المصدر الأول لاخبار اليمن

لبنان في محكات خطيرة وسط مسعي تجريد المقاومة من السلاح ودعوات التحريض على الشيعة

د.إسماعيل النجار //

 

 

الجنرال جوزيف عون من قيادة الجيش إلى القصر الجمهوري ليكون رئيس كل لبنان،
ليسَ هكذا تورَد الإبل يا فخامة الرئيس!
نحنُ بَنَينا آمالاً كبيرة على شخصك الكريم، وأنتَ العارف بخبايا الأمور وموازين القِوَىَ في المنطقة،

لبنان صغير بجغرافيته وديمغرافيته وكبير بشعبه وجيشه ومقاومته، هذه المقاومة التي إختلطَت دماء مجاهديها بدماء شهداء الجيش منذ اليوم الأول للإحتلال الصهيوني لجنوب لبنان،

فخامة الرئيس نحنُ لسنا ضد حصريَة السلاح بيَد الدولة، ولكن هذا الأمر يشق طريقه عندما لا يكون هناك أخطار كبيرة تُحدِق بلبنان وعندما لا يكون هناك أرض مُحتلَّة، وعندما لا يكون على حدودنا كيان لقيط ومجرم إسمه إسرائيل،

عندما اجتاح شارون لبنان عام 1982 لم يتصدى الجيش لجحافل المحتلين، ولم يكُن هناك أي مقاومة إسلامية او حزب الله على الأرض اللبنانية، وعندما قصرَت الدولَة آنذاك وتخاذلت في مسألة حماية الوطن والمواطن قرَّرَ فريق من الشعب اللبناني المقاومة لطرد الإحتلال، فأعلن الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله المقاومة المدنية الشاملة لطرده، وتجندَت الرجال والنساء للبدأ في العمليات العسكرية وكانَ الشهيد خالد علوان أحد أوائل الأبطال الذين نفذوا العدالة بضباط وجنود آرييل شارون في شارع الحمراء،

فخامة الرئيس آنذاك كان اليمين المسيحي متحالفاً مع إسرائيل، وكانَ شباب الطائفة الشيعية يشكلون طلائع المقاومين، وشقت المقاومة طريقها ونَمَت وتطورَت حتى وصلت إلى هذه القوة وهذا الحجم،

لم يُقدِّم لنا العرب أي دعم مادي أو عسكري أو معنوي في مواجهة الإحتلال! ولم نسمع من العرب إلَّا تصريحات إعلامية لا تُغني ولا تُثمِن عن جوع، واستمر الصراع مع العدو والمقاومة لم تطلب من الدولة اللبنانية سِوَى حفظها وعدم طعنها في الظهر فكانت ثُلاثية القاعدة التي إرتكزَ عليها العمل المقاوم هو جيش وشعب ومقاومة وهذه القاعدة صنعت تحرير عام 2000 الذي عفا حزب الله خلاله عن الكثير مِمَن اعتدوا على الشعب اللبناني من العملاء، وقام بتسليمهم الى الجيش ولم يقبل على نفسه أن يكون بديلاً عن الدولة ورغم ذلك بَقِيَت معزوفة دويلة داخل الدولة قائمة بتوجيه من السفارة الأميركية، وأنتم تعلمون أن حزب الله لا يمتلك ثقافة الغوص في الصراعات القومية والإثنية أو الصدام بينه وبين كافة القوى السياسية اللبنانية في إقتتالٍ داخلي،

سلاح هذه المقاومة يا فخامة الرئيس حما لبنان من إحتلال ثاني ودفع شر الإرهابيين عنه من أعلى قِمَم سلسلة جبال لبنان الشرقية،

سلاح المقاومة شَكَلَ درعاً للمفاوض اللبناني دفاعاً عن الثروات التي تطمع إسرائيل بنهبها، وكانَ الرافعه التي وضعت لبنان في مقدمة إهتمامات الدوَل الكبرىَ،

فخامة الرئيس سلاح المقاومة لم يقتل الجيش على جسر المطار عام 1983 ولا على طريق المطار في منتصف التسعينيات ولا اطلق ناره على جنود الجيش في حي السلم ولا في كنيسة مار مخايل حتى ولا على مستديرة الطيونة،

سلاح المقاومة لم يحاصر الجيش في أدما ولم يرتكب مجازر في إهدن والصفرا ولم يقتل ضباط الجيش ومنهم العميد خليل كنعان،

فخامة الرئيس تعال معنا إلى الواقع ضمن كل هذه الوقائع وأنتَ حامي الدستور ورئيس كل لبنان، فلا تجعل موقع الرئاسة خصم لفريق وازن من اللبنانيين لا زالت جراحه تنزف وقراهُ ومدنه مُدمرة وأشلاء أبنائه متناثرة في الأحراش الجنوبية وتحت المباني المُدَمَرَة،

إن جُل ما تصبو إليه أن تكون رئيساً لكل لبنان وأن تنتقل بوطن الارز إلى الأمن والهدوء والإستقرار السياسي والإقتصادي والإزدهار، وهذا يتحقق بإلتفاف اللبنانيين حولك في هذا العهد وليسَ بالخصومة ولا بطاعة أميركا ولا بتحقيق مصالحها المرتبطه إرتباطاً وثيقاً بإسرائيل،

لذلك يا فخامة الرئيس ندعوك أن تكون رئيساً لكل لبنان بكل مكوناته وتحافظ على نقاط قوته وتدمُل مكامن ضعفه، فلا تَكن جسر عبور في عهدك لتجديد الحرب الأهلية لأن الشيعه مهددين وأنت تعرف ما يحيطُ بهم فلا تناور مع الأميركيين ولا تقترب من أقدس مقدساتهم لأن في ذلك خراب للبنان وخسارة للوطن،

فخامة الرئيس المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس طرف وليس وسيط وتحمل شعار دولة الكيان في أصبعها وعلى صدرها وهي تُحاول أن تُملي علينا ما تريد إسرائيل وتفرض إرادتها ونحنُ المُعتَدَىَ علينا،

يا فخامة الرئيس نجدد القول أننا مع حصرية السلاح بيَد الدولة عندما تكون قادرة أن تواجه إسرائيل وأن تحمي شعبها وتصون حدودها، وأنت تعلم أيها الأعلَم أن إسرائيل بعد إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان إستمرَت في العربدَة ولم يتمكن الجيش من ردعها لأنه لا يمتلك عناصر القوة العسكرية،

من أجل ذلك ورأفةً بالوطن دعوا عنكم قضية السلاح ليأتي اليوم الذي نشعر بأننا لسنا بحاجة إليه حينها نقول للجيش هذا هو السلاح لكم وهذه مخازننا أصبحت مُلكَ يمينكم ونعيش في آمن وأمان،

ختاماً فخامة الرئيس فقط من أجل الإستفسار ليس أكثر، لماذا لم نسمع أي تصريح رسمي صادر عنكم يستنكر الدعوات الرسمية والحزبية والطائفية اللبنانية لإسرائيل وأبو محمد الجولاني للقضاء على الشيعه، ولم يتحرك القضاء عفواً لمحاسبة هؤلاء الإُمَّعات،
والسلام.
عشتم وعاشت المقاومة ليبقى لبنان،

 

*صحافي وباحث سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا