المصدر الأول لاخبار اليمن

حزب الله وضرورة مراجعة سياسات التعاطي مع الداخل اللبناني

حزب الله وضرورة مراجعة سياسات التعاطي مع الداخل اللبناني

تحليل/إسماعيل النجار/وكالة الصحافة اليمنية//

 

حزبُ الله والإصلاح السياسي الداخلي في لبنان أزمَة معرِفَة وأداء أَم عجز أمام الشريك؟،
لكي نَنسجِم مع واقعنا علينا أن لا نتمسك بقناعاتنا بشكلٍ قاطع قبل أن يتم دراستها وتشريحها ومطابقتها لواقع الحياة في بلد تسودهُ الطائفية والمذهبية والمحاصصة،
الدستور اللبناني علماني والعمل بهِ يسير بموجب الطائفية والمحاصصة وهؤلاء  أمران نقيضان لا يجتمعان في حوض الوطن، ومع ذلك إستطاعَ أمراء الحرب من جمعهِ ودَب الروح السياسية فيه وفرضهُ على المجتمع اللبناني كأمر واقع يتم العمل به على المستويَين السياسي والإقتصادي،

حزب الله  أو (ألمقاومة الإسلامية) كما يحلو للبعض تسميتها هيَ جزء لا يتجزأ من المجتمع اللبناني ومُكَوِّن رئيسي من مكوناته تشكل أكثر من ٧٠٪ من الطائفة الشيعية في لبنان وتشكل حركة أمل ما يقارب ألعشرين في المئة من باقي أبناء الطائفة الكبيرة،

منذ عقود خَلَت كان دور الطائفة الشيعية في لبنان دور محوري بجمع كافة أبناء الطوائف ولَم الشمل الداخلي اللبناني، وكان الشباب الشيعه متحمسين للدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، فانخرطوا بالأحزاب القومية والناصرية وبالمنظمات الفدائية الفلسطينية وناضلوا وقاتلوا حُباً بعروبتهم التي لم ينكروها أو يتنكروا لها يوماً وتأييداِ لقضية فلسطين العادلة،

بعد إجتياح إسرائيل للبنان عام 1978 تصدى الشيعة للإحتلال الصهيوني تحت راية أفواج المقاومة اللبنانية “أمل”،

وخلال الإجتياح الثاني عام 1982 برزَ  وجه حزب الله الإسلامي كمقاومة قررت الذود والدفاع عن الأرض اللبنانية وتحديداً جنوباً التي إحتلتها إسرائيل،
منذ إنطلاقة هذا الحزب كانت إدارته وأدائه وتوجهاته جميعها لمقاومة المحتل وتحرير الآرض والأسرىَ ولم يَكُن يتطلع إلى السُلطَة الداخلية ولا يهتم بمغرياتها،

بقي الأمر كذلك لغاية العام 2005 عندما قَرَّرَ المشاركة الفعلية في العمل السياسي الداخلي من خلال الحكومة والبرلمان، حينها بدأ بتحمُل مسؤولياته السياسية والإجتماعية كشريك فعلي في الحكم عدا عن المسؤولية الوطنية الكُبرى التي تحملها على عاتقهِ بتحرير الأرض وطرد المحتل،

أحرز حزب الله إنتصار عام 2000 ونجح بضبط إيقاع التحرير الذي كلله بالعفو عن العملاء وأكتفى بتسليمهم للدولة اللبنانية رافضاً أن يكون بديلاً عن الدولة والقضاء،

ثم جاءَت حرب تموز 2006  لتؤكد نوايا الحزب الوطنية من خلال إهداء جميع اللبنانيين نصر تموز من دون أي تفرقة رغم تآمر الكثيرين عليه،

بعد ذلك راقبنا أداء الحزب السياسي طيلة تلك الحقبة التي إتسَمَت بالتحديات رأينا فيها الحزب يلعب دَور “الجيد” بين أبناء الوطن يتخلى عن منصب لإرضاء حليفه عمر كرامي ويتنازل هناك لإرضاء آخر وكل ذلك من كيسهِ دون أن يأبه لحصته كَبُرَت أم صَغُرَت،

الحصة الشيعية في الدولة لَزَمها حزب الله إلى شريكه نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس “حركة أمل” بالوقت نفسه  الذي تصرفَ بها لصالح الشيعه من مناصريه حصراً،

