الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
شن الكاتب والبروفيسور الأميركي روب سوباني، هجوما عنيفا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤكدا أن جلسات الكونجرس حول تصرفات التحالف السعودي في اليمن هي تذكير بأن ولي عهد السعودية وهو الحاكم الفعلي للبلاد “متهور”.
وتابع أن “ابن سلمان” الذي يعرف اختصارا بـ “مبس”، يتحكم في البلاد المهمة استراتيجياً، ليس فقط للأمن القومي الأميركي وحسب بل للعالم كذلك، لأن السعودية هي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ، وبالتالي توفر الطاقة التي تدير عجلة الاقتصاد العالمي”.
وقال الكاتب بجامعة تاون والرئيس التنفيذي لمجموعة كاسبيان القابضة، في مقال نشر بموقع”The Hill”: “مبس له غرائز إصلاحية، إلا أن بعض أفعاله تظهر جانباً متهوراً جدا يحتاج إلى تحجيمه مثل التدخل الكارثي في اليمن، وأن رغبته بإفشال سيطرة إيران على حدود بلاده الجنوبية بدعم الحوثيين، يكشف عن نهجه الطائش؛ لأن الحرب في اليمن لم تردع إيران”.
وأضاف أن هذه الحرب استنزفت موارد السعودية حيث تصل تكلفتها إلى مليار دولار شهريا وهو ما كان له الأثر أيضا في تحول اليمن إلى دولة فاشلة، حيث يعيش 8 ملايين من مواطنيها على حافة المجاعة ويعاني أكثر من مليون آخرين من “الكوليرا”.
وتابع الكاتب: “الأمير الصغير ارتكب خطأ آخراً أكبر في السياسة الخارجية عندما اتخذ قراره في عام 2017 بفرض حصار على دولة قطر، والتي فيها أكبر قاعدة عسكرية خارجية للولايات المتحدة”.
وبين الكاتب أن هذا التصرف “مؤسف”؛ لأنه ترك جرحا غائرا داخل مجلس التعاون الخليجي في وقت كان ينبغي أن يكون التركيز فيه على التهديد الرئيسي للمنطقة.. “ديكتاتورية النظام الإيراني”.. حسب تعبيره.
وأشار الكاتب إلى أن خطة ابن سلمان الإصلاحية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر كوسيلة لتنمية الاقتصاد السعودي كانت نتائجها عكسية بسبب تصرفاته المتهورة حيث أدت عمليات الاعتقال التعسفية لرجال الأعمال السعوديين والمسؤولين الحكوميين وحتى أبناء عمومته إلى إثارة مخاوف المستثمرين العالميين.
وقال الكاتب “وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السعودية من 8 مليارات دولار في عام 2013 إلى مليار دولار في عام 2017″.. مضيفا أن المستثمرين الأجانب ومديرو صناديق الاستثمار عندما يسمعون أن السعوديين الذين أفرج عنهم لا يمكنهم مغادرة البلاد، وأن عليهم أن يرتدوا أساور لتتبع تحركاتهم، أو تجميد حساباتهم المصرفية، فإن ذلك يبث اليأس والخوف في قلوبهم من الاستثمار في السعودية”.
وأشار الكاتب إلى أن مبادرة الإصلاح التي يقوم بها ابن سلمان لا تعني إغلاق المنظمات الخيرية الأخرى داخل السعودية، ومنها مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية، واستبدالها بمؤسسته المسماة “مسك الخيرية” جمعية الأمير محمد بن سلمان الخيرية!.
وبين أن مؤسسة الملك عبدالله الخيرية كانت قد أقامت شراكة مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR) لمعالجة محنة اللاجئين في جميع أنحاء العالم، بجانب أنشطة المؤسسة داخل السعودية وفي جميع بلدان العالم الإسلامي.
وقال الكاتب إن هذا التصرف من ولي العهد السعودي يدمر إرث الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان يرى أن العمل الخيري واجب أساسي تجاه المسلمين.
ودعا الكاتب إدارة ترامب وأعضاء الكونجرس إلى إيلاء اهتمام أكبر لأفعال ولي العهد السعودي؛ لأن لها عواقب وخيمة على استقرار السعودية، فضلاً عن الأمن القومي لأميركا.
وقال روب سوباني إن على واشنطن أن تطلب من بن سلمان القيام بما يلي:
أولاً: إنهاء الحرب بالوكالة مع إيران في اليمن، وبدلاً من ذلك، عليهم التركيز على القدرات المالية وقدرات القوة الناعمة لمساعدة الشعب الإيراني على تحرير نفسه من النظام الديني.. حسب تعبيره
ثانياً: رفع الحصار عن دولة قطر.
ثالثًا: تقديم تقرير فوري عن الأشخاص الذين ما زالوا رهن الاحتجاز بسجون السعودية بعد اعتقالهم التعسفي في عام 2017. ومنهم بعض أفراد العائلة المالكة الذي يخضعون للإقامة الجبرية، ومن ضمنهم الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق الذي كان يحارب تنظيم القاعدة بقوة بالتعاون مع المخابرات الأميركية.
رابعا: رفع الحظر عن أنشطة مؤسسة الملك عبد الله الخيرية، والسماح لها بممارسة أنشطتها مرة أخرى.
أخيرا: السماح بالوصول إلى الحسابات المصرفية الخاصة بالأشخاص الذين تمت مصادرة أصولهم. وهو ما سيقطع شوطا طويلا في توفير الثقة للمستثمرين الأجانب الذين يراقبون الموقف عن بعد الآن.
واختتم الكاتب بأنه على إدارة ترامب وأعضاء الكونجرس التمسك بالاعتراض كلما أقدم ابن سلمان على تصرف يتنافى مع مصلحة سياسة واشنطن الخارجية وأعرافها التجارية، وروح العمل الخيرية للإنسانية.