وسط تصعيد عسكري وتهجير قسري.. قوات الاحتلال تواصل عدوانها على طولكرم

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ58 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ45، وسط تصعيد عسكري مكثف وعمليات تهجير قسري بحق السكان.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن قوات الاحتلال دفعت بعد منتصف الليل بتعزيزات عسكرية من الآليات إلى مدينة طولكرم ومخيميها، حيث نشرت فرق المشاة في حارات المخيمين ومحيطهما، وداخل المنازل التي استولت عليها، بينما تفرض حصارًا مشددًا على المنطقة.

أخر الأنباء الواردة من طولكرم أفادت، إن قوات الاحتلال اقتحمت برفقة مدرعتين عسكريتين من نوع “إيتان” فجر اليوم بلدة عتيل شمال طولكرم، حيث جابت المدرعات شوارع البلدة قبل أن تتجه نحو مدينة طولكرم، مرورًا بضاحية شويكة، ووصولًا إلى شارع نابلس المحاذي لمخيم نور شمس.

كما توغلت قوات الاحتلال في بلدتي عنبتا وكفر اللبد، حيث نفذت جولات استفزازية وأعاقت حركة المركبات قبل أن تنسحب باتجاه قرية شوفة.

وتكثف قوات الاحتلال وجودها في شارع نابلس، حيث أغلقت أجزاءً منه بالسواتر الترابية، وفرضت إجراءات مشددة على حركة المركبات، من خلال إيقافها وتفتيشها واحتجاز ركابها لساعات بعد التدقيق في هوياتهم.

تهجير قسري

وعلى صعيد عمليات التهجير، أجبرت قوات الاحتلال سكان عمارة الغصون في منطقة دائرة السير بالحي الشمالي، المحاذية لشارع نابلس، على إخلاء منازلهم تحت التهديد، كما استولت على نحو 10 عمارات سكنية في المنطقة، تضم عشرات الشقق، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، معلنة المنطقة منطقة عسكرية مغلقة.

وفي إطار سياسة التهجير القسري، واصلت قوات الاحتلال إجبار سكان حارة الربايعة في مخيم طولكرم على إخلاء منازلهم بالتهديد، مما أدى إلى تصاعد موجة النزوح في الأحياء الواقعة على أطراف المخيم، بما في ذلك حارات الحدايدة والمطار والربايعة وقاقون ومربعة حنون.

كما نشرت آلياتها العسكرية في محيط مخيم نور شمس وفي حارة المنشية، وسط حصار مشدد ترافق مع الاستيلاء على عشرات المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

إحصائيات مرعبة

وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، فضلًا عن عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة.

كما تسبب العدوان بدمار واسع طال البنية التحتية والممتلكات، حيث دمرت قوات الاحتلال 396 منزلًا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى تدمير المحال التجارية والمركبات، وإغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية.

الوضع الإنساني يزداد تفاقمًا

مع استمرار العدوان، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والأدوية، وسط قيود مشددة تمنع دخول الإمدادات الإنسانية. كما زادت معاناة النازحين الذين اضطروا لترك منازلهم والبحث عن مأوى آمن وسط ظروف صعبة.

في ظل هذه التطورات، تواصل المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي توثيق الانتهاكات الإسرائيلية، وسط دعوات لوقف العدوان وإنهاء الحصار المفروض على المدينة والمخيمين، وضمان حماية المدنيين وفق القوانين الدولية.