المصدر الأول لاخبار اليمن

“العتيبي”: نهاية النظام السعودي ستسبق وصول “ابن سلمان” للحكم

الخليج//وكالة الصحافة اليمنية// أثار خروج الكاتب الصحفي السعودي مرزوق العتيبي من بلاده ولجوئه إلى العاصمة الفرنسية باريس، موجة كبيرة من التفاعل داخل المملكة وخارجها، على خلفيّة عزمه إنشاء حركة معارضة تجمع عشرات الآلاف من معارضي ما يسميه “نظام آل سعود الجديد”. “العُتيبي” الذي مثل خروجه من المملكة ضربة أخرى للنظام السعودي الذي يشن حملة قمع […]

الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
أثار خروج الكاتب الصحفي السعودي مرزوق العتيبي من بلاده ولجوئه إلى العاصمة الفرنسية باريس، موجة كبيرة من التفاعل داخل المملكة وخارجها، على خلفيّة عزمه إنشاء حركة معارضة تجمع عشرات الآلاف من معارضي ما يسميه “نظام آل سعود الجديد”.

“العُتيبي” الذي مثل خروجه من المملكة ضربة أخرى للنظام السعودي الذي يشن حملة قمع كبيرة على معارضيه، اختار عدم الظهور إعلامياً لكشف ملابسات خروجه من بلاده وأهدافه المستقبلية خلال الأيام الماضية، لكن “الخليج أونلاين” تمكـن من محاورته والحديث معه عن عدد من المواضيع والقضايا الهامة التي تمر بها المملكة العربية السعودية في الوقت الراهن.

 

 

الكاتب السعودي قال إن أسباب خروجه من المملكة في هذا التوقيت هو الوضع الحرج للغاية الذي تمر به، لأنه “رغم سوء النظام وهمجيته في العهود السابقة فإن نظام العهد الجديد (عهد ولي العهد محمد بن سلمان) جاوز كل الحدود في تدمير البلاد من الداخل، وتصاعد نهج القمع والفساد بشكل غير مسبوق”.

 

 

وأكد أن ما أسماها بـ”دولة الجزيرة العربية” تحتاج الآن وفوراً إلى عملية إنقاذ عاجلة، وهذا ما سيعمل عليه عبر التعاون والتنسيق مع كافة حركات المعارضة في الداخل والخارج و هي دعوة سبقته فيها حركة كرامة المعارضة في السعودية ممثلة بأمينها العام د. معن الجربا بانشاء الجبهة الموحدة لقوى المعارضة السعودية.

 

 

وتابع العتيبي: “بالإضافة إلى ذلك، فإن ولي العهد قد أمعن في الاعتقالات وإهانة المعتقلين وتعذيبهم، كما أنه يعرضهم على محاكم سرية دون أية ضمانات قانونية أو عدلية، ولم يعد بالإمكان الانتظار، خصوصاً أن هنالك قائمة إعدامات طويلة، من ضمنها أطفال معتقلون منذ سنوات، في ظروف لا يُمكن التغافل عنها أو الاحتفاظ ببعض الأمل، أو انتظار ما ستؤول إليه الأمور، وهي مرحلة إنقاذ قبل فوات الأوان”.

 

 

وفي وقت سابق، كشفت مصادر حقوقية سعودية أن عدد معتقلي الرأي بالمملكة ناهز ثلاثة آلاف معتقل منذ شهر سبتمبر 2017، من تخصـصات شرعية وقانونية وقضاة وإعلاميين وغيرهم.

وأكدت المصادر أن “السلطات اعتقلت عدداً غير معلوم من النساء، بعضهن يحتجزن مع أطفالهن في سجون لا تحترم أبسط مقومات حقوق الإنسان”.

 

 

وعن عدم اختياره طريق النصح ومحاولة الإصلاح من الداخل قبل خروجه، كشف المعارض السعودي أنه “مع ازدياد وتيرة القمع والاعتقالات، والإدارة المتهورة للبلاد، أصبح من الواجب الذي لا يُمكن التخلي عنه الخروج للوقوف مع المعتقلات والمعتقلين، وتقدير تضحياتهم من أجل الوطن والشعب، وهذا لم يكن بالإمكان تحقيقه في الداخل في ظل النظام المتوحش”.

 

 

العتيبي أكد أن “استعدادات الخروج من المملكة لم تـكُن مُعقدة”، خاصة أنه كان يعكف منذ سنوات على تأسيس حركة معارضة في الخارج، لكن الفكرة باتت في الآونة الأخيرة “واجباً لا يُمكن التَّخلي عنه”، لهذا اتخذ القرار وغادر البلاد بطريقة عادية، بهدف “إنقاذها، ومساندة المعتقلات والمعتقلين في سجون النظام”.

