تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
دخلت مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة التحالف مرحلة جديدة من الانهيار الاقتصادي غير المسبوق للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وسط تحذيرات من مجاعة تجتاح تلك المناطق جراء تفاقم الأوضاع المعيشية.
وتجاوز سعر بيع الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء مبلغ 2505 ريالات في عدن، واقتراب سعر بيع الريال السعودي من 700 ريال يمني، مما يعكس تدهورا حادا في القوة الشرائية للمواطنين.
وتكمن تداعيات الانهيار الكارثي بالانعكاس السلبي على ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية التي سيدفع المواطن البسيط فواتير الانهيار من قوت يومه، بالتزامن مع قرار جمعية الأفران والمخابز رفع سعر رغيف الخبز “الروتي” من 70 إلى 100 ريال، الأسبوع الماضي.
ولم تأبه الحكومة التابعة للتحالف بمعاناة الأهالي في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، جراء الارتفاع الجنوبي بأسعار السلع الغذائية، الذي من المرجح أن تقوم الحكومة بالإعلان عن جرعة في أسعار المشتقات النفطية تزامنا مع سعر الدولار مع عجز معظم الأهالي عن تلبية احتياجاتهم اليومية.
يأتي ذلك مع استمرار أزمة الكهرباء وانقطاعها لأكثر من 8 ساعات يوميا مقابل ساعتين وسط توقعات بوصول ساعات الانقطاع لقرابة 18 ساعة خلال الأسابيع المقبلة وفق سيناريو الوعود الكاذبة التي تطلقها الحكومة التابعة للتحالف وعجزها عن توفير الوقود لمحطات التوليد، الأمر الذي سيفاقم معاناة المواطنين ويعطل مختلف القطاعات الحيوية بالمدينة.
وتضاعفت معاناة المواطنين في المحافظات الجنوبية منذ قيام التحالف بنقل إدارة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن نهاية 2016، وقيام الحكومة بطباعة أكثر من 5 ترليون و320 مليار ريال يمني دون غطاء نقدي، أسهم ذلك بالتضخم وتأكل قيمة العملة، بالإضافة إلى فشل السياسات النقدية، مع استمرار صرف مرتبات ومستحقات المسؤولين الموالين للتحالف المتواجدين خارج اليمن بالعملة الصعبة.
ويرى مراقبون مختصون أن شبح اتساع المجاعة وانعدام الامن الغذائي بالإضافة إلى الانهيار لكافة الخدمات في عدن سيتجه للأسوأ، الامر الذي يستدعي حلولا عاجلة وليس ترفيعات مؤقتة من قبل التحالف الذي لم يعير غذاء المواطن أي اهتمام بقدر رفد الفصائل المسلحة بأحدث الآليات العسكرية.
واعتبروا انهيار العملة في عدن والمحافظات الجنوبية نتيجة للتراكمات الاقتصادية الفاشلة وغياب الرؤيا في اصلاح النظام النقدي وتحسين مرتبات الموظفين لا سيما المعلمين الذين يواصلون اضرابهم منذ الأشهر الماضية.
وسيقود الانهيار الاقتصادي الأوضاع المحلية مع استمرار غليان الشارع الجنوبي إلى أزمة حقيقة يصعب السيطرة عليها بالتزامن دعوة بعض النقابات المهنية إلى تنظيم احتجاجات غاضبة خلال الأسابيع المقبلة ردا على تدهور الوضع المعيشي وصمت الحكومة والتحالف تجاه مطالب المواطنين.