مسلحو التحالف في تعز ينهبون 100 مليار .. كيف ولماذا ؟ تفاصيل بالأرقام والصور
ملف وثائقي خاص : وكالة الصحافة اليمنية في منتصف إبريل 2015، اشتد وقع المعارك في مدينة تعز بين الجيش اليمني واللجان الشعبية وبين مسلحين وقوات موالية ومدعومة من التحالف التي كانت خليط من سلفيين متشددين ومقاتلين من تنظيمي داعش والقاعدة ومليشيات تابعة لحزب الإصلاح وعسكريين موالين للرئيس المستقيل هادي. استطاعت تلك الفصائل الممولة […]
ملف وثائقي خاص : وكالة الصحافة اليمنية
في منتصف إبريل 2015، اشتد وقع المعارك في مدينة تعز بين الجيش اليمني واللجان الشعبية وبين مسلحين وقوات موالية ومدعومة من التحالف التي كانت خليط من سلفيين متشددين ومقاتلين من تنظيمي داعش والقاعدة ومليشيات تابعة لحزب الإصلاح وعسكريين موالين للرئيس المستقيل هادي.
استطاعت تلك الفصائل الممولة من التحالف التقدم إلى مناطق في المدينة كان الجيش واللجان يسيطر عليها وفضل الانسحاب منها كونها واقعة وسط كثافة سكانية تتعرض لقصف هستيري من التحالف مما يعرض حياة الأهالي للخطر.
تقدمت الفصائل الموالية للتحالف ووصلت إلى أجزاء في منطقة الجحملية الشهيرة التابعة لمديرية صالة، وهناك تنتصب عدة مبانٍ رسمية هامة وحيوية كإدارة أمن المحافظة والبنك المركزي اليمني، والمتحف، وكلية الآداب واللغات، والمطافئ، وقيادة اللواء ومؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر وملعب الشهداء، والشرطة العسكرية، ومدرستي الثلايا والفاروق، ومبنى المحافظة، ومؤسسة المياة.
استلمت فصائل التحالف المختلفة تلك المباني أو ودخلتها فوجدتها مكتملة المحتويات لم ينقص منها شيء، وبشهادة كثيرين من أبناء المدينة ومن موظفي تلك المباني والمؤسسات بالإضافة إلى أن تلك الفصائل والجماعات تبادلت تهم السرقة والنهب في وقت لاحق حين تنازعت على استلام المرافق الحكومية في شهري مارس وإبريل من العام الجاري.
قامت تلك الفصائل بسرقة كل المؤسسات الرسمية في الجحملية واضافتها إلى بقية ضحاياها من المؤسسات والمرافق والمكاتب والمدارس الواقعة تحت سيطرتها والتي تزيد عن (60).
مؤسسات مشلحة..!
تحولت المؤسسات إلى خرابات، فقد جردت من كل شيء، وقد اتبع معها مسلحي التحالف اسلوب التشليح الكامل، وراحوا يجردونها من مكاتبها وأجهزتها، ووثائقها، وحتى البلاط ومراحيض الحمامات واسلاك الشبكات الإلكترونية والكهربائية والنوافذ والأبواب وووو الخ ، مما لا يتصوره عقل أبداً.
ومثلما فعلت تلك “العصابات” بالمؤسسات والمرافق العامة الرسمية، فقد نهبت منازل المواطنين وسطت على ممتلكاتهم الخاصة سواء منازلهم أو محلاتهم التجارية.. لم يسلم شيء في طريق “نهابة ما تسمى بالشرعية”..!.
انتهت حكاية مؤسسات هامة هي جزء رئيسي من تاريخ “تعز” الحديث، ومنارة ضوء ووعي لأبناء تعز، على أيدي لصوص وقطاع طرق ونهابة قضوا على كل شيء جميل في تعز متحصنين بشرعية وتحالف عدواني.
مدينة بلا آثار..!
خاضت كل بلدان وشعوب العالم حروباً ضارية، وتعرضت الكثير من الدول إلى الغزو، لكن آثارها ومتاحفها لم تمس إلا في حالات نادرة، لم يفرطوا في تاريخهم الذي تجسده آثارهم ومتاحفهم، حافظوا عليه لأنه يمثلهم ويمثل هويتهم وجذورهم.