 

 

وكان العتيبي قال في بيان فور خروجه من المملكة، مخاطباً المواطنين السعوديين: إن “نظام آل سعود أذلكم وأمعن في إذلالكم، وإفقاركم، واستعبادكم، والاستـخفاف بكم”.

وعن رأيه في عملية “اختطاف” الصحفي جمال خاشقجي وأنباء إعادته إلى السعودية بعد دخوله قنصلية المملكة بإسطنبول، قال العتيبي: “ليست لدي بعدُ معلومات مؤكدة، ومن ثم لا أستطيع تقدير الموقف. عموماً، هذا النظام لا يتورع عن ارتكاب الفظائع بحق مواطنينا”.

 

ولم يظهر الصحفي السعودي جمال خاشقجي منذ أن دخل مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، الثلاثاء 3 أكتوبر، بهدف استخراج وثائق تتعلق بزواجه، في وقت أكد فيه إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، في مؤتمر صحفي بأنقرة، أنه دخل القنصلية السعودية ولم يخرج منها.

 

 

وفي سياق حديثه عن حركته المعارضة الجديدة، أوضح مرزوق العتيبي أن “هناك عشرات الآلاف من معارضي نظام آل سعود الجديد يعتزمون الشروع في تأسيس كتلة مـناهضة تحمل اسم (حركة التعبئة الوطنية)، لكنهم لا يزالون في مرحلة التنسيق والتشاور لتحديد الصيغة التنظيمية والقانونية لنشاط الحركة، ولا يريدون الكشف عن خططها حالياً، ومن المرجح أن يتم الإعلان عن ذلك في غضون الأسابيع القادمة”.

 

 

وعن أهداف هذه الحركة ومدى استقلاليتها عن الأحزاب والشخصيات السعودية المعارضة الأخرى، شدد الصحفي السعودي المعارض على أنها ستكون “ذات تنظيم مـستقل حالياً”، مشيراً إلى أن لديهم تنسيقاً دائماً مع كُل فئات المعارضة.

وتابع: “نحنُ إنما نبني على ما تحقق من إنجازات للمعارضة، سواء في الداخل أو الخارج، وهنالك تعاون وتكامل وتنسيق عالي المستوى”.

 

 

وحول إمكانية توحد المعارضة السعودية في الخارج تحت مظلّة حزب أو حركة واحدة، قال العتيبي: “هذا الأمر قد يكون محتملاً ولا يوجد أي عائق لتحقيقه، لكننا لا نرى له ضرورة في هذه الفترة، فنحن نُنسِّق ونتعاون دون حاجة لكيان موحد، وإذا قدرنا أن هذا أصبح ضرورة، فمن المرجح أن يحدث ذلك”.

 

 

 

وعن الأوضاع الداخلية بالمملكة، كشف العتيبي أن “البلد في حالة انهيار مُريع على كُل المستويات، وأن لا شيء مضمون في ظل استنزاف النظام للموارد بطريقة عبثية”، مشيراً إلى أن “النظام لن يصمد طويلاً، ولكن يجب إنقاذ الاقتصاد من الانهيار، خاصة بعد أن وصل المجتمع إلى مرحلة متقدمة من التململ والرغبة في الخلاص من هذا النظام”.

 

 

وأضاف: “كل فئات الشعب تشعر بالحنق وتنتظر التحرك، لقد أصبح الخطر محدقاً بكل فرد، والقمع والإفقار لن يستثني أحداً، وأصبح الناس يواجهون صعوبات حياتية بالغة على كل الأصعدة، ومن المهم الإشارة إلى أن الجميع أصبح متوجساً من الجميع، ويحاذرون من التواصل غير المباشر بعضهم مع بعض؛ خشية أجهزة النظام التجسسية والقمعية، ويمكنني القول إن الوضع بات أكثر من أي وقت مضى يشبه نظام كوريا الشمالية أو نظامَي صدام حسين وآل الأسد”.

 

 

و ختم العتيبي حديثه بالقول: “هنالك أجواء تغيير جذري تلوح في الأفق، ونهاية نظام آل سعود باتت وشيكة حتى قبل وصول بن سلمان إلى الحكم، واستمرار الوضع على حالته الراهنة مُستبعد للغاية. هنالك تصاعد مستمر لرفض الأمة لاستمرار حكم نظام آل سعود أكثر من ذلك”.

وسبق للعتيبي أن قال في بيان وجـهه لشعبه فور خروجه من المملكة: إن “ولي العهد محمد بن سلمان تمادى في الاستخفاف بكم بأن ضرب عرض الحائط بكل المحرمات في الأعراف وفي القيم العربية والمقدسات الإسلامية، فقد انتهك حرمات البيوت، واعتقل النساء من مخادعهن، واعتقل الشيوخ من أسرَّة المرض، واعتقل الأطفال من أحضان أمهاتهم، واعتقل أئمة الحرم الشريف من جوار الكعبة المشرفة، وعذب المعتقلين حتى الموت”.

قد يعجبك ايضا