بن سلمان يعرض على عباس 10 مليار دولار مقابل التنازل عن الضفة والقدس
وكالة الصحافة اليمنية:
كشف تقرير صحفي أمريكي عن ممارسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للضغط على رئيس السلطة الفلسطينية للقبول بصفقة بيع وشراء بالمليارات يتنازل الفلسطينيون بموجبها عن الضفة الغربية والقدس المحتلتين..
وأورد التقرير الذي أعده الباحث الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي “جيفري أرونسون” أن خطة ابن سلمان تقتضي “ب” تنازل السلطة الفلسطينية عن الضفة الغربية والقدس المحتلتين لإسرائيل مقابل 10 مليارات دولار عوضا عنهما..
وأكد التقرير أن ابن سلمان قال لمحمود عباس إنه “حان الوقت لطرح الخطة (ب)، والتي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، يتم توسيعها بعمليات نقل غير محددة للأراضي في شبه جزيرة سيناء”، وقد سأل عباس، عن مكان الضفة الغربية والقدس الشرقية في هذه الخطة، فأجابه ابن سلمان قائلا إنه “يمكننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع”.
وقال الباحث الأمريكي “جيفري أرونسون” إن “عباس سأل ولي العهد السعودي عن القدس والمستوطنات (في الضفة الغربية) والمنطقة (ب) والمنطقة (ج)”، وأجابه مرة أخرى ابن سلمان بأن “هذه الأمور ستكون محلا للتفاوض، ولكن بين دولتين، وسنساعدك”، وأشار إلى أن ابن سلمان عرض على عباس 10 مليارات دولار، مقابل القبول بهذه الخطة، مؤكدا أن “عباس لا يستطيع أن يقول لا للسعوديين، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أيضا أن يقول نعم”.
وأشار التقرير إلى ما كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، والتي تحدثت عن لقاء آخر بين ابن سلمان وأبو مازن جرى في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وأن ابن سلمان عرض على أبو مازن دعما ماليا كبيرا أو الدفع المباشر لـ”أبو مازن” غير أنه رفض العرض السعودي.
واعتبرت الصحيفة أن ما تم عرضه على عباس لم يكن أمامه سوى رفضه، حيث إنه يتضمن دولة فلسطينية مع أجزاء غير متجاورة من الضفة الغربية، واقتصار سيادتها على أراضي غزة، في حين تحتفظ “إسرائيل بالسيطرة على الغالبية العظمى من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والتي تعتبرها معظم دول العالم غير قانونية”.
وأكد التقرير أن هذه الفكرة من ابن سلمان كان مصدرها مكان واحد فقط، وهو “إسرائيل”؛ إذ إن إنشاء دولة فلسطينية في غزة، هو أمر منظور منذ فترة من قبل مسؤولين إسرائيليين بارزين، كوسيلة لإجبار العرب على الرضوخ، لضم “إسرائيل” كلا من الضفة الغربية و”القدس الشرقية”.
وأشار إلى أن شخصيات إسرائيلية بارزة من بينها “عوزي أراد” الذي يعتبر من المقربين جدا من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وشغل في الماضي منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وخليفته الجنرال جيورا إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب شخصيات إسرائيلية أخرى، خدموا في حكومات نتنياهو، يتبنون هذه الخطة.
وتساءل التقرير حول كيفية وصول هذه الفكرة الإسرائيلية إلى الرياض، في نفس اللحظة التي كان “ترامب” و”نتنياهو” يضعان فيه اللمسات الأخيرة بشأن التفاهمات حول إعلان “ترامب” الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وأشار إلى أنه وقبل أيام فقط من اجتماع محمود عباس مع ولي العهد السعودي، وصل المبعوثان الأمريكيان “جاريد كوشنر”/ صهر ترامب، والمبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات”، إلى الرياض والتقيا بولي العهد السعودي وأجريا العديد من اللقاءات التي استمرت لوقت متأخر من الليل.
وشددت الإدارة الأمريكية على السعودية بضرورة إعلان وفاة المبادرة السعودية للسلام مع “إسرائيل”، وفي هذا الطلب يكون الأمير السعودي قد ضمن عنصرا جوهريا في الخطة، وهو موافقة المملكة على الانضمام إلى الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإسرائيل، عبر معاهدة السلام الخاصة بالقاهرة وتل أبيب، بدون تنازلات إسرائيلية للدول الفلسطينية، وكان ثمن ذلك السيطرة على جزر “تيران وصنافير”. وفق ما كشف عنه التقرير.
وكشف التقرير أيضا أن ابن سلمان نفسه، كتب رسالة رسمية إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تلخص التعهدات السعودية غير المسبوقة بالمشاركة مع مصر والولايات المتحدة في التمسك بالشروط الأمنية لمعاهدة السلام التاريخية بين مصر و”إسرائيل”.
واحتوت الرسالة على مؤشرات واضحة، فهمت في “إسرائيل” على أنها تأييد سعودي للعمل مع الإسرائيليين دون أي شرط يتطلب إقامة دولة فلسطينية، سواء في غزة أو في القدس أو في أي مكان آخر.
وسبق طرح الخطة “ب” تقديم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤى عن الصلة بين إعلان القدس عاصمة لـ”إسرائيل” وخطط ترامب الأوسع للمنطقة، لمسؤول فلسطيني رفيع المستوي زار واشنطن الأسبوع الماضي، وجرى خلال الزيارة إطلاع هذا المسؤول على تفاصيل الاجتماع المفاجئ الذي عقد الشهر الماضي بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وفي السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر، قام محمد بن سلمان باستدعاء محمود عباس إلى الرياض على عجل، كجزء من الجهود التي يبذلها ولي العهد السعودي لهندسة مشروع مشترك بين الدول العربية وأمريكا، لمواجهة إيران وحلفائها، كما استدعى ابن سلمان قبل أيام من وصول عباس رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وأجبره على تقديم استقالته كجزء من الهجوم المناهض لإيران.
وبحسب تقرير “جيفري أرونسون”، فقد كان ابن سلمان حينها منشغلا في إرساء قواعد حكمه الفعلي للسعودية في مقامرة عالية المخاطر، ويحكم قبضته على منافسيه داخل المملكة الذين كان من المتوقع ترصدهم بالعرش السعودي.