المصدر الأول لاخبار اليمن

كمين “كسر السيف” شرق بيت حانون: رسائل ميدانية من تحت الأنقاض

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية شمال قطاع غزة، كشفت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، عن تنفيذها كمينًا مركّبًا أطلقت عليه اسم “كسر السيف” شرق بلدة بيت حانون، وهو ما يطرح تساؤلات حول قدرة الفصائل الفلسطينية على إعادة ترتيب خطوط الاشتباك، رغم الظروف الميدانية القاسية التي فرضتها الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.

وبحسب ما جاء في البيان العسكري الصادر عن كتائب القسام، فإن العملية استهدفت جيبًا عسكريًا من نوع “Storm” يتبع لوحدة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة، بقذيفة مضادة للدروع، ما أدى إلى وقوع إصابات محققة.

ولم تكتف الكتائب بذلك، بل أفادت أنها فجّرت عبوة “تلفزيونية 3” مضادة للأفراد فور وصول قوة الإسناد الصهيونية، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوفها، تلاه استهداف موقع عسكري مستحدث بأربع قذائف “RPG” وقصف بقذائف الهاون.

توقيت ودلالة

توقيت العملية – في اليوم 197 من الحرب – يحمل دلالة خاصة، إذ جاء بعد أسابيع من تقارير عبرية تفيد بتآكل القدرات القتالية للفصائل في شمال القطاع، وتحديدًا في بيت حانون وجباليا.

إلا أن هذا الكمين المركّب يعيد طرح سؤال القدرة: هل فشل كيان الاحتلال فعلاً في تدمير بنية المقاومة هناك؟ وهل تملك فصائل المقاومة الفلسطينية، وتحديدًا كتائب القسام، ما يكفي من الكفاءة والتنظيم لتنفيذ عمليات بهذا التعقيد؟

رسائل من تحت الركام

من الناحية الميدانية، تحمل العملية رسالة واضحة: أن المقاومة لا تزال تحتفظ بما يكفي من عناصر المفاجأة والتكتيك، رغم الدمار واسع النطاق الذي طال البنية التحتية والمراكز السكانية شمال القطاع.

فالكمين الذي يجمع بين استهداف آلية عسكرية وقوة إنقاذ، ثم قصف موقع محصّن، من وجهة -خبراء عسكريين- يعكس إدارة عملياتية دقيقة، قد لا تتوفر إلا لوحدات لا تزال تعمل ضمن شبكات اتصال وأسلوب تنسيق فعّال.

قوات الاحتلال تصمت

حتى لحظة إعداد هذا التحليل، لم يصدر تعليق رسمي من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما قد يُفهم على أنه محاولة لتجنّب الاعتراف بالخسائر .

وعلى ما يبدو فإن هذا التطور يعقّد الموقف الصهيوني شمال القطاع، حيث تسعى حكومة الاحتلال إلى تقديم صورة النصر والسيطرة التامة قبيل أي انسحاب تكتيكي محتمل.

معادلة متحركة

الكمين يعيد التأكيد على أن جغرافيا غزة، حتى في أكثر مناطقها دمارًا، لا تزال تتيح فرصًا للمباغتة والاشتباك، وهو ما يضع تحديًا أمام التقديرات الاستخبارية الصهيونية التي افترضت، مرارًا، أن “المنطقة خالية من المقاومة”.

كما يبرز مدى استعداد الفصائل لتطوير تكتيكاتها، في ظل غياب التوازن التقليدي في موازين القوى.

ويمكننا القول، إن عملية “كسر السيف” تشكّل ضربة معنوية قبل أن تكون ميدانية، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العملية البرية الصهيونية في شمال القطاع المدمر، وحدود قدرة قوات الاحتلال على الحسم في ساحة معقدة ومفتوحة كقطاع غزة.

قد يعجبك ايضا