تعز تغرق بالفساد !

تعز: وكالة الصحافة اليمنية//

ما إن هدأت المعارك المسلحة بين رفاق السلاح المدعوم من التحالف داخل مدينة تعز، حتى بدأت حرب أخرى باردة بلغة التهديد والوعيد هذه المرة، بعد أن خفتت أصوات الرصاص والبنادق داخل الأحياء الأهلة بالسكان، لتدخل المدينة في إطار مسلسل صراع متعدد الأبعاد والاتجاهات، يباعد من مسافة اليوم التي ستنتهي فيها الحرب . 

 فالفساد الذي تشهده أجهزة الدولة الواقعة تحت سيطرة سلطات الرئيس المستقيل هادي في تعز، مالياً وإدارياً وعسكريا مهولاً يفوق التوقعات، وعلى الرغم من أن معظم تلك المؤسسات لا تزال تحاول النهوض من تابوت الاحتضار وبتثاقل، إلا أن الحديث عن مسيرة الفساد داخل دهاليزها، يبدو أمراً معقداً وشائكاً، كون المافيا، قد حولتها بحسب مراقبين، إلى مشروع فيد مفتوح. 

اخر عمليات الفساد هذه  كشفها محافظ تعز المعين من قبل حكومة عدن، الدكتور أمين محمود، والتي  يمارسها قائد المحور خالد فاضل، طالت مخصصات اللجنة الطبية وجرحى الحرب، والعمليات العسكرية المدعومة من التحالف في ضواحي تعز، في وقت وعد بتشكيل لجنة للتحقيق والمحاسبة.

أمين محمود وجه مذكرة رسمية شديدة اللهجة إلى قائد محور تعز، أكد فيها أن الأخير  يماطل ويسوف في تنفيذ توجيهاته بشأن فتح مقر اللجنة الطبية، وكذا في تحمل المسؤولية تجاه متابعة مخصصات الجرحى.

ورفض المحافظ المعين من قبل الإمارات أمين محمود تحويل 300 مليون ريال يمني إلى قائد المحور الموالي لحزب الإصلاح خالد فاضل، كون المبلغ “مخصصاً لعملية عسكرية تنصلت قيادة المحور من تنفيذها وما زال”، مؤكدا قيام قائد محور تعز بالتصرف بمبلغ 200 مليون ريال كان في عهدته دون علم السلطة المحلية، مشيراً –محافظ تعز- إلى أنه طالب فاضل أكثر من مناسبة بتوضيح أوجه صرف المبلغ وتصفية العهدة بطريقة واضحة وشفافة.

كما لفت المحافظ أمين محمود إلى تورط خالد فاضل باختلاس مبلغ 3 مليارات ريال من مخصصات اللجنة الطبية، مضيفاً أنه لم يصرف من المبلغ سوى 25 مليون ريال من أصل 400 مليون ريال مخصصة لجرحى الحرب في إطار المبلغ.

ووجه محافظ تعز، قائد المحور، بموافاته بوثائق صرف مبلغ الثلاثة مليارات ريال، في نطاق مهلة أسبوع من تاريخ التوجيه، في حين وعد بتشكيل لجنة للتحقيق والمحاسبة في كافة المبالغ السابقة واللاحقة”، حال لم ينفذ قائد المحور الطلب.