تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
سيناريوهات واحتمالات ترحيل الجولاني والتَّأسيس للنهوض والرَّيادة
بناءً واستفادة من تفحُص ودراسة تاريخ سورية الحديث ومعرفة قيمها وعقلها الجمعي وفاعليتها الحيوية يمكننا التعرف على احتمالات مستقبلها وملامسة سيناريوهاتها المتوقعة ومنها سيناريو رحيل و/أو ترحيل الجولاني وهيئة تحرير الشام وفصائلها المصنَّفة عالمياً بالإرهابية ولم يسقط تصنيفها بعد.
سيناريو ١: حوامله ومساراته
تسلَّمت هيئة تحرير الشام السلطة بشبهة اتفاق أو قرار إقليمي دولي لإنجاز مهام’ بقرار من لوبي العولمة تَحصُناً واستباقاً لتسلُّم ترمب البيت الابيض’ صرَّفتها باختلاق حالة التوحش بقصد تتريك سورية وأدواتها وعناصرها الأساسية ليست بسوريَّة وكذا إجراءاتها وسياساتها وخططها واستهدافاتها.
بانتهاء المهمة و/أو بضعف وهزيمة السيد صاحب الأمر والتكليف تنتهي الوظيفة وتنتهي الحاجة أيضاً بسبب العجز أو تغيرات حادة في توازنات القوى والتحولات والأحداث ذات الصلة.
ما جرى حتى الآن يفيد بأنَّ المهمة قاربت على النهاية فقد دُّمِر الجيش والقدرات العسكرية والاجتماعية وأُطلِقَت يد إسرائيل وتركيا وعصابات الإرهاب التكفيري الأسود وأُرهِب السوريون ونُهِبَت ثرواتهم ومدَّخراتهم وجرت وتجري مجازر بحقهم وأُشعِلَت نار الفتن ومحاولات تفكيك المجتمع وأَخذت مداها.
دُمِرت الدولة ومؤسساتها وخدماتها وشبكات الأمن الاجتماعي وأُطلِقَت عفاريت النهب والنصب والتشليح والاحتكار تحت مسمى “اقتصاد السوق الحرة” و”حرية السوق” وأصبحت الليرة التركية كاللغة وكالرجال والقادة والولاة والقضاة سادة وحاكمون حتى بالتفاصيل فهم إما اتراك أو متتركين.
الشعب السوري بغالبيته الساحقة منكفئ وخائف غير منخرط ولا موالٍّ ولا بايع وإلا لمَا كانت تحرير الشام بحاجة لتأمين سيطرتها للشيشان والأنغوش والآسيويين والعرب والأجانب وحشود متنوعة الاختصاصات من الأتراك والعثمانيين.
ففي الشام رجال وخبراء وعلماء باركهم الله وأوصى بهم الرسول. فتسعة أعشار الخير في الشام…هل يصدق أحدٌ أنها تطمع وتنافس تركيا والعالم لتأخذ شيئا من العشر المتبقي للجميع؟؟ يا حيف..
أما بعد؛ فما الذي تسطيعه تحرير الشام والجولاني؟؟
بعد مجازر الساحل ونفاذ جعبة تحرير الشام من الاجراءات حتى اعلان تشكيل الحكومة واسماء وزرائها ومسرحية اخراج اعلانها الفني المتقن عشية العيد لم تقنع السورين ولا المراقبين ولم تعطي اي امل وجدية.
اما بعد ف َّالجاري مزيد من الحصارات والاحتكار والابتزاز وتعطيل الدولة والحياة العامة والسياسية والبطش والقمع وتدمير القطاعات الاقتصادية أو ما تبقى منها. ومزيدا من التتريك.
وبصفتها صاحبة دور ووظيفة يشغلها “الأردوغانيين” وكلهم يشتغلون عند لوبي العولمة المهزوم في أمريكا، والجارية مطاردته وقطع أذرعه العالمية بمنشار “أيالون ماسك/ ترامب” تَحوَّط لوبي العولمة لخطر تدميره فاختار تركيا لدور في الشام والمتوسط لتكون أحد مرتكزاته ومنصاته البديلة إلا أنها عاجلته وانفجرت على أزماتها وتتصاعد نُذر الحريق والفوضى فيها، ولم يعد أحد يصدق أردوغان ووعوده ولن تهبَّ أوراسيا لتَّبنيه وحمايته مرة ثالثة ولا ترمب متحمس له إلا لنهب ما بقي لدى تركيا من أموال ليبيعها الـ “F-35 “الفاشلة وقد أعلن عن طائرته الـ “F-47” كبديل ولا ضرر أن يبتلي تركيا بالخردة.
