رسائل بوتين: انتصرنا على الارهاب، وعلى القوات الأمريكية مغادرة سوريا
وكالة الصحافة اليمنية/تقرير/خاص/
في زيارة خاطفة لسوريا أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء التحضير لسحب القوات الروسية من سوريا، ومن قاعدة حميميم باللاذقية التي التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد أصدر بوتين أوامره لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية ببدء سحب مجموعة القوات الروسية المتواجدة في سوريا..
لكن وفي الوقت الذي يأتي فيه قرار بوتين ليتوج النجاحات التي حققها الجيش السوري وحلفائه “روسيا – ايران _ حزب الله اللبناني” في حربهم على الإرهاب، وتحرير المناطق والمدن السورية من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي بدأت بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة بتصعيد لهجتها ضد روسيا التي حاربت الإرهاب ووجهت له ضربات قاتلة في سوريا وساهمت بفاعلية في تحقيق الانتصار والقضاء على “داعش” (الذي كانت واشنطن استبعدت هزيمته حسب تصريحات الرئيس الامريكي اوباما الذي قال بأن محاربة “داعش” ستستغرق وزمنا طويلا وتوقعت بقائه لعقود) وهذا ما اعتبره خبراء أحد أسباب التصعيد الغربي ضد روسيا وتحديدا الولايات المتحدة التي صنعت تنظيم “داعش” وتدعمه ومعها بعض الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا التي تكيل الاتهامات المختلفة لروسيا بين فترة وأخرى..
بوتين علل قرار سحب القوات الروسية بالقول: “خلال أكثر من عامين قامت القوات المسلحة الروسية، مع الجيش السوري بدحر أقوى الجماعات الإرهابية الدولية، ونظرا لذلك اتخذت قرارا بعودة جزء كبير من القوة العسكرية الروسية الموجودة في الجمهورية العربية السورية إلى روسيا” وفي ذات الوقت وجه بوتين رسالة قوية للولايات المتحدة وكل من ساهموا في صناعة “داعش” ويقفون ويدعمون الجماعات الارهابية قائلا: “في حال رفع الإرهابيون رؤوسهم من جديد، فسنوجه إليهم ضربات لم يروها من قبل”، مضيفا: “نحن لن ننسى أبدا الضحايا والخسائر التي تكبدناها أثناء محاربة الإرهاب هنا في سوريا وفي روسيا أيضا”.
قرار بوتين بسحب القوات الروسية المشاركة في الحرب على الارهاب في سوريا لا يستهدف الترويج لروسيا كحليف عسكري قادر على الحسم وتحقيق الانتصار بقدر ما يؤكد التزام روسيا بتحقيق الأمن والاستقرار للجمهورية العربية السورية الحليف القديم الجديد وحرصها على اخلاء سوريا من الوجود العسكري الأمريكي الذي يتخذ من الارهاب محاربته حجة لتواجدها العسكري ولتدخلاتها السياسية والعسكرية في سوريا، وفي الكثير من بلدان العالم، وهو ما سبق وحذرت منه روسيا عندما اتهمت الولايات المتحدة بإخفاء اجندات وسيناريوهات تستهدف سوريا، وهو ما عبرت عنه التحركات العسكرية الأمريكية على الأراضي السورية ومساعيها لتفعيل قواعدها العسكرية في الرميلان والطبقة ،
وكذلك مساعيها البائسة ــفي غمرة الأحداث وانهيار التنظيمات المسلحةــ لتحقق أي انتصار ميداني يعلل وجودها في سوريا وسرقة جزء من الانتصار الميداني الذي حققه الجيش السوري وحلفائه وتعتقد أن ذلك سيحقق لها المساحة المطلوبة للمناورة السياسية..
قرار بوتين وتوجيهاته لوزير الدفاع الروسي البدء بسحب القوات الروسية المشاركة في الحرب على الارهاب في سوريا لم يأت اعتباطا -كما اسلفنا- لكنه حمل الكثير من الرسائل وإن كانت أولاها انتهاء وفشل المشروع الأمريكي فان أخرها وهو الأهم، فيشير إلى أن روسيا وسوريا توجهان رسالة مختصرة للولايات المتحدة مفادها ” لم يعد مرحب بوجود قوات أمريكية في سوريا..”