تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
جاء إعلان قوات صنعاء، اليوم الجمعة، عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” شمال البحر الأحمر ليشكّل تطورًا نوعيًا في مستوى التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، ويوجه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأن قواعد الاشتباك قد توسّعت، وأن ردود قوات صنعاء لم تعد مقتصرة على السفن التجارية أو الدعم الرمزي لغزة، بل باتت تستهدف رموز القوة العسكرية الأمريكية ذاتها.
العملية التي وصفتها صنعاء بـ”المشتركة”، والتي نُفذت بصواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، تأتي ضمن سلسلة من العمليات التي تقول القوات اليمنية إنها دفاعية ورد على “العدوان الأمريكي”، لكنها في الواقع تحمل أكثر من بعد:
أولاً: التحول في بنك الأهداف
استهداف “ترومان“، كأحد أبرز القطع الحربية الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة، يشير إلى تطور في القدرات الاستخباراتية والعسكرية لصنعاء، أو على الأقل إلى محاولة الإيحاء بذلك.
سواء أصابت الضربات هدفها بشكل مباشر أم لا، فإن الإعلان عن العملية بحد ذاته يُعدّ رسالة نارية ذات طابع سياسي بقدر ما هي عسكرية.
ثانياً: التوقيت والدلالات
العملية تأتي بعد أيام من خروج مظاهرات مليونية في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، دعماً لغزة ورفضاً للوجود الأمريكي في البحر الأحمر.. المتحدث العسكري العميد يحيى سريع ربط صراحة بين العمليات العسكرية والزخم الشعبي، في إشارة إلى أن المعركة، من وجهة نظر صنعاء، تحظى بشرعية جماهيرية وسياسية.
ثالثاً: استنزاف الردع الأمريكي
تتزامن هذه التطورات مع استمرار العمليات العسكرية اليمنية ضد السفن “الإسرائيلية” والمتعاونة معها في البحر الأحمر، وهي عمليات أرهقت الملاحة الصهيونية وأربكت الحسابات الغربية والأمريكية.
ومع إعلان صنعاء استهداف الحاملة “ترومان”، يبدو أن قواتها تسعى لكسر حاجز “الخطوط الحمراء” التي لطالما رسمتها واشنطن.
رابعاً: الرسائل السياسية للمحور