أما في اليمن، وخاصة في عاصمة الثقافة اليمنية “تعز” التي كان الجميع يراهن على أنها ستكون الحافظة لتاريخ اليمن وتراثه، فقد حدث العكس للأسف، امتدت أيادي لصوص يحملون بنادق وجعب قنابل وتصاريح من الرئيس المستقيل وقيادة تحالف العدوان تبيح لهم كل أفعالهم المسيئة للوطن وتاريخه وناسه وحتى دينه الإسلام.
وفي تعز متحفين، بداخلهما آثار هامة وتحف لمرحلة هامة في تاريخ اليمن، الأول في متحف العرضي بمنطقة الجحملية، والثاني متحف (قصر الإمام أحمد) في منطقة صالة.. الأول قامت جماعات التحالف المسلحة بنهبها، والثاني قصفته طائرات التحالف ودباباته بشكل متعمد، تماماً كما فعلت مع مواقع وأضرحة ومساجد وقلاع تاريخية أثرية عديدة في مختلف مديريات المحافظة، لتصبح تعز فجاءة خالية من أي أدلة تاريخية توثق المراحل التي مرت بها هذه المدينة.. والكارثة أن ذلك حصل بيد أبنائها.
والمتحف الوطني، نهبت جميع مقتنياته القديمة، ومخطوطاته النادرة التي تعود لحكام ودول تعاقبت على حكم اليمن في القرون الماضية.. ولم يكن يحمل المتحف الوطني في تعز أهمية متصلة بمقتنياته التراثية والتاريخية فحسب، بل ترتقي أهميته لما هو أوسع من ذلك بكثير، فكان يعد آخر القصور الصامدة لتلك الحقبة التاريخية من حكم الامامة.
جمهورية الصحافة المنهوبة
لإذاعة تعز ارشيف عمره أكثر من نصف قرن، لم يسلم هذا الأرشيف من الحرق كما لم تسلم معدات الإذاعة من النهب، غير أن الكارثة التي لحقت بإذاعة تعز أخف وطأة من تلك التي أصابت مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر.
تحتل مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر مساحة واسعة خلف ملعب الشهداء في منطقة الجحملية، وهي محاطة بمؤسسات أمنية وعسكرية كالشرطة العسكرية وقيادة اللواء وإدارة الأمن العام.. وعمرها كصحيفة أكثر من 56 عاماً، وهي من أولى وسائل الإعلام في اليمن وكانت من أفضل الصحف اليمنية ولديها أرشيف ضخم ومبنى مكون من خمسة أدوار (بدروم و4 طوابق) بالإضافة إلى هنجر بمساحة كبيرة.
لدى الجمهورية طابعة ألمانية حديثة جداً قيمتها أكثر من مليار ومائتين مليون ريال بالإضافة إلى 400 مليون ريال قيمة الهنجر والمعدات اللازمة ، هذا طبعاً حسب سعر صرف الدولار قبل 10 أعوام مما يعنى أن القيمة والتكلفة الاجمالية الحالية تصل إلى الثلاثة مليارات ريال.
في 20 إبريل 2015 اضطرت مؤسسة الجمهورية التوقف عن العمل بسبب قرب الاشتباكات المسلحة منها وكذا خوفاً من قصف طيران التحالف الذي ضرب كل المنشآت الحيوية والبنى التحتية في البلد.
وفي أكتوبر 2015 وبعد تقدم مسلحي التحالف إلى بعض المناطق في منطقة الجحملية، تحولت مؤسسة الجمهورية بسرعة قياسية إلى مبنى محترق وفارغ حتى من البلاط، وتم نهب المولدات الكهربائية الخاصة بتشغيل الآلة الجديدة وآلة الطباعة القديمة وقد تم بيعهما كقطع تشليح.
