مركز دراسات دولي: مهمة تهجير الفلسطينيين من لبنان وتصفية القضية الفلسطينية أوكلت لإبن سلمان
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية// أكّد نائب مدير “المركز الدولي للدراسات الأمنيّة والجيوسياسيّة” الدكتورسومر صالح أن جميع عروض المساعدة التي تقدمها السعودية الى سوريا ليس سوى “ذر الرماد في العيون”، مشدداً على أن النظام السعودي كان طرفاً أساسياً في دعم وتشكيل التنظيمات الإرهابية في سوريا منذ 2011 وفي مقدمتها “جيش الإسلام” و “فيلق الرحمن” الذي انتقل دعمه […]
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
أكّد نائب مدير “المركز الدولي للدراسات الأمنيّة والجيوسياسيّة” الدكتورسومر صالح أن جميع عروض المساعدة التي تقدمها السعودية الى سوريا ليس سوى “ذر الرماد في العيون”، مشدداً على أن النظام السعودي كان طرفاً أساسياً في دعم وتشكيل التنظيمات الإرهابية في سوريا منذ 2011 وفي مقدمتها “جيش الإسلام” و “فيلق الرحمن” الذي انتقل دعمه لاحقاً إلى قطر.
و اضاف د. سومر أن النظام السعودي دفع مليارات الدولارات وبما فيها تمويل الضربة العسكرية السابقة على سوريا في 14 نيسان 2018، ذلك أنه يريد إخفاء وجهه الإجرامي الذي يعيث به فساداً في سوريا، عبر تقديم مساعدات إنسانية، وهو الأمر الذي يفعله أيضاً في اليمن، حيث يقتل العشرات يومياً بالغارات الجوية، ثم يعلن بعد ذلك عن تقديم مساعدات إنسانية لتلميع صورته السيئة.
ولفت “صالح” الى أن مليارات الدولارات التي يُحرم منها شعب الجزيرة العربية تذهب إلى خزائن الولايات المتحدة والدول الأوروبية من خلال شراء الأسلحة والذخائر لقصف سوريا واليمن، أو تذهب كضريبة إلى واشنطن لبقاء النظام السعودي ممثلاً بالملك سلمان وولده في الحكم، وهو أمر أفصح عنه الرئيس الأمريكي بشكل واضح حينما قال “عندما نرفع يدنا عن أنظمة الخليج ستسقط في ساعات”.
واشار “صالح” الى أن الرياض تتجه نحو إشعال الحرب في لبنان والعراق بعد أن خسرت في سوريا، كما أنها لم تحقق أي تقدّم في اليمن، فهناك قرار من محمد بن سلمان لنقل الفتنة إلى الداخل اللبناني وهو دأب مشاريع النظام السعودي التخريبية في المنطقة، ناهيك عن التأمر السعودي على القضية الفلسطينية ومقترح أبو ديس عاصمة لفلسطين بدلاً عن القدس، هذا وإن النظام السعودي ضالع في كافة الفتن الحاصلة بالمنطقة.
وأضاف الباحث، إن التدخل السعودي في لبنان يعيد بنا الذاكرة إلى عام 2005 عندما قادت الرياض مخططاً إجرامياً لتأجيج فتنة طائفية في البلاد. فالحرب الأهلية التي يرسم لها النظام السعودي تهدف لتصفية حزب الله عبر الضغط على بيئته وأوتاره في الداخل اللبناني وهو ما بات واضحاً، فمن يسمع قادة تيار المستقبل على هامش المحكمة الدولية يدرك أنه هناك مخططاً سعودياً لتأجيج الفتنة في لبنان.
“كما اشتعلت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 لتمرير اتفاقية سيناء بطلب وتمويل سعودي، من المحتمل أيضاً أن تشتعل الحرب الأهلية مجدداً في لبنان لتمرير صفقة القرن”.
