اليمن في قلب المواجهة.. والتصعيد الأمريكي فاشل

صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//

 

أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، أن قطاع غزة يشهد مأساة إنسانية غير مسبوقة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، مشيرًا إلى أن “معظم سكان القطاع أصبحوا نازحين في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية بشراكة أمريكية واضحة”.

وأشار السيد عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة بشأن مستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعدوان الأمريكي على اليمن، إلى أن “العدو الإسرائيلي يستخدم كل أصناف جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني”، متهماً الاحتلال بتعمد استهداف المنشآت الصحية، كما حدث في المستشفى المعمداني، وسط انهيار شبه تام للقطاع الصحي في غزة.

وفي سياق التصعيد الجاري، اعتبر السيد عبدالملك الحوثي أن “محاولة  احتلال مدينة رفح بالكامل يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، وانتهاكًا واضحًا للاتفاق الإسرائيلي-المصري”.

كما تطرق إلى ملف المفاوضات حول الأسرى، مؤكدًا أن “الاحتلال ومعه الأمريكي يسعيان لابتزاز الشعب الفلسطيني، دون التزام بما تم الاتفاق عليه سابقًا”، مشددًا على أن مطالب حماس “تمثل الحد الأدنى من الاستحقاقات الإنسانية”.

وفي مناسبة يوم الأسير الفلسطيني، لفت إلى وجود “معاناة لآلاف المعتقلين في سجون الاحتلال”، مؤكدًا أن “قضية الأسرى لا يمكن تجاوزها أو شطبها”.

لبنان في مرمى الاستهداف

وفي ما يتعلق بجبهة لبنان، اتهم السيد عبدالملك الحوثي قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ”الاستمرار في انتهاك اتفاق لبنان بدعم وتشجيع أمريكي”، وشنت “اعتداءات يومية على الأراضي اللبنانية”.

واعتبر أن “أطماع الاحتلال في لبنان واضحة ضمن مشروع إسرائيل الكبرى”، مشيرًا إلى أنه “لو تمكن العدو من تنفيذ عدوان شامل على لبنان، لما تردد في اجتياحه بالكامل”.

وأكد أن “العدو يسعى لنهب مياه نهر الليطاني ويواصل احتلاله لبعض المواقع داخل لبنان”، مستهدفًا حتى الغرف الجاهزة التي يأوي إليها النازحون، في محاولة لإفشال عودتهم إلى مساكنهم.

وشدد على أن “المقاومة اللبنانية حققت انتصارات غير مسبوقة”، مضيفًا أن “حزب الله قدم أعظم التضحيات لحماية لبنان وكرامة شعبه”.

وقال السيد عبدالملك: “خيار المقاومة ليس ترفًا بل ضرورة وطنية، والتخلي عنه يمثل خطرًا جسيمًا على حرية واستقلال لبنان”.

سوريا وفلسطين في قلب المواجهة

وحول التطورات في سوريا، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن “العدو الإسرائيلي يواصل استباحة الأراضي السورية، وثبّت تسع قواعد عسكرية في الجنوب، في سياق مشروعه الإقليمي العدواني”.

وأكد أن “ما يحدث في فلسطين ولبنان وسوريا يثبت الحاجة الماسة لامتلاك الشعوب العربية وسائل الردع والحماية”، مشددًا على أن “نزع سلاح المقاومة غير منطقي، وأن الشعب الفلسطيني أولى بامتلاك السلاح للدفاع عن الأرض والعرض”.

وانتقد مواقف بعض الأنظمة العربية التي تتبنى أطروحات تدعو إلى نزع سلاح المقاومة، معتبراً أن “ذلك يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي، ويحرم الشعوب من حقها المشروع في الدفاع”.

تصعيد أمريكي فاشل

 

وفي الشأن اليمني، أوضح الحوثي أن “الموقف اليمني متكامل شعبيًا ورسميًا وعسكريًا”، وأن “جبهة اليمن قوية ومؤثرة وتقدم نموذجًا ملهمًا في الإسناد للمقاومة الفلسطينية”.

وأكد أن “العدوان الأمريكي على اليمن يتصاعد في محاولة للتأثير على الموقف اليمني”، مشيرًا إلى تنفيذ الولايات المتحدة أكثر من 220 غارة جوية خلال الأسبوع الجاري، وأكثر من 900 غارة خلال الشهر الأخير، باستخدام طائرات شبح وطائرات F-18.

وعلى الرغم من هذا التصعيد، قال السيد عبدالملك الحوثي إن “العدو فشل في تأمين السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن”، مشيرًا إلى أن “المياه لا تزال مغلقة تمامًا أمام السفن الإسرائيلية”.

اليمن تقود المعركة

وكشف السيد عبدالملك الحوثي عن تنفيذ القوات اليمنية المسلحة 78 عملية عسكرية خلال الشهر الحالي، شملت 171 صاروخاً وطائرة مسيرة، بعضها استهدف يافا المحتلة وعسقلان، تزامنًا مع “عيد الفصح اليهودي”.

وأوضح أن اليمن نفذ 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، ونجح في إسقاط 19 طائرة MQ9، إلى جانب تنفيذ 11 عملية اعتراض لطائرات الشبح والطائرات الأمريكية في البحر الأحمر.

وأكد أن حاملة الطائرات “ترومان” باتت في وضع دفاعي بحت، ما دفع الأمريكيين لاستقدام حاملة طائرات أخرى لتعويض الفشل العملياتي.

وختم السيد عبدالملك الحوثي كلمته بالتشديد على أن “الموقف اليمني ثابت وفاعل، وأنه لن يتأثر بكل هذا العدوان”، مؤكدًا أن اليمن سيواصل إسناده للمقاومة الفلسطينية حتى تحقيق النصر.