المصدر الأول لاخبار اليمن

مجزرة جباليا.. تصعيد صهيوني واستمرار للمأساة الإنسانية في غزة

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

تأتي المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والتي راح ضحيتها 19 شهيدًا، بينهم أطفال، ضمن نهج التصعيد المستمر الذي تتبعه قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع المنكوب منذ سنوات، ولكن بوتيرة متزايدة منذ السابع من أكتوبر 2023.

هذه الجريمة، التي استهدفت عيادة تابعة لوكالة “أونروا” تؤوي نازحين، تبرز حجم الاستهداف المباشر للمدنيين والبنية التحتية الإنسانية، ومكاتب المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

تصعيد ميداني وخرق للاتفاقيات

يأتي هذا الهجوم في أعقاب استئناف قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في غزة منذ 18 مارس 2025، بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية، الذي استمر لمدة 58 يومًا بوساطة قطرية ومصرية ودعم أمريكي.

هذا التراجع عن التهدئة يعكس إستراتيجية “إسرائيلية” تعتمد على فرض الوقائع المأساوي بالقوة المفطرة ضد المدنيين الأبرياء، في ظل غياب محاسبة وضغط دولي حقيقي يلزمها باحترام الاتفاقيات.

مأساة إنسانية متفاقمة

ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن الهجوم الأخير يضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم التي أودت بحياة أكثر من 1100 فلسطيني منذ 18 مارس، فضلًا عن إصابة 2542 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. ويعمّق استمرار العدوان الإسرائيلي الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل انهيار انعدام الغذاء والماء والنظام الصحي بسبب الحصار والاستهداف المتكرر للمرافق الطبية.

الدعم الأمريكي والصمت الدولي

على الرغم من الإدانات المتكررة من بعض الجهات الدولية، إلا أن الدعم الأمريكي لكيان الاحتلال يظل عاملًا رئيسيًا في استمرار العمليات العسكرية دون مساءلة.

فمنذ 7 أكتوبر 2023، أسفر العدوان الإسرائيلي على القطاع المنكوب عن أكثر من 162 ألف شهيد وجريح، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى 14 ألف مفقود، مما يطرح تساؤلات حول الدور الأمريكي في تأجيج النزاع.

إلى أين تتجه الأوضاع؟

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، ومع غياب حلول سياسية حقيقية، تبدو الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور.

فالمجازر المتكررة في غزة تعكس إستراتيجية صهيونية قائمة على الضغط العسكري والإبادة الجماعية للسكان لإرضاخ المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات مصيرية في مغادرة القطاع، دون اكتراث بالكلفة الإنسانية الباهظة.

ومع ذلك، تبقى قدرة الفلسطينيين على الصمود، وفاعلية الجهود الدولية في إيقاف هذه الجرائم، عوامل حاسمة في تحديد مستقبل الأوضاع في القطاع.

قد يعجبك ايضا