اليمنيون يهزمون “التحالف ” في ساحات “المدارس” كما في ساحات “المعارك”.. حقائق وأرقام وصور
تحقيق خاص : وكالة الصحافة اليمنية مضى اسبوع كامل منذ أول يوم في العام الدراسي الجديد ( بدأ يوم السبت 15 سبتمبر 2018) ، بعث فيه طلاب وطالبات اليمن رسائل ملهمة لكل العالم.. فوسط الحرب العدوانية والحصار الخانق، والحرب الاقتصادية التي استهدفت الناس خاصة البسطاء منهم، وسط كل ذلك مضى الطلبة إلى مدارسهم […]
تحقيق خاص : وكالة الصحافة اليمنية
مضى اسبوع كامل منذ أول يوم في العام الدراسي الجديد ( بدأ يوم السبت 15 سبتمبر 2018) ، بعث فيه طلاب وطالبات اليمن رسائل ملهمة لكل العالم.. فوسط الحرب العدوانية والحصار الخانق، والحرب الاقتصادية التي استهدفت الناس خاصة البسطاء منهم، وسط كل ذلك مضى الطلبة إلى مدارسهم مرتدين حقائبهم مبتسمين يتسابقون على مقاعد مغطاة بالغبار.. ويتنافسون على مستقبل سيكونون هم قادته بعد حين.
كثير من المدارس – خاصة الحكومية – تعرضت لأضرار بالغة، لكن ذلك لم يمنع كادرها التعليم وطلبتها من مواصلة العملية التعليمية فيها، فليس ثمة خيارات أخرى أمامهم.
ويأتي العام الدراسي الجديد (2018- 2019) والبلد على عتبات نهاية العام الرابع من الصمود في وجه عدوان غاشم تقوده السعودية في إطار تحالف عربي، وقد اعتاد اليمنيين على الحرب وأحوالها البائسة، غير أن هذا العام يأتي وسط أزمة اقتصادية خانقة للغاية.
الأزمة الاقتصادية الخانقة استخدمتها دول التحالف كسلاح قذر تبتغي من وراءه تدمير معنويات الشعب اليمني بعد أن دمرت بناه التحتية وطرقه ومدارسه وأسواقه.
سياسات حكومة هادي وبن دغر توافقت مع مخطط التحالف ونجحت في انهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار بجنون، فضلاً عن مؤامرة نقل البنك المركزي إلى عدن وطبع عملة قدرت بترليون ريال يمني بدون غطاء وانقطاع صرف الرواتب منذ أكثر من عامين.
أحوال بائسة
أحوال الناس المعيشية بائسة جداً، وقد انعكست الأزمة الاقتصادية والحصار الاقتصادي على مداخيل الأسر ، وقد وجد أولياء الأمور أنفسهم أمام تحدٍ جديد تمثل بتوفير مستلزمات أطفالهم الدراسية خاصة وأنها ارتفعت بنسبة 100% ..بالإضافة إلى هم توفير مصروف يومي لأطفالهم أو على الأقل وجبة الافطار التي أصبحت معضلة في ظل انقطاع المرتبات إلا أنصاف رواتب سعت حكومة الانقاذ في صنعاء صرفها بين الحين والآخر للتخفيف من معاناة الناس فيما كانت المرتبات التزام أدبي وأخلاقي وانساني ينبغي على حكومة هادي وبن دغر صرفها وعدم اقحامها في أي صراع أو تصفية حسابات.
معلمون وطلبة يتضورون جوعاً..!
يصر طلاب وطالبات بينهم صغار في عمر الزهور يدرسون في المرحلة الأساسية على الحضور إلى مدارسهم حتى بدون وجبة صبوح، يفضلون أن يتضورو جوعاً داخل مدارسهم التي يحبونها.. فالجوع فرض عليهم ولم يكن اختيارياً، لكنه لم يثنيهم عن مواصلة تعليمهم، حالهم كحال الكثير من معلميهم الذين يحضرون إلى المدارس سيراً على الأقدام، ويقومون بأعمالهم وجيوبهم خالية حتى من قيمة مواصلاتهم اليومية أو “سندويتش واحد فقط”.
قبل بداية العام الدراسي كان عديد أولياء أمور قرروا توقيف أولادهم عن الدراسة لهذا العام، بسبب ضيق ذات اليد والظروف المادية القاهرة التي يعيشونها منذ قرابة الأربعة الأعوام.. لكنهم تراجعوا عن قرارهم، ورغم إدراكهم أن معاناتهم والتزاماتهم المادية ستتضاعف.. فالتعليم هو ما يراهن عليه الشعب اليمني وأكبر آمالهم.
يقول الصحفي عبدالعزيز الشويع:”مع بداية عام دراسي جديد، تتطلع الآلاف الأسر إلى توفير خدمة تعليمية لأبنائها، غير أن هناك مجموعة من الصعوبات التي تواجه الأسر في سعيهم للحصول على تعليم مناسب”.
ويضيف: “من أبرزها ارتفاع تكاليف الدراسة وارتفاع أسعار الأدوات المدرسية، واكتظاظ الفصول الدراسية بالطلاب، وقلة إعداد المعلمين بسبب عدم صرف رواتبهم، بالإضافة لكل هذه المصاعب، يعاني أبناء النازحين من قائمة أخرى من العقبات والمشكلات”.
ولفت الشويع إلى عدم وجود ما يكفي من المدارس لاستقبال إعداد كبيرة من أبناء النازحين، بالإضافة إلى عدم امتلاكهم وثائق تثبت مستواهم التعليمي بسبب احتراقها.
وختم بقوله :”ويبقى إصرار الكثير من الأسر النازحة على أن يكمل أبنائها تعليمهم مهما كانت العقبات، إذا التعليم سيزيد بلا شك من وعي هؤلاء الأبناء، وقدرتهم على السعي لمستقبل أفضل”.