المصدر الأول لاخبار اليمن

لبنان في حسابات كيان الاحتلال.. أطماع تاريخية أم تصعيد مؤقت؟

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

في ظل التوترات المتصاعدة بين لبنان وكيان الاحتلال، جاءت تصريحات الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، لتؤكد المخاوف من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ومحاولات فرض أمر واقع جديد على الحدود اللبنانية.

الشيخ نعيم قاسم شدد على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تضع جنوب لبنان ضمن أجندة الضم، سواء عبر الاستيطان أو سياسات التوطين، ما يستدعي تحركًا رسميًا لبنانيًا يتجاوز المسار الدبلوماسي.

لبنان في حسابات كيان الاحتلال

لطالما اعتبرت “إسرائيل” لبنان ساحةً لصراعاتها الإقليمية، حيث تنظر إليه كخاصرة رخوة يمكن استخدامها لمعادلة ميزان القوى في المنطقة.

ومع ذلك، فإن فشل الاحتلال في فرض سيطرته على الجنوب اللبناني منذ انسحابه عام 2000، ثم هزيمته في حرب 2006، جعله يعيد النظر في استراتيجيته.

حديث قاسم عن ضم جنوب لبنان يعيد إلى الأذهان المشاريع الصهيونية السابقة التي سعت إلى إنشاء “حزام أمني” شمال فلسطين المحتلة، وهو ما يفسر استمرار الخروقات والانتهاكات اليومية.

بين الدبلوماسية والمقاومة

رغم التزام حزب الله بالاتفاقيات التي تحكم الوضع الحدودي، فإن حكومة الاحتلال لم تتوقف عن انتهاكاتها اليومية، وهو ما وصفه قاسم بأنه “عدوان تجاوز كل حد”.

في هذا السياق، يطرح السؤال: هل ستواصل الحكومة اللبنانية نهجها الدبلوماسي في التعامل مع الأزمة، أم أن هناك احتمالية لتحركات أكثر صرامة على المستويين السياسي والعسكري؟

ماذا تعني تهديدات حزب الله؟

تحذير حزب الله من اللجوء إلى “خيارات أخرى” في حال استمرار الانتهاكات “الإسرائيلية يحمل دلالات متعددة. فمن جهة، يعكس ثقة الحزب بقدرته على فرض معادلة ردع جديدة، خاصة في ظل تنامي قدراته العسكرية.

ومن جهة أخرى، يُشكل هذا التهديد رسالة لكيان الاحتلال مفادها أن الضغط الميداني لن يؤدي إلى نتائج استراتيجية، بل قد يدفع نحو مواجهة مفتوحة.

حزب الله: بين السياسة والميدان

على الصعيد الداخلي، أشار قاسم إلى جهود حزب الله وحركة أمل في تحقيق اختراقات سياسية مهمة، مثل الدفع بانتخاب رئيس للجمهورية واستكمال تشكيل الحكومة.

هذا البُعد يوضح رغبة الحزب في الحفاظ على توازنه بين العمل السياسي والمواجهة الميدانية، مع نفيه التهم المتعلقة بتورطه في الأحداث داخل سوريا والحدود السورية.

لبنان بين التصعيد والاحتواء

في ظل المعطيات الحالية، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تسعى إسرائيل إلى اختبار حدود الصبر اللبناني، فيما يرسل حزب الله إشارات واضحة مفادها أن أي محاولة لتغيير المعادلات ستُقابل برد قاسٍ.

يبقى السؤال الأهم: هل ستتجه الأمور نحو مواجهة مفتوحة، أم أن المساعي السياسية ستنجح في ضبط الإيقاع قبل فوات الأوان؟

قد يعجبك ايضا