تحليلات/وكالة الصحافة اليمنية//
في حين أن التحالف العدواني للهجوم على اليمن بقيادة السعودية، فشل لفترة طويلة في التقدّم في ميادين الحرب، كما أن جهودهم المكثفة في الأشهر الماضية للهروب من الهزيمة الحالية من خلال السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، واجهت مقاومة اليمنيين المنقطعة النظير، وفي كل يوم تنتشر أخبار انتصارات قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في اليمن على مسرح المعارك، الأمر الذي يشير إلى ضعف جبهة المعتدين وزيادة القوة العسكرية اليمنية ويدهم العليا في لعبة الشطرنج المعقدة للمعادلات العسكرية والسياسية.
وفي السياق ذاته، انتشر نبأ الهجوم الصاروخي للجيش اليمني بطائرة من دون طيار على مطار دبي في الإمارات، في وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية بسرعة، وعلى الرغم من أن الأسبوع الماضي شهد انتشار المزيد من الأنباء عن الانتصارات الميدانية لقوات الجيش اليمني وأنصار الله في اليمن، مثل نجاح وحدة القنص التابعة للجيش في استهداف عدد كبير من القوات السعودية وميليشياتها، فضلاً عن تنفيذ هجمات ضد مواقع الغزاة على الساحل الغربي، إلا أن الهجوم على مطار دبي مهم جداً من نواح كثيرة.
رسالة تحذير لمنع الهجمات الإرهابية
على مدى الأسابيع الماضية ونتيجة الهزائم التي تلقتها القوات المعتدية للتحالف ومرتزقته، من الجيش اليمني وأنصار الله، شهد العالم هجمات غير إنسانية وانتقامية ويائسة لطائرات التحالف استهدفت المدنيين اليمنيين وخصوصاً الأطفال، بحيث قتل على الأقل وفي مرحلتين حوالي 70 امرأة وطفلاً، ففي الهجوم الذي وقع في 9 من أغسطس واستهدف حافلة أطفال المدارس في ميناء الحديدة، استشهد ما لا يقل عن 60 شخصاً، وفي هجوم آخر وقع الخميس الماضي على سيارة تقلّ أطفالاً ونساءً في منطقة الدريهمي، والتي تقع على بعد 20 كم جنوب ميناء الحديدة، قتل 26 طفلاً و 4 نساء بوحشية، هذه الهجمات التي تشبه الإبادة الجماعية – لأنه مع الكشف عن تطور الصواريخ التي استخدمت في هذه الهجمات، فمن المستحيل أن تكون الهجمات خاطئةً- ومع تواصل صمت وتقاعس الحكومات الغربية والمجتمع الدولي لوقف الهجمات السعودية والإماراتية، فلا يبدو أنه من الممكن إنهاءها من خلال عقد الآمال على إمكانية اتخاذ مجلس الأمن لقرارات رادعة في هذا المجال، حتى أن مجلس الأمن رفض القبول بإجراء تحقيقات مستقلة، وبالتالي ومن خلال فهم هذه الظروف، يرى اليمنيون أن معاقبة المعتدين من خلال تنفيذ هجمات صاروخية في العمق السعودي والإماراتي، هو الخيار الأفضل والأكثر نجاعةً لمنعهم من تكرار الجرائم ضد المدنيين، والهجوم على دبي من حيث حساسيتها واستراتيجيتها بالنسبة لدولة الإمارات، وكذلك الهجوم على الرياض وجدة، والمرافق النفطية لأرامكو في الأشهر الأخيرة، يجب اعتبارها في نفس السياق.
تكاليف يدفعها المعتدون لا تُعوَّض