تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
أثار استخدام الولايات المتحدة لقنابل “بونكر” الارتجاجية التي تزن 10 طن في غاراتها الأخيرة على مكتظة بالسكان صنعاء وصعدة تساؤلات حول دوافع هذا التصعيد العسكري وتأثيراته المحتملة على الصراع في اليمن والمنطقة.
يأتي هذا التطور في ظل توترات متصاعدة وسياقات سياسية وأمنية معقدة، مما يستوجب تحليلًا معمقًا للأسباب والنتائج المحتملة لهذه الجريمة المتمثلة في استخدام قنابل محرمة دولياً داخل مناطق مدنية مأهولة بالسكان.
تحليل الدوافع
وعلى ما يبدو أن لجوء واشنطن إلى استخدام القنابل الارتجاجية ذات اللونين الأبيض والأزرق يعكس رغبة أمريكية في تحقيق تأثير تدميري قوي في ظل استحالة التدخل البري المباشر في اليمن التي عرفت عبر التاريخ بأنها “مقبرة الغزاة”.
هذا النوع من الأسلحة يُستخدم عادةً لإحداث دمار واسع النطاق وبث الرعب في صفوف السكان والعناصر المستهدفة على حد سواء، مما يشير إلى استراتيجية تهدف إلى تقويض قدرة الخصوم على الاستمرار في القتال.
من زاوية أخرى، فإن الولايات المتحدة تستخدم هذه القنابل كجزء من رسالة ردع إلى خصومها الإقليميين، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
كما يمكن أن يكون لهذا التصعيد علاقة بالتحولات في السياسة الأمريكية تجاه الملف اليمني، خصوصًا مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الإدارة الأمريكية بشأن دورها في النزاع العربي-الإسرائيلي، وفشلها في تحييد قدرات قوات صنعاء الصاروخية وسلاح الجو المسير.
التداعيات السياسية والحقوقية
-
على الصعيد المحلي: تؤدي هذه الهجمات إلى تصعيد عسكري قد يزيد من تعقيد الصراع، حيث قد تدفع قوات صنعاء إلى تكثيف عملياتها العسكرية تجاه كيان الاحتلال والمصالح الأمريكية في المنطقة، كرد فعل على الغارات.
-
على الصعيد الدولي: يعزز استخدام القنابل الحرمة دولياً المخاوف من تزايد الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، مما قد يؤدي إلى تحركات دبلوماسية ضد الولايات المتحدة في المؤسسات الحقوقية والأممية.
-
على الصعيد الإنساني: من المرجح أن تتسبب هذه الغارات في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يعاني السكان من أوضاع معيشية صعبة جراء 10 سنوات من الحرب والحصار، ما قد يزيد من موجات النزوح والضغط على المنظمات الإنسانية.