إذاً ابتلاها أردوغان وبدد ما عندها من أموال ليحمي نفسه ولن يحميه ترمب أو يُؤمنَّه وقد عاد “حقان فيدان” من واشنطن متجهماً والمكالمات بين أردوغان وترمب لم تُطمئنه، ومكالمته مع بوتين لم تُؤمنَّه. على العكس تَلَّمس وسمع توبيخاً وعتباً كبيراً فبادر إلى سلسلة اتصالات بأبي مازن والسيسي وبدأ إجراءات غادِرة في غزة وللكتائب في محاولة لشراء رضا نتنياهو وترمب فنَظَّمت مخابراته والإخوان تظاهرات ضد حماس. فالمؤشرات دالة على الفشل شبه المؤكد.
يصير الأرجح أن يتخذ المُشغِّل الكبير “لوبي العولمة” ويأمر الوكيل أردوغان بتجميع القوى والأذرع والأدوات لتأمين نفسه وحماية سلطَّنته في تركيا، وإلا ففي هضبة الأناضول ترقباً وتحسباً لاحتمالات فرملة اندفاعة ترمب أو العودة إلى البيت الأبيض بعد ٤ سنوات.
هذا المسار الذي تؤكده المعطيات المادية كلها وسياقات الاتجاهات المستقبلية للتطورات والأحداث تفترض احتمال أن تجمع هيئة تحرير الشام متاعها وتُسارع الانسحاب طوعاً والعودة إلى إدلب ومنها الى تركيا ومعها الفصائل ومتاعها.
غير أنَّ احتمالات انفجار الصراع بين فصائلها تُعززه معطيات مادية كثيرة، وقد تستعجلها تمسك الجولاني بالسلطة واستجابته للشروط الأمريكية ومحاولة تغيير جلده كما فعل سابقاً فتلتهب صراعات الفصائل وقد تكلَّف الشعب السوري المزيد من الخسائر والمعاناة.
الرجاء والأمل ألا تتسبب هيئة تحرير الشام وفصائلها من الغرباء بمزيد من المجازر والتخريب وتدمير ما تبقى من بنى تحتية ومؤسسات وروابط اجتماعية ووطنية ودينيه وإنسانية بين السوريين.
كلُّ مَن تنتهي وظيفته ويستنفذ دوره مصيره التراجع والانهيار.
هل ستجري الأمور على هذا النحو؟
هو احتمال وسيناريو قد لا يكون مرجحاً الآن لكنه قائم وله أسس وأصول وغير مُستبعد.
يتبع/….
غداً؛ الهبَّات الشعبية والاجتماعية ثم انتفاضة شاملة ويرحلون.
عناوين للاطلاع والمراجعة:
1. متابعة مقالات الدكتور ميخائيل عوض على موقعه على منصة (substack) على الرابط https://substack.com/@mikhaelawad?utm_source=notes-invite-friends-item&r=5fnw4e
2. الجزء الخامس من الدراسة على موقع (مجلة كواليس نت الالكتروني) بعنوان كما رحل السابق يرحل الحالي مسرعاً بتاريخ 29 مارس 2025
3. الجزء الرابع من الدراسة على صفحة الدكتور ميخائيل عوض على (facebook ) على الرابط https://www.facebook.com/share/19NFLPCsCL/ بعنوان سيفشل التتريك عبر محاولة إدارة التوحش بتاريخ 28 مارس 2025
4. الجزء الثالث من الدراسة على موقع (Sada 4 Press الالكتروني) بعنوان (مَن يسبق؛’’ التتريك’’ عبر إدارة التوحش أم رحيل’’ الجولاني’’ وعودة قصر الشعب لأهله؟ بتاريخ 27 مارس 2025
5.
6. الجزء الثاني من الدراسة على موقع (ساحة التحرير الالكتروني) بعنوان (سورية أَزِف زمن الولادة والنهوض 2) بتاريخ 27مارس 2025
7. الجزء الأول من الدراسة على صفحة الدكتور ميخائيل عوض (Maik Awad Awad facebook ) بعنوان: سورية، أزف زمن الولادة والنهوض (1) بتاريخ 25 مارس 2025
8. لقاء مع الدكتور ميخائيل عوض على منصة (Bel Moubashar youtube ) بعنوان ( فرصة أحمد الشرع انتهت و 3 سيناريوهات مطروحة) بتاريخ مارس 2025
9. مقالة للدكتور ميخائيل عوض على موقع (إضاءات إخبارية الالكتروني) بعنوان (سورية عامود السماء يستدعيها الزمن لمهمة الريادة.) بتاريخ 1 ديسمبر 2024
10. مقال للدكتور ميخائيل عوض على موقع (إضاءات إخبارية الالكتروني) بعنوان: باي باي جولاني، باي باي للتقسيم والفوضى, سوريا في زمن العصف تتمخض لتلد جديدً بتاريخ 15 مارس 2025