تواجه صنعاء حالة التصعيد الامريكي في اليمن بموجة تصعيد كبيرة حيث اتخذت عملياتها خلال اليومين الماضين مساراً تصاعديا وهذا يتضح من خلال العمليات التي نفذتها خلال الثلاثة الايام الاخيرة ، والتي بلغت أربع عمليات اشتباك مع حاملتي الطائرات الامريكية “ترومان” و “فنسون ” والقطع البحرية التابعة لهما، وأربع عمليات استهداف لعمق الكيان الاسرائيلي، ما يؤكد من وجهة نظر خبراء عسكريين، تفوق القوات المسلحة اليمنية في ميدان المواجهة مع أمريكا والتي تظهر عاجزة في كبح جماح قوات صنعاء رغم الغارات الهستيرية، والافراط في استخدام القوة ضد المدنيين.
والى جانب تكثيفها لعمليات الاشتباك مع حاملتي الطائرات “ترومان “و”فنسون” من الملاحظ ان قوات صنعاء بدأت توسع من دائرة أهدافها داخل الكيان الاسرائيلي حيث أضافت اليوم “حيفا” الى بنك أهدافها واستهدفتها بصاروخ فرط صوتي، وهو استهداف له دلالته حيث يؤكد دخول عمليات صنعاء ضد الاحتلال الإسرائيلي، مرحلة جديدة ذات ابعاد استراتيجية نظراً لما تمثله حيفا من أهمية استراتيجية للكيان الصهيوني.
ووفق مراقبين فان استهداف “حيفا “وقبلها عسقلان يحمل رسائل تصعيدية واضحة من قوات صنعاء للاحتلال الاسرائيلي مفادها بأن دفع الاسرائيلي للأمريكي للتصعيد في اليمن سيرتد بأثار عكسية على الكيان نفسه حيث ستطال الصواريخ والمسيرات اليمنية كل الاراضي الفلسطينية ،ولن يبقى هناك مكان أمن داخل الكيان.
وحسب المراقبين فان عملية صنعاء العسكرية تؤكد ان تأثير اليمن على الكيان الاسرائيلي مازال فاعلاً ولم يضعف كما يزعم قادة الكيان الاسرائيلي وان اليمن يمتلك استراتيجية أعقد مما تستطيع واشنطن احتوائها، بحيث يستطيع مواكبة وتيرة التصعيد الامريكي، ويفرض قواعد اشتباك، ويرسم خطوط لمعادلة أمنية تتجاوز الحسابات الأميركية والاسرائيلية .