تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
حصاد بيدر هيئة تحرير الشام؟
مِن آثارهم تعرفونهم. والشجرة من ثمراتها تُعرَف.
انجازاتها بقيادة ’’الجولاني’’؛
يفاخر أنصار هيئة تحرير الشام بما يفترضونه إنجازاً كبيراً بالاستيلاء على السلطة السورية وإنهاء حكم آل الاسد المديد نسبياً.
احتفلوا وفاضت فضائيات متهمة بالفبركة وإثارة الفتنه احتفاليات بالانتصار وركزوا حملاتهم على السجون والمعتقلين والمخفيين وتاجروا بهذه القضية الإنسانية وبذوي المفقودين، بينما أحد لم يذكر سجون الهيئة والمقابر الجماعية والمخفيين قسراً على يدها والفصائل المتحالفة معها.
يفاخرون بإعلان’’ الجولاني’’ رئيساً لسورية مطلق اليد’ والي لخليفة’ باتفاق بين الفصائل المسلحة.
يفاخرون بإعلان التفاهم مع قسد، ولا أحد مقتنع بجديته وجدواه وإمكانية تنفيذه. أما تسريبات التفاهم مع فاعليات السويداء فتم نفيها فورا.
يفاخرون بالإعلان الدستوري الذي لم تقبله أي من الفاعليات السياسية والاجتماعية واستقبِل عند الحقوقيين والدستوريين باستهجان وتهكم لقصوره ومخالفة’’ ألف باء’’ أصول الإعلانات الدستورية والدساتير والقواعد الدستورية لإدارة المرحلة الانتقالية.
يعتَّدون بإنجاز انعقاد المؤتمر الوطني في القصر لست ساعات تخللها وجبة غداء دسمة انتهى بقراءة بيان لم يهتم له أحد!.
يروجون لعزم’’ الرئيس’’ إعلان تشكيلة حكومية جديدة يقول إنها ستكون من أصحاب الاختصاص والتمثيل.
احتفلوا واستبشروا كثيراً بالانتفاخ العربي والعالمي على السلطة الجديدة وبزيارات الرئيس وحضوره القمة ووزير الخارجية والحفاوة به.
استبشروا كثيراً بتوافد الوفود العربية والأجنبية في المرحلة الأولى لدمشق والرئيس.
في الواقع والنتائج المعاشة وعند المراقبين الجديين وعند المعارضين يقرؤون في إنجازات هيئة تحرير الشام على النحو الآتي:
ما يقارب الأربعة أشهر مضت على جديد سورية تحت حكم’’ هيئة تحرير الشام’’ كافية للحكم عليها ومعرفة ما انتجت ومَن تخدم وإلى أين تقود؟
فآليات تسليمها سورية لم تكن متوقعة ما أثار الكثير من الروايات وعزز منطق المؤامرة في تفسير الأحداث والتطورات ووضَعَ إشارات استفهام على احتمال وجود اتفاقات دولية وإقليمية كُلِّفَت بموجبها بإنجاز مهام وأعمال تحضيرية لإتمام التفاهمات على حساب سورية ومكانتها وشعبها.
بعيداً عن تفسير الأحداث بنظرية المؤامرة والقوة الكونية’’ الهرقلية’’ التي توزع المهام والأدوار وتأكل الجبنة ولا تترك إلا فتات للآخرين.
حصاد سورية من زَرع هيئة تحرير الشام غالبه زيوان وشوائب…
وليس من غلة يُعتدُّ بها أو تكفي للأيام العجاف.
أخذت السلطة بشبهة استلام وتسليم.
أعلن الشرع نفسه حاكماً مطلقاً ‘ والي لخليفة’ كرئيس هيئة انتقالية وكلَّف حكومة إدلب بإدارة الدولة وجميع أعضائها يحملون الجنسية التركية.
ثم نصَّبَ نفسه رئيساً باجتماع للفصائل المسلحة التي عملت معه في إدلب والمعارك دون استشارة الشعب وكتله وفاعلياته.
وقرر إطالة المرحلة الانتقالية لخمس سنوات على الاقل.
أقدَم على تعيين قادة تحرير الشام ومن الفصائل ضباط وبرتب كبيرة وجنَّس العرب والأجانب بعد حل الجيش والأمن ووزارة الداخلية وأجهزتها والمؤسسات وسرَّح غالب العاملين فيها.
حلَّت الهيئة الدولة وأحالت العاملين والمتقاعدين إلى البطالة والعوز دون تعويضات ولا تأمين بدائل.
بحلها الجيش بدل الاحتفاظ به لحماية السيادة وفرت لإسرائيل عن سبق تخطيط فرصةً لتدمير الأسلحة والبنى التحتية من مطارات ومصانع ومعسكرات وأنفاق ومختبرات وحرمتها من الخبرات والقدرات العسكرية ودمرت مصانع الأسلحة والذخائر.