تبادلت التنظيمات والفصائل الموالية للتحالف احتلال مبنى الجمهورية، فمن مليشيات الإصلاح إلى جماعة أبو العباس ثم تنظيم القاعدة،
بعد أن سلمت كتائب أبي العباس عدد من المباني والمقرات الحكومية شرق مدينة تعز لقوات الأمن الخاصة بتعز، وجدت تلك المباني خاوية على عروشها، فقد طالها النهب والسرقة، أبرزها مباني كلية الآداب وصحيفة الجمهورية، حيث غدت مجرد أطلال ومبانٍ خاوية على عروشها.
كافة الأبواب والأسلاك الكهربائية، وبقية المستلزمات قد تم سرقتها، بعد انتزاعها من مكانها، حيث لم تتبق في مباني صحيفة الجمهورية وإدارة الأمن وكلية الآداب إلا غرفاً فارغة، أو غرف يتواجد فيها الغطاء البلاستيكي للأسلاك والكابلات الكهربائية، التي تم سرقتها من داخل الغرف.
لم يكتفي “نهابة التحالف” بهذا فقط، فحتى الكابلات الكهربائية الرئيسية المتواجدة في باطن الأرض تم استخراجها بكل جرأة، حيث كانوا يقومون بربط سلك معدني قوي بالكيبل المتواجد، تحت الأرض ويقومون بتوصيله بمدرعات وأطقم، ويقومون بقطع الكيبل من الجهة الأخرى، ثم يتم بعد ذلك سحب الكيبل ليقومون بتعريته بعد ذلك من الغلاف البلاستيكي من أجل أن يتم بيعه بأرخص ثمن.
“قاعدة” التحالف تبيع معدات “الجمهورية”..!
صحيفة الجمهورية المؤسسة الإعلامية الوحيدة في تعز فقد كان لها النصيب الأكبر من العبث والنهب والسرقة من قبل حارث العزي الذي ظهر في إبريل الفائت مرتدياً الزي العسكري أثناء عملية تسليم مبنى صحيفة الجمهورية إلى ما تسمى بقوات الأمن الخاصة و الشرطة العسكرية.
وفي تصريح صحفي لأحد المواقع قال عبدالعزيز سرحان إن “معدات وأجهزة صحيفة الجمهورية، فقد قام حارث العزي، ببيع المطبعة التجارية والمواد والاوراق والأحبار، أما المطبعة المخصصة لطباعة الصحف وقيمتها ثلاثة مليون وخمسمائة الف دولار بما يعادل في تلك الفترة 800 مليون ريال ويعادل اليوم 1.365 مليار ريال فقد قام حارث العزي بعرضها للبيع مع جهاز خاص بالكليشات وهو جهاز ضخم ومتقدم و قيمته بحدود 250 إلى 300 ألف دولار”.
وأضاف “أما بقية المواد والأوراق والمطابع التجارية فقد بيعت بثمن بخس دراهم معدودة في عام 2016 لافتاً إلى ليس بإمكان القادة والمسئولين، أن يضغطوا على حارث العزي ليسلم المطابع والأجهزة التي نهبها باسم تنظيم الدولة الإسلامية”.
قيادات “القاعدة” ببزة عسكرية..!
ظهور حارث العزي بالزي العسكري أثناء عملية تسليم المنشآت الحكومية من بينها صحيفة الجمهورية أثار حالة من الاستغراب والسخرية في ذات الوقت.. فحارث العزي يعتبر أحد قيادات ما يسمى بأنصار الشريعة (القاعدة) في تعز، ويتخذ من منطقة حوض الاشراف مقراً لقيادات تنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة، إلى أنه كان يتخذ من مباني إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم معسكرا تدريبياً لعناصره بينما كان يتخذ من مبني الضرائب والبريد مخازن للأسلحة ومعامل للمتفجرات، وكل تلك المناطق تقع وسط مدينة تعز.
ومن المعروف أن العزي ومعه نديم الصنعاني وعادل العزي – بحسب مصادر أمنية في تعز – هم من يديرون خلية للاغتيالات في المدينة منذ ما قبل سنوات الحرب والعدوان، وبعد أن كان يعمل متخفياً منحه التحالف فرصة الظهور العلني ومرتدياً البزة العسكرية..!.
الآداب من كلية إلى وكر ومستودع.!
من يرى مبنى كلية الآداب، التي لا أبواب فيها ولا نوافذ ولا كراسي، سيدرك تماماً حجم النهب الذي تعرضت له بقية المقرات الحكومية، وحالة اللامبالاة، والصمت المطبق الذي تعامل به المعنيون، حيال هذا العبث فقد قامت العناصر التخريبية بنزع كراسي القاعات الدراسية، التي يقدر عددها بالآلاف ويتم فصل البلاستيك عن الحديد، ليستفيدوا من الحديد فقط، الذي يُباع أيضاً بأبخس ثمن.
وقد ساقت بعض المواقع الإلكترونية أخباراً عن حجم النهب الذي طال كل مؤسسات ومرافق الدولة في مناطق سيطرة مسلحي التحالف عليها، تصريحات لطلاب قالوا إن “كلية الآداب للأسف، لم يفعل بها الحوثيين مثل ما فعلته الجماعة الخارجة عن القانون، لافتين إلى أن قاعة الثلايا كانت ممتلئة بالكراسي إلى قبل أقل من سنة، ودخلناها اليوم فوجدنا الكراسي كلها محروقة في ساحة الكلية حيث استخدمتها الجماعات الخارجة عن القانون لإحراق الكابلات”.
وأضافوا: “كان هناك معامل حاسوب و طابعات وأشياء كثيرة تخص الكلية، سُرقت”، وطبعاً يقصد الطلبة بالجماعات الخارجة عن القانون جماعة أبو العباس ومن هم على شاكلته، وهذا الاعتراف كان بعد المعارك الشرسة التي نشبت بين مليشيات الإصلاح تحت غطاء ما أسموها باللجنة الأمنية وبين جماعة أبو العباس الممولة من الإمارات وذلك للسيطرة على المؤسسات والمباني والمرافق الحكومية.
الجامعة سُرقت..!
جامعة تعز، الصرح العلمي لم يتم التعامل معه باحترام.. ويتهم ناشطون في المدينة القيادي الاصلاحي حمود سعيد المخلافي بنهب مخازن الجامعة الواقعة في منطقة “الحبيل”، وأصولها الثابتة كالباصات والسيارات والمعامل والأدوات القرطاسية، وقد قدروا المنهوبات بأكثر من 200 مليون ريال.
القطاع الخاص عانى مما عانى من القطاع العام ،وقد سرقت مباني شركات مجموعة هائل ومخازن شركة سامسونج في شارع جمال وسط المدينة.
ابتلاع عشرات المليارات
المصير المأساوي الذي أصاب عديد المؤسسات لم يستثني مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الذي كان تحت سيطرة ما يسمى بلواء الصعاليك الذين أعادوه “هيكلاً اسمنتياً”.
كذلك مبنى مولدات الكهرباء في منطقة الضبوعة، هذا المبنى كان ضحية غزوان المخلافي المدعوم من العميد صادق سرحان وحزب الإصلاح.. وقد تصارع غزوان وأبو العباس على “المولدات الغنيمة”.. كما أن أبو العباس نظف مبنى مؤسسة الكهرباء في حي الجمهوري تماماً.
مؤسسة الكهرباء ومخازنها ومعداتها التشغيلية والآلية والمكتبية وقطع الغيار يقدر إجمالي كلفتها بأكثر من 7 مليار ريال.. ابتلعه أبو العباس الذي تغدق عليه الإمارات بالسلاح والمال والعتاد وتبارك له نهبه المنهج لكل ما في مدينة تعز من مكتسبات وحياة.
انتعاش تجارة النحاس
ازدهرت في مدينة تعز اليمنية تجارة كابلات النحاس، جراء سرقة خطوط الاتصالات والكهرباء في المدينة المحرومة من الكهرباء منذ بداية الحرب قبل أكثر من 3 أعوام، ومع انتشار هذه الظاهرة باتت تعاني المدينة عزلةً تامة.
وبدأت تجارة كابلات النحاس، منتصف العام الماضي، بسرقة كابلات الكهرباء، قبل أن تتحول سرقةً لكابلات الهواتف، منذ مطلع العام الجاري، إلى أن أضحت تجارة نشطة ومزدهرة تديرها فصائل مسلحة، وجدت في الحرب والفوضى فرصة لجني موارد مالية، من تخريب البنية التحتية.
واستغلت عصابات مسلحة تدهور قطاع الكهرباء وانقطاع التيار منذ بداية عام 2015، لسرقة محولات الكهرباء وخطوطها، بغرض بيع النحاس في أسواق الخردة، لكن السرقات امتدت إلى قطاع الاتصالات أيضاً، ما تسبب في انقطاع خدمة الاتصالات وضعف خدمة الإنترنت في عدة مناطق ضمن المدينة.
عدة مناطق تعرضت كابلاتها للسرقة من خلال حفر الأرض وإخراج الكابلات بغرض بيع النحاس.. فضلاً عن قيام عصابات مسلحة بعمليات نهب بطاريات كهربائية خاصة لتقوية شركة الاتصالات النقالة الحكومية “يمن موبايل”، إضافة إلى سرقة كابل ألياف ضوئية 10 فيبرات يغذي محطة تقوية للشركة ذاتها.
مدينة خارج التغطية
ووفقاً لمصادر خاصة، فقد نهبت العصابات 24 بطارية كهربائية تابعة للشركة، منذ مطلع يناير، وتقدر قيمتها بـ31مليون ريال، واعترفت السلطة المحلية في المدينة المعينة من قبل حكومة عدن ، بتعرض كابلات الاتصالات للسرقة في أكثر من منطقة، ما تسبب في انقطاع أو ضعف خدمتي الاتصالات والإنترنت.. وقد تعرضت كابلات الاتصالات للسرقة في 12 منطقة.
وكان مهندسون في مؤسسة الاتصالات المحلية كشفوا لـ”العربي الجديد” تعرض نحو 25 ألف خط للهاتف الثابت والإنترنت للفصل بعد سرقة الكابلات من الشبكة، وأن الظاهرة مستمرة ويقوم مسلحون بقطع الكابلات في عدة مناطق وسرقتها بهدف بيعها والاستفادة من عائداتها.
وبحسب المهندسين، فإن أفراد العصابات يسرقون كابلات الاتصالات الباهظة الثمن، ويحرقونها لبيع مادة النحاس الموجودة بداخلها بثمن بخس.
ويتراوح سعر كيلو النحاس بين 8 آلاف ريال (21 دولاراً) و10 آلاف (26 دولاراً)، وتقدر الكمية المسروقة من كابلات الاتصالات في مدينة تعز بنحو 20 ألف كيلو، وفق مصادر مؤسسة الاتصالات المحلية.
وأكدت مصادر محلية وأخرى حكومية لـ”العربي الجديد” أن شبكة واسعة أصبحت تدير تجارة النحاس وبيعه في سوق الخردة، وأن الأمر تحول إلى تجارة.
وأبدت المصادر خشيتها من أن تخريب البنية التحتية لمدينة تعز، يتم لخدمة الحوثيين الذين قد يستخدمون النحاس لأغراض عسكرية.
لقد أدى ضعف الأمن بالمدينة، إلى تنامي ظاهرة الاستيلاء على الأسلاك النحاسية من قبل عصابات منظمة، وهي ظاهرة سيكون لها تداعيات خطيرة في المستقبل عند استقرار الوضع والتوجه لإعادة الخدمات، ستكون الخسارة كبيرة وبملايين الدولارات.
اللصوص يتقاتلون فيما بينهم
استطاعت المليشيات المتناحرة في تعز تحويل المدينة الواقعة تحت سيطرة التحالف إلى مدينة أشباح لا يتواجد فيها سوى القتلة والموت والرعب.. فالشوارع مقطوعة والحواجز الترابية والاسمنتية تنتشر في كل أرجاء تعز، ويتساقط الضحايا من المدنيين واحداً تلو الأخر.
أغلب تلك المواجهات تهدف إلى السيطرة على مؤسسات الحكومة في المدينة، لم تترك المليشيات المتقاتلة سلاحاً إلا واستخدمته بما في ذلك المدفعية الثقيلة.