وربما هذا الكلام لن يُرضي البعض لكنها الحقيقة بعينها،
ما يعنينا في المقال هو سياسة حزب الله الداخلية مع الأصدقاء والحلفاء والشركاء والخصوم في الوطن التي أثبتت عدم فعاليتها وأنا شَبَّهتُها كدواء للمعدة أُعطِيَ لوجع القدمين فلا شفيَت المعدة وتضررت القدمين،

حزب الله لم ينجح بفحص الكثير من الأصدقاء حتى الذين خَبِرَهم وتعاطى معهم وقدمَ لهم وكإنهم أصحاب الصف الأول بالشرف والوفاء والتضحية تبينوا فيما بعد وعلى أول مفترق طريق  أنهم أتباع أهواء وأرباب مصالح وأينما وُجِدَ الدولار وقعَ الإختيار ولست مضطراً أن أذكر أي أحد منهم فجميع مَن هم هكذا أصبحوا مكشوفين وأصبحت سجلاتهم منتشرة ومنثورة في العراء تصفحها القريب والبعيد،

منذ عام 1982 لغاية اليوم حزب الله هو القوَّة الوحيدة التي إنفردَت بقتال إسرائيل ومواجهة مشاريعها على الارض ونجحت في تدميرها وتأديبها وهزيمتها،

حزب الله الوحيد الذي نجح بمعرفة كيف يُفكر العدو وماذا يريد من المنطقة وكيفية معالجة طموحاته وأطماعه وردعه،

هذا الحزب هو الوحيد  الذي أضاءَ شعلة الإنتصارات وأثبَتَ بأن تكلفة التسليم أكبر من المقاومة والقتال فصنع العزَة لمجتمعهِ وزرع الأمان،
ولكن،،، أن يبقى حزب الله غير معنياً بما يجري من صفقات وسرقات وأداء سيء للقضاء والأجهزة الأمنية تحت شعار نحن نقاوم وشريكنا له الكلمة في سلطة الداخل هذا الكلام في هذا الأمر لم يعد يقبل به أي عاقل ولا أي مواطن وخصوصاً بعدما وصَل حد الفساد للتطاول على تعب الناس أي أموال المودعين واحتكار التجارة الكبيرة المربحة بالبيوتات السياسية وكسب السلطة على حساب الفقراء الصغار،

 

أيها الإخوة يجب أن يحصل تغيير جذري في سياسة الحزب الداخلية إتجاه الفساد ومنظميه وحصة الشيعه في المؤسسات لتكن بمتناول الجميع،
في موضوع المقاومة حزب الله أدى واجبه الكبير إتجاه فلسطين والقضية الفلسطينية وعليه اليوم أن يُرَكِز على إعادة رسم قواعد إشتباك جديدة مع العدو نكون فيها مطمئنين ولسنا على موعدٍ مع مآسٍ أخرى بسبب قضايا خارجية لم تعُد تعني العالم العربي والإسلامي لأننا وعدنا ووفينا والله أعلم بنا كم أخلصنا وقدمنا حتى بلغَ بنا المقام محاصرين.

قرانا مدمرة يرفض العالم السماح لنا بإعادة بناؤها إلا بشروط تسليم السلاح وهذا ما لا يحصل ولن يحصل مهما تكثفت الضغوطات، ونقول لكل عاقل في العالم حتى تنال وتطول أطلب المعقول يعني السلاح سيبَك منه هاد أمانة السيد حسن نصرالله للإمام الحُجَة،

ختاماً من الآن وصاعداً فليكن حصر الإرث الشيعي منصفاً لكل أبناء الطائفة، وليُكُن الخُمس والفطرة للأقربون، وبعد أن نشعر بأننا على خير فلا ضَير لنا أن نلتفتت حولنا، كما يجب رفع الحرمان عن أبناء الطائفة من القيمين عليها،

أما بالنسبة لإعادة الإعمار فإن المرجعيات الدينية تمتلك ما يزيد عن ثلاثة ألآف مليار دولار في البنوك البريطانية وقرانا تحتاج إلى عشرة مليار فقط يعني رقم ليس له أية أهمية بناءً على ما يملكون فلو شاؤَا لجائوا لنا بالشركات وأعادوا إعمار ما تهدم ولا تستطيع أمريكا أو غيرها منع الإعمار مهَما كانت الحجة واهية،

*صحافي ومحلل سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا