المصدر الأول لاخبار اليمن

العثور على حجر يعود إلى 73 ألف سنة في كهف أفريقي

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية

نشرت صحيفة “فيلت” الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن الحجر الصغير، الذي عثر عليه العلماء في أحد الكهوف الواقعة في جنوب أفريقيا، وقد احتوى الحجر على خطوط حمراء دقيقة، يعتقد أنها رسمت على الحجر منذ 73 ألف سنة خلت. وحسب الباحثين، تعتبر هذه الخطوط الحمراء أقدم عمل فني عُثر عليه في تاريخ الإنسانية.

 

وقالت الصحيفة، في تقرير مترجم، إن علماء الأنثروبولوجيا يبحثون عن تاريخ دقيق لظهور هذا الفن، ويريدون التأكد من كيفية تحول حرفيّ إلى فنان، وكيفية ظهور فكرة ثقب صدفات البحر من أجل صنع سلسلة للرقبة، وفكرة النقش على الأحجار لتخليد بعض الرموز، وصنع التماثيل والناي من العظام، بالإضافة إلى رسم اللوحات على الجدران والأسقف.

 

وأفادت الصحيفة بأن آخر الاكتشافات يعود عمرها إلى 43 ألف سنة، ولكنها لا تشير إلى العمر الحقيقي لأصول الفن.

 

ويعتقد الباحثون أن النقش الموجود على الحجر الحالي دليل على أن البشرية عرفت الفن قبل 70 ألف سنة.

 

وقد عُثر على هذا الحجر في كهف بلومبوس جنوب أفريقيا، ويعتبر هذا الكهف منزلاً لعالم الأنثروبولوجيا، كريستوفر هينشيلوود، منذ أن اشترى جدّه المنطقة المحيطة بالكهف سنة 1961.

 

في ذلك الوقت، كان كريستوفر يجمع الأدوات الحجرية من المنطقة، وبالأخص تلك التي تعود للعصر الحجري المتوسط.

 

وأضافت الصحيفة أن الحجر كان مقطوع الحواف، كما عثر العلماء، عند أحد تلك الحواف على خطوط من المغرة ذات اللون البني المائل إلى الاحمرار.

 

وبعد جمع الحجر مع مجموعة من الأحجار الصغيرة الأخرى التي عُثر عليها سنة 2011، إلى جانب تتبع الخطوط الموجودة على الحجر ومطابقتها بالموجودة على بقية الأحجار الصغيرة الأخرى، اتضح أن تلك الخطوط رسمت بصورة متعمدة، وأنها جزء من لوحة كبيرة. ويقول كريستوفر: “نحن أمام أقدم رسم تجريدي عرفه التاريخ”.

 

والجدير بالذكر أن العلماء عثروا على عدد من الاكتشافات الهامة في كهف بلومبس.

 

وفي سنة 2002، أعلن البروفيسور هينشيلوود أنه اكتشف قطعا من المغرة في الطبقة المتوسطة للكهف، وكان عليها خدوش في شكل X.

 

ومن الواضح أن هذا النقش لم يكن صدفة، ومنذ ذلك الوقت، باتت القطع الأثرية في كهف بلومبوس أقدم عمل فني في تاريخ البشرية. وفي سنة 2005، أكد العلماء أنهم عثروا على مجموعة من صدف الحلزون، ثقبت منذ ما يقرب من 75 ألف سنة، وزُيّنت بالرصاص الأحمر.

 

وأوردت الصحيفة أن ثلّة من العلماء يعتقدون أن اكتشاف المغرة لا يعتبر دليلا على الفن. في المقابل، تشير المغرة إلى وجود حياة بشرية، فهي عبارة عن مزيج من الألوان الأرضية والمعادن المختلفة، ولكنها استخدمت لعدة أغراض قبل نشأة الفن؛ من بينها الحفاظ على البشرة ضد أشعة الشمس، أو كمادة لاصقة، أو للتمويه، وكذلك للحفاظ على فرو الحيوانات. فهناك بعض الاكتشافات لمادة المغرة التي ترجع إلى 250 ألف سنة.

 

وفي حال اعتبرنا ما وُجد على حجر كهف بلومبوس اكتشافا فنياً، فهناك اكتشافات أخرى يجب تصنيفها ضمن خانة الأعمال الفنية أيضا، ويعود تاريخ بعضها إلى 500 ألف سنة؛ على غرار الأصداف البحرية ذات الشكل الهندسي التي عُثر عليها في جزيرة جاوة الإندونيسية.

 

لذلك، لا يعتبر بعض العلماء أن هذه الآثار دليل على اتسام الإنسان البدائي الذي عاش في هذه الجزيرة، بالحس الفنيّ.

 

ونقلت الصحيفة عن وادلي أن الإنسان البدائي استخدم المغرة كأداة للصق، وليس للعمل الفني. ومن الممكن أن تكون تلك المغرة الموجودة على الحجر، عبارة عن غراء للصق الحجارة، أو أنها سكبت على الحجر.

 

ففي كهف سيبودو في جنوب أفريقيا، عثرت وادلي وزملاؤها على أحجار عليها آثار لمادة المغرة. ومن الواضح أن المغرة استخدمت أيضا من أجل الطرق والصقل، ولهذا لا يمكن الجزم بأن ما عثر عليه في كهف بلومبوس يعتبر عملا فنيا.

 

في الواقع، يدعم عالم الأنثروبولوجيا من جامعة توبنغن، نيكولاس كونراد، وجهة نظر وادلي، خاصة فيما يتعلق بمسألة الفن في العصر الحجري.

 

ومؤخرا، عثر كونراد على آثار لبشر وحيوانات وهي عبارة عن عظام وعاج، ومجموعة من آلات الناي المصنوعة من عظام الإوز، في أحد الكهوف في مقاطعة شفابن. وتعود هذه الاكتشافات إلى 43 ألف سنة، وتعتبر أقدم ما تم اكتشافه في تاريخ الفن التشخيصي.

 

في الختام، أشارت الصحيفة إلى أن العلماء المشككين في هذا الاكتشاف يقترحون على هينشيلوود العثور على باقي الأحجار، وتشكيل الرسمة كاملة لإثبات أن تلك الخطوط عمل فني.

 

وحتى الآن، من الصعب إثبات أن تلك الخدوش والنقوش كانت عملا فنيا. ويؤكد كونراد أنه في حال ادعى أحد العلماء أنه عثر على أثر غير عادي، فعليه أن يقدم دليلا “استثنائيا” على ذلك. وحتى ذلك الوقت، نحن في انتظار هذا الدليل.

قد يعجبك ايضا