وفي موضوع تعطيل السعودية لتشكيل الحكومة اللبنانية وفي الشأن اللبناني، بيّن د. صالح أن الحكومة اللبنانية تاريخياً لا يمكن أن تتشكل إلا في حال وجود بيئة إقليمية مسهّلة لإتمام الأمر، وهي غير متوفرة حتى الآن، فالسعودية تعرقل تشكيل الحكومة في لبنان كما أنها عاجزة عن تشكيلها بمفردها إذ أن الغالبية النيابية تقع في يد الفريق الخصم للسعودية وبالتالي فإن المخطط السعودي يتجه نحو إدخال لبنان في خضم فتنة أهلية، قد تتمثل في تأجيج الصراع بين اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان، لا يمكن فهم أي مشروع يستهدف إحدى دول المنطقة من غير قراءة خلفيته الصهيونية، وهناك مخطط سعودي صهيوني خطير في المنطقة يهدف إلى تمرير صفقة القرن، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلا بتوطين اللاجئين في ما يسمى الوطن البديل قد يكون غزة أو سيناء أو الأردن، وبالتالي هناك مشاريع سعودية لإسقاط حق العودة عبر إحداث فتن وإخراجهم من لبنان وسوريا والعراق.
و أكد الباحث أن محمد بن سلمان رهن الإرادة الأمريكية “نظام آل سعود برمّته مُمسكٌ من قبل الولايات المتحدة، بقاء ابن سلمان في الحكم هو رهن الإرادة الأمريكية فعندما يصدر أمر من واشنطن بالإستغناء عن ابن سلمان سيخرج بأقل من 24 ساعة، لكن في حال حدوث أي انقلاب داخل آل سعود غير مُنسّق مع الولايات المتحدة سيفشل لا محالة لأن الولايات المتحدة هي الحاكم الفعلي للسعودية”.
وفي ملف الإعتقالات بين الباحث أن محمد بن سلمان قدّم كل شيء لواشنطن حتى الآن، مئات مليارات الدولارات للخزينة الأمريكية ومليارات الدولارات على هيئة مشاريع إستثمارية في الولايات المتحدة كما أنه سهّل عملية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ويعمل بجد على مشروع إعلان القدس عاصمة للعدو الصهيوني، لذا فإنه فتى مطيع ينفّذ كافة الإملاءات الأمريكيّة والصهيونية بدون اعتراض، فقط مقابل الحصول على الحكم ولذلك أطلقت يده ضد المعارضين في الداخل السعودي ومن الممكن أن يشن حملة اعتقالات جديدة لجلب المزيد من الأموال للخزائن الأمريكية، يقول د. صالح.
و بحسب “صالح” تنتهي صلاحية النظام السعودي في القضايا الإستراتيجية عندما يجف النفط من جهة، ويبلغ مستوى إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري عتبة معينة من التسعير تضاهي وتنافيس النفط الأحفوري في الداخل السعودي، أي أن نظام آل سعود يرتبط بتسعيرة النفط، وحينما تهبط هذه التسعيرة سيتفكك هذا النظام ويتلاشى.
السعودية بقرة حلوب ترامب كان صريحاً في هذا الأمر حينما وصف السعودية بالبقرة الحلوب، أي عندما تنتهي أموالها ستتخلص واشنطن منها، يشير الباحث، مستدركاً مخطط الشرق الأوسط الجديد عام 2006 الذي كان يقضي بتقسيم السعودية لثلاث دول تقريباً، إذ أن الصلاحية الوظيفية للنظام السعودي ترتبط حصراً بخدمة حكومة الإحتلال، وهي الداعم الأكبر له ولحروبه التي يخوضها في المنطقة.
و لفت الباحث الى أن مهمات ابن سلمان لم تنته بعد فكل نظام السعودي هو في خدمة المشاريع الصهيونية والأمريكية، لكن محمد بن سلمان أُوكل إليه مهمتين الأولى هي تصفية القضية الفلسطينية وهو أكثر شخص في تاريخ السعودية فرّط في هذه القضية وقدّم تنازلات، والثانية هي حل قضية اللاجئين عبر إشعال الفتن في أماكن تواجدهم حالياً، وبالتالي فإن النظر في بقاء ابن سلمان أو إقصائه هو رهن المرحلة المقبلة وليس الماضية.