وأهم وأبرز تلك المؤسسات والمرافق الحكومية التي تتقاسمها مليشيات الإصلاح وأبو العباس في مدينة تعز بعد أن قامت بنهبها و تخوض صراع عنيف حول من له الحق في البقاء داخل تلك المؤسسات والسيطرة عليها التي تزيد عن 60 مؤسسة ومكتب ومدرسة ومرفق حكومي
1_المعهد التقني الصناعي بالحصب
2_معهد تعز للعلوم الصحية
3_مركز 14 اكتوبر الصحي
4_نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين
5_المعهد الوطني
6_معهد المعلمين
7_الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة
8_محكمة الأموال العامة
9_بنك التسليف والتعاون الزراعي
10_روضة الأمل للأطفال
11_اتحاد نساء اليمن
12_مبنى مديرية القاهرة
13_مكتب التربية والتعليم في المحافظة
14_مكتب التربية والتعليم مديرية القاهرة
15_مكتب التربية والتعليم مديرية التعزية
16_مكتب التربية والتعليم مديرية شرعب السلام
17_مكتب محو الأمية في المحافظة
18_جزءمن مدرسة الصديق
19_جزء من مدرسة النهضة
20_مدرسة باكثير
21_مدرسة سبأ
22_نادي تعز السياحي
23_شركة التبغ والكبريت
24_مؤسسة الكهرباء
25_ديوان عام محافظة تعز
26_مبنى قسم شرطة عصيفرة (الجديد)
27_محطة الكهرباء عصيفرة
28_الهيئة العامة للمساحة وعقارات الدولة
29_مكتب التخطيط والتعاون الدولي
30_مكتب الزراعة والري
31_مكتب الموارد المائية
32_مبنى البحوث الزراعية
33_مبنى التطوير البلدي للنحل
34_مبنى البذور المحسنة
35_وكالة الأنباء اليمنية سبأ
36_نادي الصحة الرياضي
37_جزء من مدرسة ثانوية تعز الكبرى
38_مبنى محكمة الاستئناف
39_مدرسة الشعب
40_مدرسة اروى
41_روضة مدرسة اروى
42_بيت المحافظ
43_مباني الأمن السياسي
44_المؤسسة العامة للكهرباء
45_كلية الآداب
46_نادي الضباط
47_مبنى قيادة محور تعز
48_مبني إدارة أمن تعز
49_مبنى مركز الأمل لمرضى السرطان
50_المتحف الوطني
51_مبنى صحيفة الجمهورية
52_ميدان الشهداء
53_مبنى البنك المركزي اليمني
54_مبنى الدفاع المدني
55_مبني مؤسسة المياه
56_مبنى النادي الاهلي
57_بيت عفاش
58_جزء من مستشفى العسكري
59_ قسم شرطة الحوض
60_ مقر الأمن السياسي
61- المركز الثقافي
62- ما تبقى من قصر صالة.
ولعل من المهم هنا الإشارة إلى أن عملية تسليم بعض تلك المؤسسات للجنة الأمنية التي شكلها محافظ تعز المعين من هادي، شهدت مغالطات واضحة ومكشوفة وخطيرة جداً.. فقد تم التسليم لنفس الجماعات التي كانت مسيطرة على تلك المؤسسات ولكن كانوا يرتدون بزات عسكرية.
مساحة متسعة للنهب
المدينة المكتظة بالخوف والجماعة المسلحة ذات الوجوه والملابس الغريبة والمرعبة، تحولت بفعل الفوضى المتعمدة التي أرادها التحالف إلى مساحة شاسعة للنهب والسلب كما هو القتل والاعتداءات المستمرة منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، في مناطق واقعة تحت سيطرة ما تسمى بالشرعية.
