المصدر الأول لاخبار اليمن

صواريخ اليمن في عمق الاحتلال.. دلالات استراتيجية وتأثيرات متعددة

صواريخ اليمن في عمق الاحتلال.. دلالات استراتيجية وتأثيرات متعددة

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

تشكل الهجمات الصاروخية التي تشنها القوات المسلحة اليمنية على كيان الاحتلال الإسرائيلي تطورًا لافتًا في المشهد العسكري الإقليمي، حيث يرى خبراء عسكريين أنها تكشف عن عدة جوانب مهمة، من بينها عدم نجاح الضربات الأميركية في تحييد القدرات العسكرية اليمنية، وتباين التصريحات “الإسرائيلية” بشأن فعالية منظوماتها الدفاعية.

التناقض في التصريحات الإسرائيلية

تثير التصريحات المتضاربة لقوات الاحتلال الإسرائيلي تساؤلات حول قدراتها الدفاعية، إذ أعلنت اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن عبر منظومة “آرو حيتس” قبل دخوله الأجواء، بينما سقطت شظايا اعتراضية في مناطق غرب القدس وجنوب تل أبيب.

ووفقًا للخبير العسكري فايز الدويري، فإن ذلك يشير إلى أن الصاروخ اليمني استطاع اختراق الدفاعات الجوية “الإسرائيلية” قبل إسقاطه، وهو ما يعكس تطورًا تقنيًا في الترسانة الصاروخية اليمنية.

كما أن اقتصار إطلاق صفارات الإنذار على مناطق القدس ويافا المحتلة “تل أبيب” الكبرى فقط يعزز فرضية أن الصاروخ لم يُكتشف إلا بعد وصوله إلى هذه المناطق، مما يسلط الضوء على تحديات تواجهها قوات الاحتلال الإسرائيلي في رصد الهجمات بعيدة المدى.

ووفقاً للخبراء العسكريين، فإن سماع دوي انفجارات في مدينة يافا المحتلة “تل أبيب” والقدس المحتلة والساحل الجنوبي يؤكد أن الصاروخ اليمني أحدث تأثيرًا ملموسًا على الأرض.

الأثر الاستراتيجي للصواريخ اليمنية

رغم محاولات قوات الاحتلال إظهار محدودية التأثير العسكري لصواريخ اليمن، فإنها تؤثر نفسيًا واستراتيجيًا على كيان الاحتلال من خلال خلق حالة تأهب دائمة تعيق الحياة اليومية، وذلك وفق تحليلات وسائل الإعلام العبرية العسكرية.

كما تعكس استمرار قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ هجمات دقيقة رغم الحملة العسكرية الأميركية على اليمن، ما يشير إلى قصور في تحقيق الأهداف المعلنة للضربات الأمريكية على اليمن.

ويظهر تكرار الهجمات اليمنية -بمعدل ثمانية صواريخ في أيام قليلة- أن الهجمات العسكرية الأمريكية لم تمنع قوات صنعاء من مواصلة عملياتها، وهو ما يمنحها ميزة نوعية في قدرتها على تحدي الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأميركية، وأيضاً قدرتها على تهديد الأمن “الإسرائيلي”.

تداعيات إطلاق الإنذارات

 

أعلنت الجبهة الداخلية في كيان الاحتلال عن إطلاق صفارات الإنذار في أكثر من 200 بلدة ومدينة، بما في ذلك القدس المحتلة وضواحيها، عقب هجوم صاروخي من اليمن.

وبينما صرّحت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأنها اعترضت الصاروخ اليمني باستخدام منظومة “آرو حيتس”، نشر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد فيديو أظهرت سماع دوي انفجارات في مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة، مما يعزز الشكوك حول مدى نجاح عملية الاعتراض.

تسلط هذه التطورات الضوء على واقع عسكري متغير، فالصواريخ اليمنية، تحقق مكاسب نفسية واستراتيجية عبر إرباك كيان الاحتلال وكشف نقاط ضعف دفاعاته الجوية.

كما سلطت الضوء أيضاً على فشل الهجمات الأمريكية وبأن الجحيم الذي توعد به الرئيس ترامب اليمنيين لم تكن سوى تصريحات ارتجالية { لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ }.

ومع تصاعد الضربات اليمنية، يمكن القول، إن المشهد يبقى مفتوحًا على مزيد من التعقيد في الحسابات العسكرية “الإسرائيلية” والأميركية.

قد يعجبك ايضا