المصدر الأول لاخبار اليمن

مَن ينتصر في الحرب العالمية بين “ترامب” و”سوروس”.. لوبي العولمة أم الأمركة؟

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

لوبي العولمة بدأ هجوماً معاكساً ضدَّ ترمب وإجراءاته

الحرب تتركز في أمريكا غير أنَّ مسارحها العالم برمته، وحيث وصلت العولمة واخترقت الدول والجماعات ولم تترك زاوية في الكرة الأرضية.

أما الضرائب الجمركية فقد ألهَبت الحرب العالمية الاقتصادية، وتضرب في كل أركان الحياة والقوة والجغرافية والنظم.

ترمب هجومي يملك الأوراق القوية، ويحاول إنقاذ أمريكا من إفلاس محتوم، وذلك بإجراءات استباقية. فالاقتصاد على عتبة أزمة كأزمه ١٩٢٩ وأخطر، والحلول التي اعتمدها هي ذاتها التي اعتُمِدت سابقاً، لكن قبل عصف الأزمة في محاولة لمنع وقوعها.

لوبي العولمة شحذَ أسلحته وجنَّد قواه في كل مكان، وبدأ هجومه المعاكس غير ابه بالنتائج فحربه حرب حياة او موت. في الشارع والقضاء وولاياته الحمراء الديمقراطية، وتركيا وفرنسا وألمانيا وغزة وأوكرانيا.

أمريكا ونظامها وجغرافيتها على مفترق خطير

ولايات حمراء وأخرى زرقاء، والديمقراطية تُعطل قراراته بالقضاء، وتمرد الموظفين والحكومات.

الشارع “اندلق” ديمقراطياً، ولم ينزل بَعد الشارع “الترامبي” الأكثر صلابة وعدوانية وعنصرية وتسلحاً.

لوبي العولمة يسيطر على “وول ستريت” وصناعة الحروب، وأذرعه العالمية قوية، وقد فعلها في وجه ترامب ورؤيته لوقف الحروب فزادها وقرر ان يستثمر بأذرع العولمة وصناعة الحروب فان حققت شيئا يزيد من رصيده وان هزمت يسهل احتوائها او الاطاحة بها.

كلام ترمب عن غرينلاند وكندا ليس تهويلاً بل تحضيراً لتغيير جغرافية أمريكا، إذا لم ينجح بإعادة هيكلتها لإمرَته فستكون أمريكا الانجلو سكسونية الولايات الزرقاء مضافاً لها كندا وغرينلاند، وتترك الحمراء لشأنها تنفرط أو تتوحد؟

أما الفوضى والحرب الأهلية، فتبقى خياراً للفريقين وللظرف الموضوعي وحاجاته. وقد لا تنجو منها أمريكا المنقسمة عامودياً والمازومة بكل شيء.

الحرب الاقتصادية تستهدف لوبي العولمة، فكسره يُمكِن ترمب من تكيف أمريكا، وإذا توازنت القوى فالخيارات الأخرى.

تعايش ترمب مع هجوم العولمين خارجاً، فنفض يده من وقف حرب أوكرانيا، وأطلق يد نتنياهو في غزة، وورط البنتاغون في اليمن، وقد يورطه مع نتنياهو في إيران، فكيفما جاءت النتائج يحسبها أنه هو الرابح.

في تركيا يدير الحرب بنعومة، فقد أخطأ أردوغان باعتقال “إمام أوغلوا” استجابةً لحاجات لوبي العولمة وأوامره للتمكن من تركيا والاخوان وفصائل الارهاب الاسود، وتنشغل تركيا بأزماتها وتتصاعد. وكذا في فرنسا فـ (أردوغان وماكرون) فرسان لوبي العولمة متشابهان. وكما فعلها أردوغان يفعلها ماكرون ضد “لوبان”، والذريعة والإجراءات والأهداف متقاربة، الانتخابات وإقصاء الدولتيين ومعادي العولمة وأنصار الترامبية.

استعجال ترمب الحرب الاقتصادية غير منفصل عن معاركه ورهاناته. أن تنفجر الأزمات في أوروبا وتركيا وبريطانيا وتُعجزهم عن إعاقة مشروعه، وتُكسر أذرع ومنصات لوبي العولمة، التي أَهلَّها لتكون منصاته بعد ان خسر لوبي العولمة البيت الأبيض، لمناكفة ترمب وإعاقته لإسقاطه ونسف مشروعه للأمركة وتدمير العولمة.

حرب عالمية تُقرر معاركها أي عالم يسود

القرية الكونية تعيش زمن صعب وربما فوضى ومجاعات. لن ينجو منها إلا من تمرد على الأمركة، وتعرَّض لحروب الحصارات والعقوبات وتمسك بالدولة والعزة القومية والهويات المؤسسة.

العالم “الأنجلو ساكسوني” يأكل نفسه وتنفجر أزماته وتتفكك بنيته فـقد (حان موعد دفنه).

الغَلبة بحسب منطق التاريخ ومساراته وتجاربه، أن يموت الشائخ والفاقد لقدرات التجديد والترقيع.
فـ “دود الخل منه وفيه”، والامبراطوريات غالباً تسقط بأزماتها مهما امتلكت وتظاهَرت بالقوة والعنتريات!

حرب غزة ولبنان واليمن وسورية، وإيران -إن ضُرِبت- هي المعارك والحروب المؤسِسة، والتي تؤهل العولمة لحتفها.

هل يستثمر من قاتل وقاوم ومنع لوبي العولمة من أمركة العالم لقرن بتضحياته وبإنجازاته؟

ربما تستطيع الشعوب وطلائعها ومن يبقى من المحور أن يستثمر. وإلا فالواقع وحاجاته سيفرض نفسه، ويُنتج أدواته. فالحياة لا تقبل الفراغ، والمنطقة تعود ولادَّة، ومنصة التغيرات والتحولات الكونية وتوليد الجديد.

أدوات وأذرع لوبي العولمة في منطقتنا والإقليم إلى انكسار وانحسار… فمن يقود ومن يرث؟

كاتب ومحلل سياسي لبناني.

قد يعجبك ايضا