وحش آل سعود يفتك بمرضى السرطان
إغلاق مطار صنعاء يعُّجل بموت مرضى السرطان .
تحقيق خاص بوكالة الصحافة اليمنية //
مسنةٌ لملمت جسدها المنهك من تعز إلى صنعاء.. وصغير أصابه الشلل إثر 33 جرعة..
في المركز الوطني لعلاج الأورام بالعاصمة صنعاء يتزاحم المرضى آملين الحصول على جرعة الدواء المقررة لهم .. حيث يعاني المركز من نقص شديد في الأدوية والجرعات الكيماوية.
بسبب العدوان والحصار الغاشم الذي قامت به السعودية وحليفاتها على اليمن, أصبح الموت قريباً جداً من مرضى السرطان.
نداءات الاستغاثة ذهبت أدراج “العدوان” و “المجتمع الدولي”, وفيما منع “الدواء” وسيلة قذرة تستهدف مرضى باتوا يوجهون كل آمالهم صوب مطار صنعاء الدولي لعلة يفتح مدارجه لطائرات الإغاثة الإنسانية والدوائية.. تستمر المعاناة حتى إشعار “إغاثة آخر !!
وسط طابور المرضى المنتظرين لجرعات دوائهم كانت والدة طفل صغير تنتظر هي الأخرى وقد قالت “لوكالة الصحافة اليمنية” “منذ 5 أعوام ونحن هنا .. نعالج طفلنا وقد أجرينا له أكثر من 33 جرعة, لكن جسده الصغير لم يتحمل تلك الجرع فأصيب بالشلل ولم يعد قادراً على النهوض”.
لا يرحم السرطان أحدا, ولا يفرق بين عجوز في أواخر العمر أو طفلا ما زال يحبو .. وحين يجتمع السرطان وندرة الأدوية.. يتحول المرض إلى كارثة من الصعب جداً تداركها أو التخفيف منها.
في الـ 60 من عمرها باغتها السرطان, منذ عام ، لملمت فاطمة مهيوب أوجاعها وجسدها المنهك وغادرت منزلها في مديرية جبل حبشي بمحافظ تعز إلى العاصمة صنعاء حيث تستقر مؤقتاً حتى تتعافى من ورم في المريء.
ثمة أمل في تعافي الحاجة فاطمة من المرض وكثيرين مثلها, غير أن مسألة شفاهم مرهونة بتوفير مستلزمات علاجهم .. وفي ظل استمرار إغلاق مطار صنعاء تتلاشى فرص تعافي أولئك المرضى بصورة متسارعة.
أما حفصة فريد عبدالغني التي تحبوا صوب عامها الثالث ويحاول المرض عرقلتها , فإنها استهلكت أولى سنوات عمرها بمعاناة مرضية مؤلمة.
منذ 5 أشهر وعائلة حفصة تحرص على السفر أسبوعياً, من محافظة ذمار إلى مركز الأورام بالمستشفى الجمهوري بصنعاء في الموعد الأسبوعي لجرعة الكيماوي, متحملين عناء السفر, وأكثر من ذلك تحمل جزء كبير من تكاليف العلاج والجرع بسبب نقص إمكانيات مركز الأورام الذي تفاقمت فيه المعاناة خلال العامين والنصف الأخيرين من الحرب والحصار الغاشم الذي تعرضت له اليمن.
وفي شهر رمضان الفائت داهم مرض السرطان فواز احمد محمد صالح بعد أجرائه عملية الدودة الزائدة, حيث ظهر الورم في الغدد اللمفاوية ونخاع العظم.
فواز الذي أتى من محافظة المحويت, واستقر به السكن في حي شميلة بصنعاء ليكون قريباً من مركز الأورام, أجرى حتى الآن 6 جرع وينتظر انتظام إعطائه بقية الجرع, ولكنه أصطدم بشحه الأدوية والمواد العلاجية, وذلك بسبب إغلاق مطار صنعاء والحصار الجائر الذي يفرضه العدوان على البلد.
ولا تختلف معاناة أم عبدالله عن معاناة فواز .. فالسيدة البالغة الـ55 من العمر جاءت من محافظة ريمه للاستقرار والسكن في العاصمة, لأن حالتها الصحية متدهورة منذ 7 أشهر.
الورم تركز في رئة وبطن أم عبدالله وبصعوبة بالغة تحصلت على جرعة كيماوية أجريت لها الجمعة الفائتة .. لكنها تخاف من استمرار إغلاق مطار صنعاء مما يعني نهاية حتمية لحياتها.
وخلال بحثنا عن أسباب تدهور الوضع الصحي لمرضى السرطان, أتانا الجواب الصادم من مدير المركز الوطني لعلاج الأورام بمستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء, الدكتور/ علي عبدالله الأشول, شارحاً أبرز المشاكل المتمثلة في توقف موازنة المركز لمدة ثلاث سنوات, والتي تبلغ 4 مليار ريال, وبلوغ مديونية المركز أكثر من اثني عشر مليون دولار, في ظل زيادة عدد المصابين منذ بدأ العدوان إلى 11,000 ألف مصاب بالسرطان.
وقال الدكتور علي الأشول :
: ابرز المشاكل والصعوبات التي تواجهنا في تقديم كافة الخدمات لمرضى السرطان, هي الحرب والعدوان والحصار, وإغلاق مطار صنعاء الدولي.
الأمر الأول : فإغلاق مطار صنعاء أدى إلى إحجام الكثير من موردي الأدوية الكيماوية وعدم توريدها إلى السوق المحلية.
وبالتالي يصعب توفيرها عبر متبرعين, أو فاعلين خير, أو منظمات.
كما أن الحرب والعدوان على البلاد والحصار الاقتصادي الذي أدى إلى إضعاف موارد وموازنة الدولة.
فضلاً عن انهيار الصيانة بسبب قلة الإمكانات, والنفقات التشغيلية, إلى مستوى انه لا يوجد مناوبات بسبب شحه الموارد”.
ويؤكد الدكتور الأشول أن العدوان وحصاره فاقم هذه المأساة وضاعف من آثارها على المرضى, فتناقصت الأدوية الكيماوية المستوردة والباهظة التكاليف والتي تصل لأكثر من 6 أصناف من الأدوية الكيماوية الطارئة والإسعافية التي يعتمد عليها المركز في تقديم خدماته وتعتبر أكبر التحديات المهددة بكارثة إنسانية فيما استمر تحالف العدوان بإغلاق مطار صنعاء.
وأضاف:
“المركز يعاني من نقص كبير وحاد في جميع الأدوية الأساسية والكيماوية خصوصا, التي يحتاجها مرضى السرطان ، وانقطاعها تسبب في انتكاسة للمرضى, وهناك أسباب كثيرة لعدم توفير هذه الأدوية لأنها تحتاج لدرجة حرارة معينة للتبريد”.