ 7 أكتوبر 2023، يعزز المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، ويدفع المجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغوط لوقف العدوان.

ويمكننا القول، إن هذا الفيديو يمثل ورقة ضغط جديدة في المعادلة، قد تسهم في إعادة ملف التفاوض إلى الواجهة، أو على الأقل، تزيد من الانقسام داخل حكومة الاحتلال بشأن كيفية التعامل مع الأزمة المتفاقمة.

قد يعجبك ايضا