المصدر الأول لاخبار اليمن

لماذا تصمت السعودية على إهانات الإمارات المتكررة؟ وهل سترد على طعنات أبوظبي؟

اللعبة الكبرى..

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية //

في تصعيد خطير وغير مسبوق، عادت الإمارات لتوجيه اتهامات مباشرة وحادة للسعودية، مُحمّلة إياها مسؤولية فشل التحالف في اليمن، في خطوة تُعتبر اختراقاً لكل الخطوط الحمراء في العلاقات بين البلدين.

فقد شنّت صحيفة “العرب” الإماراتية، الصادرة من لندن، هجوماً شرساً على الرياض في مقال نشرته الأربعاء، واتهمتها صراحةً بـ”التسبب في إفشال الحرب التي قادها التحالف السعودي-الإماراتي في اليمن منذ 2015″، مُستخدمةً لغةً حادةً لم يسبق لها مثيل في العلاقات الثنائية.

وزعمت الصحيفة، التي تعكس موقف أبوظبي الرسمي، أن “التدخل السعودي في اليمن يفتقر إلى الشرعية”، وادّعت أنه “أدّى إلى تدويل الأزمة، وإدخال لاعبين دوليين، وخلق تبعيات خارجية قوّضت أي فرص لحل سياسي مستدام”. كما اتهمت الرياض بـ”الفشل الذريع في تحقيق أهداف الحملة العسكرية”، و”التسبب في خسائر بشرية فادحة بين المدنيين”، في محاولةٍ واضحةٍ لتحميل السعودية وحدها تبعات الحرب.

سؤال يطرح نفسه: لماذا تصمت السعودية على هذه الإهانات المتكررة؟ 

يُثير موقف السعودية الغامض من هذه الهجمات الإماراتية تساؤلاتٍ كبيرةً، خاصةً في ظل تصاعد وتيرة التصريحات العدائية من أبوظبي، بينما تكتفي الرياض بموقف دفاعي غريب، يُناقض تاريخها السياسي وحسابات قوتها الإقليمية.

بعض المحللين يعزون هذا الصمت إلى مخاوف سعودية من أن أبوظبي تمتلك “غطاءً أمريكياً أقوى”، يجعلها قادرةً على المناورة بجرأةٍ أكبر في الملفات الإقليمية، بينما تُدرك الرياض أن أي مواجهة مفتوحة مع الإمارات قد تُعرّض مصالحها للخطر، خاصةً في ظل دعم واشنطن الواضح للمشروع الإماراتي التوسعي، الذي طال اليمن وليبيا والسودان وغيرها.

مزاد الاستثمارات الأمريكية: هل تدخلت السعودية لسحب البساط من تحت أقدام الإمارات؟ 

تؤكد بعض القراءات أن الرياض تحاول كسب واشنطن لصالحها في الصراع الخفي مع أبوظبي، حيث بادر ولي العهد السعودي بعرض استثماري ضخم بقيمة 600 مليار دولار للرئيس الأمريكي ترامب، وذلك مباشرةً بعد تهديد الأخير بطلب 500 مليار دولار من الرياض. لكن الإمارات سارعت إلى التفوق على هذا العرض بإعلانها عن صفقاتٍ أكبر، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أن البلدين يدخلان في “مزاد استثماري” لشراء الولاء الأمريكي، والظهور كـ”الوكيل المعتمد” لواشنطن في المنطقة.

السؤال الأكبر: هل تمتلك السعودية خطةً لوقف طموحات الإمارات التوسعية؟ 

تشير تحليلات إلى أن الرياض قد تكون تعمل خلف الكواليس على تقويض النفوذ الإماراتي في اليمن والمنطقة، عبر تحالفاتٍ جديدةٍ مع قوى محلية ودولية، لكنها تفضل التحرك بحذرٍ لتجنب صدامٍ مفتوحٍ قد يُهدد استقرار التحالف الخليجي بأكمله. ومع ذلك، يُعتقد أن صبر السعودية لن يدوم طويلاً إذا استمرت الإمارات في استفزازها، خاصةً إذا تجاوزت الخطوط الحمراء في الملف اليمني، الذي تعتبره الرياض حدودها الجنوبية الاستراتيجية.

يُذكر أن التصعيد الإماراتي الأخير يأتي في وقتٍ تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً غير مسبوق، وسط مخاوف من أن تتحول الحرب الباردة بينهما إلى مواجهةٍ إقليميةٍ مفتوحة، قد تعيد رسم خريطة التحالفات في المنطقة.

قد يعجبك ايضا