المصدر الأول لاخبار اليمن

المنطقة على صفيح ساخن.. تحذيرات لبنانية من مغبة استفزاز محور القدس

تحليل/د.إسماعيل النجاروكالة الصحافة اليمنية//

 

الثنائي الشيعي بارد سياسياً وحار عسكرياً والخلاصة الحقيقية التي ليست أوهام أن الشيعه إذا حوصروا يستميتون في القتال ويجرفون الجبال إلى شواطئ البحار،
إحذروا صولة الشجاع الكريم إذا حوصِرَ والتَئَم، فإن في ردَّة فعله زلزال لا يستطيع تحمل إرتداداته الأعداء.

لا تُحرضوا على إبادتهم لأنهم مؤمنون لا يُلدَغون من نفس الجحر مرتين، بما معناه أنهم أقسموا أن لا تتكرر كربلاء فيهم مَرَّتَين، لا تحشروهم لكي لا يصنعوا لكم لبنان البلاء؟.

وإلى المراهنين على الدعم الأميركي الكبير نقول مَن جَرَّب المجَرَّب كان عقله مخرَّب، إسمعوا واصغوا إلى نصائح العاقلين مِن مَن هُم منكم ومن بيئتكم ومن بينكم.

العاقلين الذين قرأوا الماضي بشكلٍ صحيح وسليم وعاشوا لعقودٍ طويلة تجربتهم الطويلة مع السياسة الأميركية.

والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة نذكر منها ثورة كميل شمعون عام ١٩٥٨ عندما حرضوه الأميركيين للدخول في حلف بغداد ضد جمال عبدالناصر آنذاك وأنزلوا على شواطئ بيروت “٧ “الآف جندي من المارينز لتأكيد جديتهم في تقديم الدعم، وبعد فترة عقدت واشنطن إتفاقاً سرياً مع جمال عبدالناصر إنتهىَ الأمر بعزل كميل شمعون وإجباره التزام منزله في السعديات لعشر سنوات، وهذا الأمر يشهد عليه شاهدٌ منكم ومن بينكم ها هو يذكركم به “الوزير فارس بويز”

أمين الجميِّل عام 1983 حين وصلَ إلى قصر بعبدا على ظهر دبابة الميركاڨا دفعوا به الأميركيين لعقد إتفاق مع إسرائيل مراهنين على سقوط بيروت، فكانت المفاجئة بإنتفاضة حركة أمل ضد نظام الجميِّل وخاضوا مع الجيش اللبناني معارك طاحنة آنذاك على كل محاورها وعندما حاول الأميركيين تقديم الدعم العسكري له حصلت المواجهات بين مقاتلي الإمام الصدر والأميركيين في كلية العلوم الحدث ومنطقة الكوكودي ومحيط مطار بيروت والإوزاعي وتم تفجير مركز المارينز في المطار فتخَلَّت واشنطن عن حليفها وانسحبت بحراً وانسحبت إسرائيل جنوباً نحو صيدا فأطبقت القِوَى الوطنية اللبنانية والفلسطينية على القوات اللبنانية في الجبل وعلى الجيش اللبناني حينها وانتهت المعركة بتهجير أهالي الجبل المسيحيين وبإتفاق لوزان واسقاط اتفاقية 17 أيار،

إتعظوا من ترك الأميركيين للسعودية تنقصف في عهد ترامب السابق من قِبَل اليمنيين وتركتهم لمصيرهم، إتعظوا من إنسحابهم المفاجئ من أفغانستان وتركهم حكومة حلفائهم تسقط خلال ساعات ومن دون أي مقاومة وعندما رحلوا رفضوا نقل عائلات حلفائهم مَن قاتلوا معهم وتركوهم لمصيرهم.

يا أيها الداعون للقضاء على الشيعه إتعظوا من كل الصفقات التي أبرمتها أميركا عبر تاريخها وتركت حلفائها فيها وتحديداً فيتنام حيث ألقوا بعملائهم من الطائرات إلى الأرض وعن علو مرتفع دفعاً بأحذيتهم وأرجلهم وتركوهم يواجهون الموت.

وفي عام 2008 عندما حرضت واشنطن وليد جنبلاط وفؤاد السنيورة على ضرورة سحب شبكة الإتصالات التابعه للمقاومة وكان ذلك في إجتماع في السفارة الأميركية على طاولة عشاء كانَ سيدها السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان وحذرهُ ليلتها الوزير فارس بويز العارف في خفايا الأمور فيلتمان من عواقب هذا التحريض وقال له بالحرف يا سعادة السفير لا تكذب عليهم لا أنتم ستدافعون عنهم ولا ١٤ آذار قادر على الصمود فلا تتكاذبوا، وعندما حصلت معركة يوم ٧ أيار وسقطت بيروت وتلاها الجبل واستسلم الجميع غاب فيلتمان الى واشنطن وبلع لسانه وسُحُبَ الآذاريون السياديون إلى الدوحة كالأرانب.

واليوم فلا يغرنكم تحريض أميركا ولا عربدة إسرائيل ولا سيطرة الجولاني على دمشق، فإن إيران قوية وقادرة ومستعدة وغزة لا زالت تقاتل واليمن يواجه حاملات طائرات أميركا ومدمراتها من دون وكيل، والحشد الشعبي يحاصر الجولاني من العراق وحزب الله لا زالت قوته كما هي، وإيران تُعَلِّق أردوغان من أقدامه كالخاروف في تركيا لا هو حاكم ولا هوَ فار، يخضع للإبتزاز الفارسي والمفاوضات جارية معهم لإرضائهم مقابل وقف ضغط الشارع عليه الذي حركته طهران داخل تركيا من شيعه وأكراد وعلويين.

بالخلاصه أي إشكال داخلي في لبنان سينهي الحكومة ويضع العهد في الثلاجة ويُقسِم الجيش ويدفع الشيعه للقتال بشراسة مخيفة قد لا تُبقي ولا تَذِر من القوة الإنعزالية التي جاهرت بالعداء لهم.

نصيحة خذوها على محمل الجد الشارع الشيعي غاضب وبرز في خطاب الشيخ نعيم قاسم تحوُل كبير بسبب الضغط الذي يتعرض له من القيادات العسكرية الكبيرة في الحزب الذين ضاق ذرعهم بعربدات إسرائيل وتجاوز مسؤولي اليمين المسيحب ضد طائفتهم والدعوات لإبادتهم وتجريدهم من سلاحهم هؤلاء القادة العسكريون الكبار الذين يعرفون خبايا وخفايا وأسرار ما يمتلكون من قدرات، وفي حال شعر الشيعه بالخطر الحقيقي على وجودهم تأكدوا لن يبقى لبنان تأكدوا أنكم ستشتاقون لقضاء ليلةٍ فيه.

صحافي وباحث سياسي لبناني.

قد يعجبك ايضا