بين التهاني والصواريخ.. صنعاء تُحرج واشنطن وتفضح هشاشة منظومة تل أبيب الدفاعية
تقرير/محمد الفائق/وكالة الصحافة اليمنية//
بينما كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يوجه تهانيه لـ”العائلات اليهودية التي تحتفل بعيد الفصح”، داعياً أن “يواصل الله حماية الشعب اليهودي وإسرائيل والولايات المتحدة”، كانت قوات صنعاء تحضر مفاجئة للعدو الصهيوني، عبر إطلاق صواريخ باليستية فرط صوتية استهدفت العمق الإسرائيلي، في رسالة عسكرية قوية تؤكد أن الاحتفال لهذا العام سيكون داخل الملاجئ.
صنعاء تشارك بطريقتها الخاصة
اختارت صنعاء أن “تشارك” الإسرائيليين احتفالاتهم بعيد الفصح بأسلوب مختلف، إذ نفذت عمليتين عسكريتين نوعيتين، الأولى استهدفت قاعدة “سودت ميخا” بصاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي، والثانية ضربت مطار بن غوريون بصاروخ “ذو الفقار”، فيما نفذ سلاح الجو المسيّر ضربة دقيقة بطائرة مسيرة استهدفت موقعاً حيوياً في عسقلان.
هذه الضربات أربكت الجبهة الداخلية للكيان، وأجبرت ملايين المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ، في مشهد عزز حقيقة أن اليمن بات رقماً صعباً في المعادلة العسكرية والسياسية في المنطقة.
الجيش الإسرائيلي يقر بالفشل
وفي اعتراف غير مسبوق، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان عن محاولة اعتراض صاروخين يمنيين، بينما تداولت وسائل الإعلام مشاهد لإطلاق صواريخ “ثاد” الأمريكية الباهظة الثمن (12.6 مليون دولار للصاروخ الواحد) في محاولة يائسة لمواجهة آثار الضربات الصاروخية اليمنية.
القسام تصف اليمن بـ”إخوان الصدق”..
الموقف اليمني منذ السابع من أكتوبر حظي بإشادة قيادات المقاومة، أما عمليات اليوم لقوات صنعاء لم تمر كحدث عابر؛ بل حظيت بإشادة لافتة من الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، الذي نشر اليوم سلسلة تغريدات قال فيها:
“لا يزال إخوان الصدق في اليمن يصرّون على شلّ قلب الكيان الصهيوني وقوفاً إلى جانب غزة التي تتعرض لحرب إبادة شعواء”.
وأضاف: “إخوان الصدق في اليمن يدفعون ضريبةً باهظةً من دمائهم العزيزة ومقدرات بلدهم الشقيق جراء هذا الوفاء لفلسطين والأقصى”.
وتابع: “فلسطين وشعبها لن ينسوا وقفة اليمن المشرفة إلى جانبهم”.
وأختتم تغريدته بالقول: “عزيمة اليمن الصلبة تبشر بخيرية الأمة وقدرتها على زعزعة أمن الكيان إذا توفرت الإرادة والإيمان مع القدرة على الفعل”.
فيما نشرت كتائب القسام اليوم فيديو تحت عنوان بورك اليمن ورجاله الأوفياء الصادقون، وتضمن الفيديو جزء من العمليات الصاروخية اليمنية التي استهدفت عمق الكيان الصهيوني، وكذلك جزء من كلمة قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي.
الأسطول الأمريكي يتآكل
بالتوازي مع الضربات اليمنية، والرد على العدوان الأمريكي الذي استأنف ضرباته الجوية بتاريخ 14 مارس الماضي، كشفت تقارير أمريكية عن أزمة غير مسبوقة تواجهها البحرية الأمريكية، وصفت بأنها “أطول وأعنف سلسلة مواجهات بحرية منذ الحرب العالمية الثانية”.
تقرير موقع “Task & Purpose” أشار إلى أن البحرية تواجه استنزافاً قاتلاً، وسط هشاشة متزايدة في صفوفها. وفي مؤشر على هذه الأزمة، أعلنت واشنطن عن إحالة حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” إلى التقاعد، واستبدالها بـ”كارل فينسون”، في محاولة يائسة لتعويض التدهور في قدرة الردع البحرية وسط تصاعد عمليات اليمن في البحر الأحمر.
بين التهاني والصواريخ.. اليمن ثابت على موقفه
تصريحات ترامب عن “حماية إسرائيل” لم تكن سوى غطاء دعائي لمشهد متصدع. فعيد الفصح الذي بدأ بالتهاني، انتهى بصواريخ أربكت الحسابات وغيّرت المعادلات.
اليمن، الدولة العربية الوحيدة، نجحت في فرض معادلة جديدة تُحرج واشنطن وتفضح هشاشة تل أبيب.
لم يعد السؤال عن توقف صنعاء، بل عن مدى قدرة التحالف الأمريكي-الإسرائيلي على تحمل كلفة مواجهة باتت تستنزف مقدراته دون أفق واضح للردع أو الحسم.