وعلى وقع الاشتباكات غادرت المئات من العائلات إلى مناطق ومدن أخرى، هرباً من قذائف الرعب التي لاتفرق بين مدني وآخر عسكري، ولا بين طفل وامرأة أو مسلح.. بعضهم استطاع أن يُخرج أثاث منزله أو الضروري منه، والغالبية العظمى منهم لم يستطع، فقرروا النجاة بأنفسهم وعائلاتهم وأطفالهم ثم العودة اذا سمحت الظروف لأخذ أثاثه، لكن اللصوص الذين ينتمون لمختلف جماعات وفصائل التحالف لم يضيعوا الفرصة أبداً، انقضوا على المنازل كما لو أنهم جراد تأكل الأخضر واليابس ولا يترك بعده شيء.
وهذا بالضبط ما فعله “لصوص الشرعية والتحالف” نهبوا منازل المواطنين والأهالي في المديريات الواقعة تحت سيطرتهم، ولم يبقوا لا أثاثاً ولا باباً أو نافذة، حتى مراحيض الحمامات والحنفيات ومفاتيح وأسلاك الكهرباء ومواسير المياة إلا ونهبوها حتى أن أغلب المنازل في مناطق كالجحملية السفى والوسطى والعليا، وثعبات وصالة ووادي صالة وحوض الاشراف وعقبة شارع 26، وتبة الأخوة وأجزاء من عقبة شارع جمال، حارات قصر لشعب ، أصبحت مجرد هياكل اسمنتية هذا في أحسن الأحوال، فقد تعرضت الكثير من تلك المنازل إلى التدمير الكامل أو الحرق بعد سرقتها للتغطية على آثار الجريمة.
الجيران من بين اللصوص ..!
يقول عبدالعزيز عبدالملك 70عاماً:” تعبت من النزوح، ولم استطاع توفير مبلغ الايجار الذي تراكم عليا 12 شهرا ففكرت بالعودة إلى
منزلي في الجحملية بتعز، فطلبت من أحد جيراني الذين لم يغادروا الحارة تصوير منزلي كي اتأكد من حجم الاضرار فيها، وهل هي أضرار من الممكن اصلاحها”.
ويواصل عبدالعزيز:” قام جاري بتصوير منزلي وارسال الصور لي عبر الواتس اب، وقد صعقت أول ما شفت الصور، ولم أصدق أن ما أراه هو منزلي.. لم يتبقى شيء داخل المنزل لا الأثاث الذي تركناه، ولا الأبواب الداخلية والرئيسية، ولا النوافذ ومفاتيح وأسلاك الكهرباء، والمراحيض، ومواسير المياة وعداد الكهرباء والماء، والبلاط..”.
عبدالعزيز كان يتحدث لوكالة الصحافة اليمنية وهو يقاوم دموعه من الانهمار حسرة على ما آل إليه منزله الذي ظل يبنيه 40 عاماً، “طوبة طوبة” ، حارماً نفسه وأهله الكثير من متطلبات الحياة في سبيل تحقيق المنزل الحلم ثم فجأة ينهار الحلم على أيدي لصوص بعضهم للأسف من أبناء جيرانه الذين عاش مع آبائهم بمحبة عشرات السنين.
يؤكد عبدالعزيز أن اللصوص الذين كانوا يرتدون بزات عسكرية ويتبعون تنظيم الدولة وجماعة أبو العباس بحسب ما أكد له من تبقى من جيرانه. .وأنهم قاموا بتشويه جدران منزلهم برصاص بنادقهم.
عشرات المنازل مجاورة لمنزل عبدالعزيز هي الأخرى تشوهت ونهبت، وقد أصبحت حارته خاوية على عروشها إلا من قليلين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد اليدين.
يشعر عبدالعزيز الذي نزح إلى صنعاء بمرارة الفعل الذي تعرض له من مسلحين يدعون أنهم “شرعيين” وأنهم “ينتصرون للإسلام” فيما هم يقترفون أفعالاً محرمة دينياً وإنسانياً.
أقتنع الرجل الذي كان يتمنى العودة إلى منزله وقضاء ما تبقى له من العمر داخلها بعيداً عن إهانة المؤجرين له، لكن العودة تبدوا مستحيلة. وتحتاج إلى مبلغ مالي كبير جداً فوق إمكانياته بكثير جداً ليعيد ترميم منزله.