احتجاجات المهرة توقظ الضمير الوطني
وكالة الصحافة اليمنية // تسعى السعودية وأذرعها في المحافظات الجنوبية، إلى إسكات الأصوات المنادية برحيل قوات التحالف، التي صدحت ضد العبث المهول، وعلى رأس ممارساته السعي إلى السيطرة على موارد البلاد كالنفط والغاز، والاستحواذ على الموانئ والمطارات والجزر والمدن الإستراتيجية اليمنية، وتحويل معظمها إلى سجون للمناوئين لسياسته التي بات أبناء تلك المحافظات لا […]
وكالة الصحافة اليمنية //
تسعى السعودية وأذرعها في المحافظات الجنوبية، إلى إسكات الأصوات المنادية برحيل قوات التحالف، التي صدحت ضد العبث المهول، وعلى رأس ممارساته السعي إلى السيطرة على موارد البلاد كالنفط والغاز، والاستحواذ على الموانئ والمطارات والجزر والمدن الإستراتيجية اليمنية، وتحويل معظمها إلى سجون للمناوئين لسياسته التي بات أبناء تلك المحافظات لا يطيقونها، ولا يتورعون عن المجاهرة بمناهضتها والدعوة إلى سرعة إيقافها.
حيث خرقت السعودية التفاهمات التي اتفق عليها المتظاهرون وقوات التحالف، والتي قضت بانسحاب الأخير من كافة الموانئ البرية والبحرية ومطار الغيضة، وإيقاف الاستحداثات العسكرية، والتوقف عن عسكرة المدينة وجلب مليشيات مسلحة إلى المهرة.
الأمر الذي أثار أبناء قبائل المهرة ضد قوات الاحتلال السعودي، لاسيّما بعد أن أحضرت قوة عسكرية كبيرة واستحدثت معسكراً في مديرية المسيلة، وخرج الناس إلى الشوارع معلنين رفضهم لهذه الخطوة وأي خطوات مشابهة لها كلياً.
وهو ما دفع السعودية إلى جعل أذرعتها تصدر مذكرة لاعتقال قهري بحق الشيخ علي سالم الحريزي، وكيل المحافظة السابق، والعميد في الجيش اليمني، معتبرة إياه “مهندس الانتفاضة المهرية وتثوير الناس ضد التواجد الأجنبي في المهرة.
وهي خطوة يراها المراقبون إنها ستثوّر الناس وتثير غضبهم أكثر، ما قد يدفعهم على الإقدام بمواجهة كبيرة ضد الاحتلال السعودي والإماراتي.
وعقب ذلك، أصدرت اللجنة المنظمة لاعتصام محافظة المهرة، بياناً صحفياً حول الأنباء التي تفيد بأن السعودية وجهت باعتقال الشيخ علي سالم الحريزي، ومن معه من النشطاء المشاركين في الاعتصام ضد سياسياته التي رأوا أنها تمثل خرقاً للسيادة.
وأشار المراقبون إلى أن البيان يدين التحالف وممارساته في المهرة وكافة المحافظات الجنوبية واليمن بشكل عام، رافضاً اعتقال الحريزي أو أي مواطن آخر، مذكرا أن الاعتصام سلمي وسيظل سلميا.
وندد البيان بسياسات القوات السعودية التي رأوا أنها قد انحرفت عن مسارها وباتت تعبّر عن مطامع استحواذية واستعمارية وبشكل معلن.
وبحسب البيان الذي طالب حكومة هادي بإعادة النظر لما يجري بالقول: “نطالب السلطات الشرعية بإعادة النظر فيما يجري في المحافظة من ممارسات غير مقبولة، والترفع إلى مستوى المسؤولية الوطنية الكبرى، وتجنّب أي تصرفات تنذر بتدهور الاستقرار في المحافظة”.
وتضاربت الأنباء عن خروج الشيخ الحريزي إلى سلطنة عُمان، إلا أن تواجده يوم أمس في ساحة الاعتصام وبصحبة عدد من مشايخ المهرة، وضع حد لكل التكهنات متحدياً مذكرة الاعتقال، وهي خطوة جريئة.
وأعتبرها مراقبون أنها تعتمد على مشروعية مطالبهِ، ومطالب أبناء المهرة، كما أنها تكشف عن مدى التفاف الناس حوله، وهو ما سيمنع حتماً القوات السعودية من ارتكاب أي حماقات باعتقال الشيخ الحريزي، ويدفعها نحو اتخاذ صيغة ما للحفاظ على ماء وجهها، ورفع الاستحداثات العسكرية التي قامت بها السعودية مؤخراً.
إلى ذلك، أوضح الناشط السياسي عبدالرحمن علي، في حديث لـ” العربي” إن الوضع قد يؤول إلى الأسوء، وقد يكون وبالاً على التحالف في حال اعتقال الشيخ الحريزي ومن معه، لأنه سوف يهيج بهذه الخطوة أغلب اليمنيين عليه، وقد يتوافد الكثير من المواطنين اليمنيين إلى ساحة اعتصام المهرة، وفي حالة تطور الوضع قد تحدث اشتباكات بين المواطنين والقوات السعودية المتواجدة في المهرة، برغم أن الناس هنا يشدّدون على السلمية.
أما المحلل السياسي عبدالله عبدالخالق، فقد أوضح أن ما تقوم به القوات السعودية والإماراتية في محافظة المهرة، من إنشاء معسكرات وتكتلات عسكرية، قد تنقلب ضدها في أي وقت.
وأثار التوجيه الذي أصدرته السعودية موجة غضب في قلوب غالبية اليمنيين، ودفعهم إلى التعاطف والتضامن مع الشيخ الحريزي، مشيرين إلى أن المهرة مقدمة على التخلّص من الاستعمار بلا شك، وأن ما تقوم به السعودية والتحالف في المهرة، إنما هو من باب إيقاظ الضمير الجماهيري، وهو ما يؤكده الصحافي سالم خميس قائلا: ما يحدث في المهرة يعد منشطاً للناس وميقظاً للضمائر، وامتداد لما يحدث في بقية المحافظات الجنوبية من محاولة عسكرة للحياة وسيطرة على البلاد بالقوة، واستحداث المعسكرات والسجون والاعتقالات”.
وأضاف أن ذلك سيكون بلا شك من أهم ما يقرب بزوال ورحيل التحالف.
في حين لم تصدر حكومة هادي أي تعليق أو ردة فعل تجاه ما يحدث في المهرة، وتوجيهات القوات السعودية الأخيرة، أو بيان اللجنة المنظمة لاعتصام محافظة المهرة.
والسؤال الذي يراود غالبية اليمنيين في هذه الوقت، هو هل ستقف حكومة هادي مع أبناء المهرة أم أنها ستخذلهم كما خذلتهم في بداية الاعتصام؟
وهل ستتوقف السعودية و الإمارات عن السيطرة على المدن الإستراتيجية وتحويلها إلى سجون وثكنات عسكرية أم لا؟
وهل ستكف عن الاستحواذ على حقول النفط والغاز أم أنها ستجعلها مصادر دخل لها لتمويل عملياتها العسكرية الحاصلة في البلد؟
العربي