بعد أيام من الأحداث التي طوت صفحة رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح بدأت منافسة محمومة بين شخصيات مؤتمرية موزعة على الداخل والخارج للسيطرة على الحزب والاستئثار بقراره.
على المستوى المحلي بدأ رئيس المجلس السياسي الاعلى الاستاذ صالح الصماد بإجراء لقاءات مع وزراء ومحافظين منتسبين لحزب المؤتمر الشعبي مثل وزير الخارجية والادارة المحلية في إطار لملمة الصف الوطني وانتشال حزب المؤتمر من التفكك والتشرذم وطمأنة قواعد المؤتمر عبر تلك القيادات التي التقاها خلال اليومين الأخيرين بأن ما حدث لن يؤثر على مستقبل الشراكة بين الأنصار والمؤتمر.
وكان ياسر العواضي وعبر سلسلة تغريدات له على تويتر – نفى فيها صحة مقتله – دعا الى الالتفاف حول شخصية صادق أمين ابو راس كرئيس للحزب. خلفاً للخائن علي عبدالله صالح.
هكذا يبدو الوضع في الداخل هادئاً ومتزناً ومحكوماً بالشراكة السياسية مع أنصارالله ولم تتضح حتى وإن لم تتضح رؤية القيادات المؤتمرية الموجودة في صنعاء لكنها ربما تظهر خلال الأيام القادمة، نتيجة للتحركات التي يجريها المجلس السياسي الاعلى في اطار تثبيت وتدعيم الشراكة بين طرفي الصمود والمواجهة.
أما بالنسبة لمؤتمر ما وراء الحدود فيبدو أنه سيتعرض للأقلمة والشرذمة نظراً لتعدد الرؤوس والشخصيات التي بدأت تتحرك مطلة برأسها من هنا وهناك ولأن هناك أكثر من طرف دولي يستضيف عدداً من كوادر وأعضاء الحزب الأمر الذي سيترك نسخاً متعددة ومتشابهة لدى تلك الدول من نفس الحزب.
وما استنساخ أكثر من قناة باسم “اليمن اليوم” في القاهرة وأبو ظبي إلا تعبيراً عن أهم جناحين مؤتمريين يسعيان للسيطرة على القواعد الشعبية وكذا تبني السياسات ورسم مستقبل الحزب ، كما يذكر بأن أبناء صالح يتواجدون في القاهرة وابوظبي الأمر الذي سيصنع نسختين مختلفتين من مؤتمر صالح نفسه، كون كل من نجليه وبمساعدة من بعض القيادات المؤتمرية البهلوانية قد بادر بإطلاق قناة تلفزيونية من دولة مختلفة.
إذن هناك أكثر من رأس للمؤتمر وأكثر من وطن، فهناك مؤتمر في الرياض يرأسه ويمثله ويديره كل من الفار هادي ورئيس وزراء شرعيته وهو الفرع الأول والمشرّع الأكبر للخيانة والعدوان على اليمن، وهناك اليوم فروع كثيرة ستحتضنها كل من ابو ظبي والقاهرة وربما عواصم عربية ودولية أخرى، في خضم هذا التشرذم والتفرع ينفذ الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني تحركات سرية وسريعة بين الرياض وأبوظبي والقاهرة حيث ذكرت آخر الاخبار عن أنه التقى هادي في الرياض مؤخراً. والتقى نجل صالح أمس الأول في ابوظبي.
مثل هذه التحركات كما يرى مراقبون ستشتت وتمزق الحزب الذي ظل اليد السياسية لنظام ال33 عاماً معزيين ما يجري بأنه ليس أكثر من محاولات بعض النافذين في المؤتمر الشعبي العام للسيطرة على أصول وممتلكات واستثمارات الحزب في الخارج. بعد ان يدفعوا بنجل صالح ( احمد علي ) الى فوهة المدفع ويرسلونه الى ذات حتف والده ليخسر ما تبقى من جمهوره في الداخل اليمني ويرثه في الخارج من سيتحركون معه صورياً كما تحرك في الداخل ياسر العواضي مع والده المقتول.