وكالة الصحافة اليمنية//
قال رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، إن العالم كله يبحث عن حل سياسي للحرب في اليمن، مشيراً إلى أنه بعد أربع سنوات من الحرب بات العالم على قناعة بأن لا حسماً عسكرياً لها. وشدد على أن معالجة قضية الجنوب ليس بانفصاله وإنما بقيام دولة اتحادية من إقليمين.
وفي مقابلة مع صحيفة العرب اللندنية، قال ناصر إن “العالم كله يشعر بفداحة الحرب وبخطورة استمرارها، وبعجز كل الأطراف عن حسمها عسكريا، وسبق أن أكدت أن المنتصر فيها مهزوم. إذن لا بد من حل سياسي وسلمي ووضع نهاية لهذه الحرب المدمرة”.
وأشار إلى أن “كل الأطراف في هذه الحرب باتت على يقين بمثل هذا الحل لقناعتها بأن الحسم العسكري وهزيمة الآخر باتاً مستحيلين، ولا مناص من حل سلمي يضع نهاية للحرب، لكن كما يبدو أن كل طرف يريد حلاً بشروطه هو دون تقديم تنازلات”، موضحاً انه “في الحلول السياسية من هذا النوع لا بد من تقديم تنازلات سياسية وعسكرية، والتنازلات تكون أحياناً مؤلمة لكن لا بد منها، لتجنب كارثة أكبر ولإنقاذ الوطن”.
وفي تعليقه على جدوى جولات الحوار يرى علي ناصر محمد أن جنيف الأولى لم تقدم حلاً. اجتمع الطرفان، واعتبر البعض ذلك فرصة لكنه كان مجرد محاولة لكسب الوقت من ناحية، وإثبات أنه طرف معترف به من المجتمع الدولي لإثبات شرعيته، وليس لتقديم تنازلات، أو القبول بحل، أو صنع سلام”.
في رده على سؤال حول الجدل الذي أثير بشأن تمثيل الحراك الجنوبي في مشاورات جنيف 3 والتي انتهت باستبعاد أي طرف من المشاركة عدا جماعة هادي وأنصار الله، يؤكد علي ناصر محمد، أن القضية الجنوبية هي حجر الزاوية في أي اتفاق للحل في اليمن.
وقال إن “فشل حوار الكويت، وتولت الأمم المتحدة ملف الحرب في اليمن، وتوالى على المنطقة ثلاثة مندوبين للأمين العام وقابلوا كل الأطراف والمعنيين من دول التحالف، وطيفاً واسعاً من السياسيين وأصحاب الرأي من المجتمع المدني بما في ذلك من الحراك الجنوبي. لكن حين التفاوض فقد اقتصر التمثيل على الشرعية وأنصار الله واستبعدت كل الأطراف الأخرى”.
ورأى أنه “لا يمكن إيجاد حل لأزمة اليمن دون إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية. هذه حقيقة ومسلمة يستحيل تجاهلها، وبات المجتمع الدولي يزداد قناعة بها يوماً بعد يوم بدليل أن الممثل الأممي يلتقي بكافة أطراف الحراك الجنوبي ويستمع إليهم وفي مرحلة ما لا بد أن يشتركوا في أي مفاوضات للحل النهائي”.
وفي ما يتعلق برؤيته لمستقبل الحراك الجنوبي في ظل المعطيات السياسية المتسارعة، قال علي ناصر محمد، إنه “جرت محاولات كثيرة لتمزيقه وتشتيته، لكن الحراك الجنوبي هو حركة جماهيرية واسعة وشاملة لا يمكن احتواؤها في عدة مكونات مهما كثرت وحملت من أسماء. إنها قضية شعب. وقضية عادلة لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها وتملك من عناصر القوة والبقاء ما لا يخطر ببال أحد”، مشدداً على أنه “لا خوف على الحراك الجنوبي. عليه فقط أن يحافظ على وحدته، ففي ذلك قوته وانتصاره وفي استمرار صراعاته وخلافاته مقتله. وهذا ما أكدت عليه في لقاءاتي مع المجلس الانتقالي في أبوظبي وبقية القوى الجنوبية الأخرى”.