المصدر الأول لاخبار اليمن

جرمانا تحت وطأة التوتر الطائفي.. اشتباكات دامية تخلّف 12 قتيلاً و15 جريحاً

دمشق/وكالة الصحافة اليمنية//

 

عاد الهدوء الحذر إلى أحياء مدينة جرمانا بريف دمشق صباح اليوم، عقب ليلة دامية شهدت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة محلية من أبناء الطائفة الدرزية وقوات رديفة للحكومة السورية الجديدة، في تصعيد مفاجئ جاء على خلفية توترات طائفية آخذة في التوسع.

ووفق آخر الأنباء الواردة، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 12 شخصاً، بينهم 6 من أبناء المدينة، بالإضافة إلى 6 عناصر من القوات الرديفة، بينما أصيب 15 مدنياً آخرين، وسط تحذيرات من ارتفاع الأعداد نتيجة وجود إصابات حرجة لم تُحسم طبياً حتى الآن.

الاشتباكات، التي اندلعت مساء الإثنين واستمرت لساعات، تركزت في محيط حي النسيم، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن العام دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، في محاولة للسيطرة على الأوضاع ومنع تفاقم الاشتباكات.

مصادر محلية أكدت أن الاشتباكات جاءت بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لشخص ينتمي للطائفة الدرزية، يُعتقد أنه أثار موجة من الاحتقان، تزامناً مع اعتداءات طائفية استهدفت طلاباً من محافظة السويداء في جامعة حمص، أدت إلى إصابة أحدهم.

وفي خضم تصاعد التوتر، خرج شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ يوسف جربوع، بدعوة عاجلة إلى جميع السوريين للتمسك بـ”الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة”، محذراً من الانجرار وراء محاولات تهدد السلم الأهلي في البلاد.

من جهته، صعّد الشيخ حكمت الهجري من لهجته، قائلاً: “ندين الاعتداءات الهادفة إلى شق الصف ونُحذر من الإساءة للمعتقدات… أين هو الأمن الذي وُعدنا به؟ ما زلنا تحت وطأة فكر اللون الواحد والإقصاء”.

وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان أحداث الشهر الماضي، حين شهدت جرمانا اشتباكات مشابهة أسفرت عن مقتل مدني واحد وإصابة تسعة، عقب حادثة مقتل عنصر أمني واحتجاز آخر، ما يثير تساؤلات متزايدة حول هشاشة الوضع الأمني في المدينة، وتنامي الفوضى المسلحة في محيط العاصمة دمشق.

ويحذر مراقبون من خطورة تحول هذه الحوادث إلى دوامة عنف طائفي يصعب احتواؤها، خاصة في ظل عجز الحكومة السورية عن فرض الاستقرار في مناطق يفترض أنها تحت سيطرتها المباشرة، ما ينذر بمزيد من الانفلات إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء التوترات ومعالجة أسبابها العميقة.

قد يعجبك ايضا