منح’’ أبو محمد الجولاني’’ إسرائيل فرصة إنجاز المهمة التي عجزت عنها تاريخياً وخلال الحرب .
ووفر لها الفرصة لاحتلالٍ مباشر وغير مباشر لأربع محافظات (القنيطرة والسويداء ودرعا وريف دمشق) وتمد يدها وأمنها الى دمشق وحمص وتضرب حيث تريد دون أن يصدر عن السلطة أيُّ اعتراض أو حراك أو رفض.
أطلقت مجموعات الإرهاب لارتكاب المجازر في الساحل بعد أن كانت أعلنت حلَّها ودمجها بالجيش.
ما أعاد أجواء الحصار والمقاطعة والتحقيق الدولي واستصدار بيان رئاسي لمجلس الأمن ومطالبات دولية بطرد الأجانب وتصفية الفصائل الإرهابية وإقامة حكم رشيد وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية بالسلطة ووقف عمليات القمع والإرهاب والخطف والتصفيات والاعتداء على الأملاك والحقوق.
ممارساتها وحل الدولة أشاعت حالة من الفوضى الأمنية وانتشار الخطف والسرقة والتشليح وطرد السكان من منازلهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ومدَّخراتهم وسياراتهم.
أشاعت الخوف والفتن والفَرز الطائفي والمذهبي والمناطقي وتعمل على تدمير البنى الاجتماعية والقيمية التي ميزت السوريين وتعتبر من ثقافة وخاصيات أهل الشام عبر التاريخ.
تَعدَّت على العلماء والمشايخ والمراجع السنية وهمشتهم وتمنعهم من إمامة المساجد
مما دفع المصلين إلى مغادرتها بعد أن اعتلى منابرها مشايخ’’ الأنغوش والشيشان والتركمان والداغستانيين والأوزبك’’ ومن كل الجنسيات، وكأنَّ ليس في الشام أئمه وعلماء وقد سبق أن وزعتهم على أركان الأرض الأربعة، وفيها ومنها عمَّ الإسلام وبُنيت أعظم امبراطورياته.
مُصادرة المعامل والمعدات والمزارع والأموال والذهب ونقلها إلى إدلب وتركيا. من الظاهرات اللافتة ويكثر الحديث عنها؟
تقنين الأموال النقدية بين أيدي الناس وتقييد السحوبات من المصارف. سياسة غير مفهومة فما معنى منع الموظفين من التصرف برواتبهم وتحديد سحوباتهم فقط بمئتي ألف ولماذا؟
الأخطر وما يدفع على الشك والرَّيبة الإجراءات غير المقبولة لتشليح الناس التحويلات التي ترِدهم في الداخل أو من الخارج وقد تصاعدت الشكوى أخيراً من دوريات مصادرة أموال الصرافين وشركات الصرافة بلا سبب أو ذريعة أو تهمة، وكأنَّ الهدف جمع أكبر قدر من الأموال باستخدام السلطة وبلا أي وجه شرعي أو حق.
دمرت الخدمات العامة وشبكة الأمان الاجتماعي وشبكات حماية الاقتصاد الوطني ومنتجاته وأطلقت عفاريت السوق بلا ضوابط وتعطلَّت الدورة الإنتاجية، وتضطرب الاقتصادية ولا أحد يعرف إلى أين تسير الأمور!
شرَّعت السوق للمنتجات التركية بلا رقيب أو حسيب!
ربما توفرت سلع لم تكن موجودة إلا أنَّ الأزمة هي بعدم توفر القدرة الشرائية.
إدارات الدولة وخدماتها معطلة وباتت تحت سلطة ولاة هيئة تحرير الشام.
تصفية بنية الدولة المركزية وتدمير روابط وجوامع الوحدة الوطنية ووحدة المؤسسات والدولة سياسة مقصودة لقطع أواصر العلاقات المجتمعية والتاريخية بين السوريين لتسهيل تفكيك الجغرافية وتوزيعها.
فقد تركت إدلب وحلب وحماه للإدارة التركية وشرق الفرات لقسد والأمريكان والسويداء ودرعا والقنيطرة لذاتها ولما يريده الإسرائيلي، فتفكيك الجيش وتصفية التعليم الرسمي والصحة والاستشفاء العام مقصودٌ بذاته لتأهيل سورية للتقسيم أو تحويلها لإمارات متفرقة لا يجمعها إلا الوالي التركي أو الأمريكي والإسرائيلي.
يتبع/….
غداً؛ والآتي أعظم. فماذا عن احتمالات الفوضى أو التقسيم؟