المصدر الأول لاخبار اليمن

رئيس أركان قوات الاحتلال يفجّر مفاجأة: لا يمكن هزيمة حماس واستحالة تحقيق أهداف الحرب

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

فجّر رئيس أركان قوات الاحتلال الإسرائيلي، “إيال زامير”، اليوم الإثنين، مفاجأة من العيار الثقيل، حين أقرّ بأن “حكومة نتنياهو” لا تمتلك بديلاً لحركة حماس في قطاع غزة، محذرًا من استحالة تحقيق أهداف الحرب دون تغييرات جذرية على المستويين العسكري والسياسي، وسط نقص حاد في القوى البشرية وفشل تمرير قانون تجنيد “الحريديم”.

جاء ذلك في سلسلة مناقشات مغلقة أجراها “زامير” مؤخرًا مع القيادة السياسية، حيث قال بوضوح إن “الترتيب الحالي للقوات، والذي يعاني من نقص كبير في الجنود، يجعل من الصعب للغاية تحقيق جزء كبير من الأهداف التي حددها أعضاء الحكومة للجيش”، وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

غياب الرؤية و”فوضى مستمرة”

وحذر “زامير” من أن الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية دون خطة واضحة لـ”اليوم التالي لحماس”، يعني أن قوات الاحتلال ستجد نفسها عالقة في فوضى مستمرة داخل قطاع غزة، مع بقاء الحركة المسيطرة مدنيًا وعسكريًا حتى بعد مرور أكثر من عام ونصف على اندلاع العدوان على غزة.

ووفق التقرير، فإن غياب البدائل السياسية واستمرار الاعتماد فقط على القوة العسكرية يبدد فرص تحقيق الهدف المركزي للعملية، وهو “تدمير حماس”.

خطة عسكرية محدودة بلا أفق

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أسابيع تنفيذ خطة تهدف للسيطرة على مناطق محدودة من غزة، لتوسيع ما يسمى “المنطقة العازلة”، في محاولة للضغط على حماس لإطلاق عدد من الأسرى أو تحسين شروط التفاوض بشأن صفقة محتملة، وهي استراتيجية تمثل تراجعًا واضحًا عن الأهداف المعلنة في بداية العدوان.

ومع ذلك، تشير مصادر عسكرية إلى أن “زامير” لا يزال يأمل في تحقيق “هزيمة عسكرية” للمقاومة الفلسطينية، عبر عملية برية واسعة النطاق تختلف في تكتيكاتها عما تم سابقًا، وتشمل تطويق مناطق وتثبيت نقاط تفتيش تدريجية، وهو سيناريو تقول التقديرات العسكرية الإسرائيلية إنه قد يستغرق شهورًا طويلة أو ربما سنوات، ويتطلب نشر عشرات الآلاف من الجنود، معظمهم من قوات الاحتياط.

حماس تواصل التعافي

في المقابل، لا تزال حماس تفرض سيطرتها على قطاع غزة، وتواصل التعافي رغم الضربات الهستيرية.

وبينما كانت التقديرات الأولية لقوات الاحتلال تشير إلى تلاشي قدرات الحركة، يشير “الموساد” اليوم إلى أن نحو 20 ألفًا من عناصر حماس ما زالوا على قيد الحياة، بينهم عدد من القادة البارزين.

وتتبنى حماس، وفق التقرير، سياسة استراتيجية ترتكز على الحفاظ على القدرات العسكرية، وتفادي الاستنزاف المباشر مع قوات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في المناطق الحدودية، وخاصة بين خان يونس ورفح، حيث لم تُسجل هجمات مباشرة أو كمائن أو إطلاق قذائف.

أزمة ثقة داخل المنظومة الصهيونية

تصريحات رئيس الأركان كشفت عمق الأزمة داخل المنظومة “الإسرائيلية”، وأكدت غياب الإجماع بين المستويين السياسي والعسكري، خصوصًا مع استمرار فشل قانون تجنيد “الحريديم”، ما أدى إلى تفاقم النقص في عدد الجنود الميدانيين.

ومع اقتراب العدوان من دخول عامه الثاني، تبدو قوات الاحتلال أمام معادلة معقدة: لا نصر عسكري، ولا خطة سياسية بديلة، ولا قدرة على إدارة قطاع غزة في اليوم التالي، ما يجعل سيناريو “الفوضى المستمرة” هو الأكثر ترجيحًا حتى إشعار آخر.

قد يعجبك ايضا