تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
لم يتخل فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، عن إصراره على ما خطط له في السنوات الماضية، وهو مشروع تطوير معقل الفريق الملكي، سانتياجو برنابيو، بهدف أن يصبح أحد التحف المعمارية الرياضية في العالم.
وتوصل ريال مدريد في العامين الماضيين لاتفاق مع شركتين إماراتيتين، للشراكة في تنفيذ هذا المشروع الضخم، الذي تقدر تكلفته بين 400 لـ500 مليون يورو، كما سارت المؤشرات نحو إمكانية إضافة اسم “الإمارات” بجانب اسم الملعب.
بات حلم “برنابيو الإمارات” أو برنابيو أبو ظبي” سرابا بشكل رسمي، حيث انسحبت الشركتان من التمويل بسبب مشاكل قضائية، ليصبح على عاتق ريال مدريد حملا ضخما هو التكفل بهذا العبء، خاصة بعد عجز بيريز عن ايجاد شريك جديد.
ويبدأ بيريز أول خطوة في محاولة الحصول على ما يغطي تكلفة تطوير الملعب، باقتراح عقد اجتماع استثنائي للجمعية العمومية بالنادي، للحصول على موافقة الثلثين، كما ينص القانون، من أجل اقتراض الأموال، وهو ما ستصوت عليه الجمعية، يوم 23 من الشهر الجاري.
حلم مع وقف التنفيذ
وإذا وافق الأعضاء على الاقتراض، سيكون النادي مدينا بما يقدر بـ 574 مليون يورو، مع مستقبل مجهول للعديد من قطاعات النادي، وأهمها بالطبع فريق الكرة.
بيريز تحدث كثيرا منذ وصوله إلى كرسي الرئيس عن رغبته في جعل سانتياجو برنابيو صرحا عملاقا بين ملاعب أوروبا، وهو ما كان سيعود بالنفع على النادي في المستقبل، ولكن تم تأجيل هذا المشروع في مرات عديدة منذ 2011.
واعترف رجل الأعمال الإسباني عام 2013 بأن النادي لن يكون أمامه سوى الاقتراض لسد تكاليف المشروع، حينها قدرت المصاريف بـ 400 مليون يورو، وبعدما أعلن أن البدء في عمليات التطوير سيكون بحلول عام 2017، عاد وتراجع خطوة كبيرة للوراء بانسحاب الرعاة.
سنوات عجاف
منذ عام 2004 لم يذق آرسنال الإنجليزي طعم البطولات الكبرى، منذ فوزه بالبريميرليج في موسم اللا هزيمة، وهو ما تزامن مع بناء ملعب الإمارات الجديد، الذي فرض عليه ديونا كبيرة لإكمال الإنشاءات.
وتحدث آرسين فينجر مدرب الجانرز السابق في إحدى المقابلات، حول التزامه مع ادارة النادي بسياسة التقشف لمدة 5 سنوات، لتعويض المبلغ الذي سيدفع للديون، وهو ما أثر أولا على شراء لاعبين جدد يمتلكون الجودة المطلوبة، وثانيا أجبر النادي على بيع نجوم الفريق.
وظل الفريق اللندني يعتمد على أبنائه من الأكاديمية لفترة ليست بالقصيرة، في الوقت الذي كانت فيه النتائج سيئة، بالابتعاد عن المنافسة على لقب البريميرليج المستمر حتى الآن، بالإضافة للخروج من دوري الأبطال مبكرا.
تعافى آرسنال ماليا في السنوات الأخيرة، ولكن جاء هذا التعافي في الوقت الذي أصبحت فيه هناك فوارق كبيرة بينه وبين فرق المقدمة، من حيث الاستقرار والنواحي الفنية.
استنتاج مهم
منذ صيف 2015 لم يقم ريال مدريد بأي صفقة كبيرة، حيث كان الكولومبي خاميس رودريجيز، آخر “جلاكتيكوس” ينضم للعملاق الأبيض، قادما من موناكو، مقابل 80 مليون يورو.
خلال تلك الفترة بدأ بيريز يعتمد على التعاقد مع المواهب الصغيرة، مثل لوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو، ثم ماركوس يورينتي وداني سيبايوس وثيو هيرنانديز، ثم البرازيلي فينيسيوس جونيور مقابل 45 مليون يورو، ومواطنه رودريجو بـ 40 مليون يورو.
الأسئلة التي تدور في أذهان جماهير الميرنجي الآن: هل اضطر بيريز لتغيير سياسته من التعاقد مع النجوم الكبار إلى للبحث عن المواهب من أجل التوفير لسداد ديون تطوير ملعب سانتياجو برنابيو؟ وهل سيكون مصير الفريق الملكي مشابها للجانرز؟
توقعات منطقية
كيليان مبابي، وايدين هازارد، وروبيرت ليفاندوفسكي، وماورو ايكاردي، وهاري كين، جميعهم نجوم تتخطى أسعارهم حاجز الـ 100 مليون يورو، وكانوا من أقرب اللاعبين للانضمام لريال مدريد، ولكن كان المقابل المادي هو العائق الوحيد أمام إتمام الصفقات، وهو ما قد يستمر في الفترة المقبلة مع الابتعاد عن التعاقد مع نجوم الصف الأول، إذا وافقت الجمعية العمومية على الاقتراض.
وفي حال موافقة ثلثي الجمعية العمومية على القرض، سيكون من المتوقع أن ينسى بيريز فكرة ضم هدفه الأكبر نيمار دا سيلفا في المستقبل القريب، إذ لن يتخلى عنه باريس سان جيرمان بأقل من 250 مليون يورو، بالإضافة لراتب اللاعب ومصاريف الوكلاء والضرائب.
وضعية أقوى
ويرى البعض أن شبح هبوط المستوى الفني الذي لازم آرسنال، مع بدء تنفيذ خطة بناء الملعب والتزام التقشف في شراء اللاعبين، قد يكون بعيدا نوعا ما عن الريال، الذي يتمتع بقوة اقتصادية تفوق نظيره الإنجليزي، كما أنه يضم عديد المواهب صغيرة السن في صفوفه.
ويمكن الاستفادة من هذه المواهب مستقبلا بطريقتين، استغلال بعضها في مواصلة نجاحات الفريق القارية والمحلية التي تعود بالنفع المادي على النادي، فضلا عن بيع البعض الآخر بمبالغ كبيرة لسد احتياجات الفريق من صفقات جديدة.