خاص//وكالة الصحافة اليمنية//
…”ليس أمامنا سوى اللجوء للسوق السوداء، بالرغم من الاسعار الباهضة وعدم نظافة البترول الذي نشتريه منها وتأثيراته على ماكينة السيارة،.. غير أنها تمثل حل اسعافي لمن لا يملك وقتا كافيا للانتظار في طابور يتجاوز بطوله الاربع وعشرين ساعة”.. هكذا تحدث عبدالله ثوابة عن أزمة البترول الحالية التي تعيشها أمانة العاصمة.
نفس الأسباب التي سمحت بتشكل الأسواق السوداء في معظم المدن اليمنية خلال الاربع سنوات الماضية التي هي عمر العدوان والحصار الذي فرضته دول التحالف السعودي على اليمن، وتحت وطأت ظروف الحرب يضطر المواطن اليمني لمواصلة حياته بكل السبل المتاحة حتى وإن تعرض للابتزاز فالاهم بالنسبة له ألا تتوقف الحياة.
أزمات مركبة ومتشابكة بفعل العدوان والحصار، يزيدها تعقيدا جشع التجار ورغباتهم تلجامحة بتحقيق ارقام ثراء ضخمة في عشية وضحاه، تحمل المواطن اليمني ولازال يتحمل كل تبعات الحروب العسكرية والاقتصادية مخفيا آلامه وجراحه التي لم لم يعد مجديا البوح بها أو التذمر والاستسلام لأسبابها، وهاهو المواطن ينتظم في طوابير طويلة أمام محطات الوقود لعدة أيام للحصول على بضع لترات من البترول أو الديزل، في الوقت الذي ينتظم فيه أبناءهم وبناتهم أمام المحطات او الدينات المخصصة لبيع الغاز، ويتكفل من تبقى من الأسرة في صناعة الغذاء ونقله للآباء والابناء المرابطين في جبهات المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
في طابور الانتظار تحدث الكثير من الاحتكاكات بين المواطنين بسبب الضغط النفسي الذي يتراكم ويتعاظم في نفس الطابور بفعل حرارة الشمس ولهيب الاسعار، وسبق أن تم تسجيل حوادث وصلت بعضها لاطلاق النار ولقي أكثر من مواطن حتفه بنوبة غضب أمام محطات النفط في أكثر من مدينة.
علي الصنعاني يصف الأزمة الحالية بالمفتعلة من قبل من أسماهم بتجار الحروب في صنعاء وعدن ومأرب وأنها مؤامرة تستهدف المواطن اليمني وحرمانه من وسائل الحياة وشل حركته، بينما رأى خالد فرحان الاشول بأن دول التحالف هي من تقف وراء كل الأزمات وأن هدفها هو سحب العملات الصعبة وضرب العملة اليمنية في عقر دارها في محاولة منها لتعويض هزائمها العسكرية المتلاحقة.
في السوق السوداء وصل سعر البترول 20 لتر الى 25 ألف ريال بحسب ما ذكر لنا بعض السائقين الذين التقتهم وكالة الصحافة اليمنية، وبالرغم من أن الحكومة والجهات المختصة تحاول تخفيف الأزمة والعمل على منع تكوين سوق سداء جديدة غبر ضخ كميات الى بعض المحطات التابعة لوزارة النفط، إلا أن الأزمة آخذة في التمدد بتمدد الطوابير التي صارت روتين يومي واسبوعي،.. هلع المواطن الذي يسارع للبحث عن النفط أو الغاز بمجرد تناقل خبر عن انعدامه واندفاعه للطوابير يسمح للسوق السوداء بإعادة تشكيل نفسها من خلال الطابور نفسه.