المصدر الأول لاخبار اليمن

ماهي موانع عدم اشتعال الحرب الأهلية في لبنان وإلى متى تصمد؟

تحليل/د.إسماعيل النجار/وكالة الصحافة اليمنية//

 

خطر الإشتباك العسكري ونشوب حرب أهلية في لبنان كبير جداً وخلاصهُ المستحيل بإلغاء الطائفية السياسية،

يعيش لبنان أسوَأ أيامه في ظِل حجم الأخطار التي تُحدِق بهِ من جميع الجوانب والجهات، والوضع الإجتماعي الداخلي فيه هَش للغاية بحيث تحكمهُ لغة الطائفية والمذهبية البغيضة،

الأرضية اللبنانية خصبَة جداً وكافة الظروف مُهيَّئَة للإقتتال بالسلاح نتيجة الإحتقان الداخلي التي سببتهُ له التدخلات الخارجية، اليوم وحقيقةً لبنان يشهد مؤشرات مُقلقة حول نشوب حرب أهلية، وما يزيد الطين بَلَّة التحذيرات الخارجية المتعمدة َالمتلاحقة من السفارات الغربية لمواطنيها بهدف المغادرة أحياناً التي تهدف إلى إبقاء اللبنانيين مستنفرين على أعصابهم متوترين وصنع عدو لهم من داخل جسدهم، والذي يُساعد في تحَقُق كل هذه الإحتمالات هوَ ضعف الأمن وتخلف القضاء عن القيام بواجباته والتساهل مع المجرمين والمحرضين، والجميع يعرف أن العدل أساس الحُكم ومن دونه لا يعيش المواطن حالة إستقرار نفسي وإجتماعي،

لبنان يمتلك عوامل كثيرة مُحَفِزَة للإقتتال والتشرذم والإنقسامات الطائفية، مثل الصراع حول هويته الحقيقية، والمحاصصه، وتدخل الكنيسة ودار الإفتاء في السياسة، وإنهيار الوضع الإقتصادي، والتدخلات الخارجية التي تريد أن تُنَفِذ أجنداتها على حساب اللبنانيين، بالإضافة إلى أن عملية إضعاف الدولة اللبنانية كانَ ضمن مُخَطَّط شيطاني رُسِمَ وَحَوَّلَ هوية الصراع من سياسية إلى طائفية ومذهبية فضعفت الدولة وهيمَنَ أمراء الحرب عليها،

أيضاً غياب الإصلاحات الهيكلية بشكلٍ كامل عن المؤسسات الرسمية مع إنحياز القضاء لرجال السياسة كل هؤلاء ساعدا في تكريس المحاصصة وإزدياد الرشاوى والفساد،

أظن أن هذه العوامل كافية لتكرار اندلاع الحرب الأهلية في وطن يترنح يميناً ويساراً،

لبنان بلد عربي الهوية والإنتماء واللغة قبل الطائف وقبل أن يولد بإستقلاله، وهو جزء من الوطن العربي الذي يقود صراع مع الكيان الصهيوني المحتل لكامل تراب فلسطين، بعض اللبنانيين لا تعنيهم فلسطين ولا يعترفون بها وعندما تسألهم عن هويَة اللاجئين في المخيمات يقولون لك فلسطينيين!، طيب أين تقع فلسطين التي ينحدرون منها أو يُنسَبون إليها هؤلاء اللاجئين؟إذا كانوا فلسطينيين فعلاً معنى ذلك أن لهم وطن أين هو ذلك الوطن؟،
من هنا كانت نشأة الخلاف العقائدي الأساسي بين بعض فئات المجتمع اللبناني حول الهوية والإنتماء،

بعد سقوط الأقنعه عن وجوه حكام الأنظمة العربية تبين للجميع أن أشخاص صهاينة قولاً وفعلاً يحكمون الدُوَل فإزداد الشقاق وارتفعت حرارة الغليان في النفوس بين الوطنيين الشرفاء الذين يدعمون المقاومة وبين الإنعزاليين وحلفائهم من باقي الطوائف والمذاهب الذين يريدون التطبيع والسلام مع العدو الصهيوني،حتى وصل الأمر بفريقٍ منهم أنه توسل إسرائيل لإحتلال لبنان وكانَ شريكهم بالدم!، وعندما إنطلقت شرارة المقاومة ضد العدو الصهيوني كانوا بصف العدو قلباً وقالباً وأصبحت المقاومة هي العدو لقسم كبير من اللبنانيين من كل الطوائف بدل أن تكون إسرائيل،!

إذاً ما هي الموانع التي وقفت بوجه إشعال الحرب الأهلية حالياً؟
الجواب واضح وجَلي،، المانع الأساس وجود مقاومة شريفة قادرة ومقتدرة ترفض ذلك وتستطيع ضبط الأمر،

أما الخارج كانَ أعطى ومنذ زمن الضوء الأخضر لزبانيته لإشعالها لولا إنه يعرف تماماً ويُدرك بأن هذه الحرب لن تكون لمصلحة حلفائه أبداً، وإلا الأمر ليسَ مِنَّة من أحد أو عِفَّة منهم، ولكن قوة المقاومة وثقافة بيئتها منعوا إندلاع هذه الحرب القذرة وحافظوا على وحدة لبنان،

لذلك كانَ على اللبنانيين أن لا يفعلوا بأنفسهم كما فعل السوريين بوطنهم أو كما فعل القبارصة اليونانيون، أو كما فعلَ البريطانيين مع الإيرلنديين،

من هنا نؤكد أنه يقع على عاتق الشعب اللبناني صاحب القرار الأول أن يرسم طريقهُ باقتدار عبر إصلاحات جذرية تبدأ بإتخاذ قرار بإلغاء آلطائفية السياسية وإلغاء المحاصصة عبر تحالفات سياسية بعيدة عن الدين وعابرة للطوائف من خلال إصلاح النظام الإنتخابي وتحقيق إنتخابات برلمانية خارج القيد الطائفي مبنيَة على النسبيه وتوسيع المشاركة السياسية فيها من الجميع على مبدأ الكفاءَة العلمية والخبرَة وتفعيل مجلس الخدمة المدنية ومنع التدخل في قراراته، كما يجب إعادة بناء الثقة في المؤسسات من خلال تعيين الأكفاء من دون النظر لطائفته أو مذهبه أو اتباع آليات المحاصصة والتشديد على عدم التدخل في شؤون القضاء عبر تعديل القوانين، وإصدارها لتُجَرِّم الإتصالات الخارجية وضبط التدخلات الإقليمية في الشأن السياسي الداخلي للبنان،

في الخلاصة،، تحالفات سياسية ضمن مشروع سياسي إنمائي هو الضامن الوحيد لبقاء لبنان وليس قيام دولة المحاصصة وتقاسم الغنائم،
وبما أن هذا الأمر بعيد المنال أن يحصل والطبقة السياسية غير مستعدة للتنازل فإن لبنان ذاهب للإنتحار والحرب الأهلية على الأبواب في ظل التراشق الإعلامي وفلتان كلاب السفارات على الشاشات والسوشيل ميديا،

*صحافي وباحث سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا