لماذا انزعج كيان الاحتلال من تسمية طائرة “يافا” اليمنية ؟

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

في خطابه حول أخر التطورات أشار السيد عبدالملك الحوثي الى جزئية مهمة جداً وهي انزعاج الاحتلال الاسرائيلي من تسمية الطائرة المسيرة “يافا” بالاسم الحقيقي للمنطقة التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي عاصمة له، وكذلك عبارة “المحتلة”، وهذا الانزعاج الذي ذكره السيد عبدالملك الحوثي ظهر واضحاً في خطاب لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ولكن ما هو أسباب انزعاج كيان الاحتلال؟ .

 الموقف اليمني وانخراط اليمن في مواجهة عسكرية مع  أمريكا و”إسرائيل”، وما تحققه قوات صنعاء في ميدان المواجهة من انجازات كبيرة، وغير متوقعة قد أذهل العالم، وجعل من عمليات اليمن محط الاهتمام العالمي وبيانات القوات المسلحة الاكثر متابعة في العالم، وبالتالي فان تكرار أسم “يافا” وغيرها من التسميات للمدن الفلسطينية بأسمائها الحقيقة  في هذه البيانات سيعيد التسميات الحقيقة لهذه المدن والمناطق الى أذهان العالم ويذكر العالم بالحق التاريخي للفلسطينيين في هذه المدن والمناطق ،وحقيقة ان هذا الكيان محتل وغاصب لا شرعية لوجوده في هذه الارض التي اغتصبها من سكانها الحقيقيين وقام بتهجيرهم منها تحت قوة السلاح والارهاب.

لقد مثلت عبرنة  أسماء المدن والمناطق الفلسطينية جزء من سياسية التهويد، والاحتلال لفلسطين، لخلق واقع جديد على الارض، جغرافيا، وثقافياً، وديمغرافياً، وطمس كل ما هو فلسطيني في هذه الارض أو يذكر بأن هذه الارض كانت لشعب فلسطين ذات يوم .

والحقيقة هي ان كيان الاحتلال قد نجح في فرض الامر الواقع الجديد حيث اختفت كل الاسماء العربية للمدن والمناطق الفلسطينية من الخطاب العالمي ، وحلت محلها الاسماء العبرية، حتى عند الشعوب العربية، والخطاب الاعلامي العربي ومصطلحاته العبرية  هذه الايام خير دليل.

وهنا لابد من الاشارة الى السعي الحثيث الذي يبذله الكيان الاسرائيلي لتحويل أسم الضفة الغربية الى “يهودا والسامرة ” لاستخدامه لاحقاً مبرراً لعملية الضم التي يعمل عليها الكيان الاسرائيلي حالياً في الضفة.

أن حرب المصطلحات هي جزء من الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يسعى عبر فرض مصطلحاته الى صياغة ملامح جديدة للأرض وفرض هوية جديدة،  وتغييب كلّ شيء غير يهودي وصهيوني على أرض فلسطين، ولهذا هو يخاف من عودة المصطلحات العربية الى واجهة الخطاب الاعلامي وخصوصا فيما يخص أسماء المدن والمناطق الفلسطينية المحتلة حيث ستذكر هذه المصطلحات العالم بتاريخ هذه الارض ولمن هي، وان هذا الكيان ليس سوى محتل لاشرعية لوجوده، وان المقاومة الاحتلال حق مشروع للشعوب.