من بين 159 من رجال العائلة ورجال الأعمال المحتجزين.. امبراطورية الوليد بن طلال تترنح
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن سلسلة الاعتقالات التي جرت في المملكة العربية السعودية الشهر الماضي، على خلفية حملة مكافحة الفساد في الرياض، والتي ذهب ضحيتها العديد من الامراء والشخصيات المرموقة في المملكة، سببت حالة من الارتباك في الأسواق المحلية والدولية.
من بين المعتقلين، الأمير الوليد بن طلال، صاحب احدى أكبر الامبراطوريات المالية المحلية والعالمية، والذي أدى إيقافه الى ارتباك وقلق كبيرين في الأسواق المحلية والدولية أيضا. ويتزايد القلق في ظل غموض مصير الأمير، فحتى أولئك الذين عملوا لسنوات معه، أو فريق الاستثمار التابع له، لا يعرفون الى يومنا هذا أي شيء عن مصيره، أو عن العواقب التي قد تواجهها شركاته، وخصوصا شركة الاستثمار” المملكة” التي أسسها.
ومنذ اعتقال الامير تم محو مليارات الدولارات من ثروته الخاصة، ومن شركته للاستثمار، مما أدى الى سقوط وتراجع أسعار أسهمها، وقد خسرت الشركة ما يقرب من خمس قيمتها منذ اعتقال الأمير الوليد، حيث انخفضت إلى 8.5 مليار دولار، وتسببت في انخفاض الثروة الصافية للقطب بكامله بمقدار 2 مليار دولار إلى نحو 16 مليار دولار.
وقال المصرفيون ان هذه الشركة هي الأداة الاستثمارية الرئيسية لباقي شركات الأمير الوليد، وفي غيابه، تم تعليق نشاط الشركة القابضة، وهذا ما جعل المقرضين المحليين والدوليين يشعرون بالانزعاج الشديد بسبب الارتباك الذي يحيط باعتقال الأمير، حيث قاموا بإيقاف قرض بقيمة 1 مليار دولار، لتمويل شراء حصة 16٪ في البنك السعودي الفرنسي من كريدي أجريكول.
الحرية مقابل التنازل
ويعد الأمير الوليد من بين أبرز 159 من رجال العائلة ورجال الأعمال المحتجزين في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وقد وافق معظمهم على تسويات يقومون بموجبها بتسليم بعض أصولهم إلى السلطات السعودية مقابل الحرية، وتأمل المملكة من خلال عمليات التطهير، تأمين ما لا يقل عن 100 مليار دولار، وهو ما يعادل الدين الوطني، ولكن آخر الاخبار تنبئ بأن الأمير رفض هذه التسوية، ويعتزم طرح قضيته على المحكمة.
لكن أحد المصرفيين المقربين منه، قال إن الملياردير البالغ من العمر 62 عاما، قد يتراجع عن قراره ويقبل بالتسوية مع السلطات لضمان حريته، وإذا فعل ذلك فمن المرجح للغاية أنه سيتنازل عن أموال وأصول.
وأضاف أن ثروة الوليد تشمل مساحات شاسعة من الأراضي، تمتد من الرياض باتجاه المنطقة الشرقية، حيث كان يخطط للحصول على تراخيص لإقامة استثمارات بها، مشيرًا إلى أن العقارات وشركاته المحلية، مثل الكتلة الإعلامية روتانا، فضلاً عن الأموال نفسها، ستشكل أساس التسوية.
ويمتلك الامير الوليد ايضا حصصا في تويتر، وفورسيزونز للفنادق والمنتجعات، ويورو ديزني، وفليناس، وهي شركة طيران سعودية، وهو من بين افراد الاسرة القليلين الداعين صريحا منذ فترة طويلة للتغيير، وهو أيضا من بين الذين يدافعون عن حقوق المرأة، ولا يعارضون في منحها دورا فعالا في مختلف المجالات في مملكة جد محافظة.