تحليلات (وكالة الصحافة اليمنية)
يوم بعد يوم تتوالى مفاجآت اليمنيين في معركة المصير مع أذناب وعتاولة طغاة العالم رغم العدوان والحصار في عامهما الرابع، ومع كل خسارة وفشل لقوى العدوان في محاولاتها البائسة يفتح اليمنيون الستار عن سلاح جديد ومفاجأة جديدة ترعب العدوان وتصيب غطرسته في مقتل.
بحر مسجور بالنار
في سياق منظومتها الصلبة والفاعلة في الدفاع عن الوطن ومياهه وشواطئه وموانئه، كشفت القوة البحرية اليمنية الستار عن غيض من فيض قدراتها الدفاعية المذهلة التي تتنامى مع الظروف وتواكب مستجدات المعركة في مرحلتها الاستراتيجية، إذ عرض الإعلام الحربي فيلماً وثائقياً أسماه “البحر المسجور” عرض فيه مشاهد لأول مرة لتصنيع وحدات التصنيع العسكري ألغام بحرية نوع “مرصاد” كاشفاً عن إدخال القوة البحرية لعدد من المنظومات الصاروخية البحرية المتطورة التي قامت بتصنيعها وتطويرها خبرات وكفاءات يمنية بحتة، لم يُعلن عنها حتى الآن، وذلك إلى جانب منظومة “مندب۱” البحرية التي تم الكشف عنها في وقت سابق”.
ملامح الفيلم
يكشف الفيلم كيف تمكّنت القوات البحرية اليمنية في وقت وجيز وبإمكانات وخبرات يمنية من إنشاء مجمّعات للتطوير والتصنيع والبحوث العسكرية، مستعرضاً مشاهد استهداف سفينة الإنزال الإماراتية سويفت التي دمرتها القوات البحرية اليمنية في اليوم الأول من أكتوبر 2016م، وتظهر المشاهد قيام القوات البحرية والدفاع الساحلي بالاشتباك بشكل مباشر مع بقايا طاقم البارجة الإماراتية لأكثر من ثلاث ساعات بعد استهدافها بصاروخ مناسب. كما عرض الفيلم صوراً لـ”سفن حربية” وكذلك ثلاث كاسحات ألغام منها كاسحة تسمى “القانصة” تم تدميرها وإخراجها عن الخدمة، كما تظهر الصور كاسحة الألغام “القانصة” وهي تغرق عقب الهجوم عليها.
واستعرض الفيلم “عدداً”ً من العمليات التي نفذتها القوات البحرية والدفاع الساحلي قبالة السواحل اليمنية وفي ميناء المخاء والتي جاءت ردّاً على مجازر العدوان بحق الشعب اليمني منذ مارس 2015م.
دفاعات رادعة
تمتلك القوة البحرية اليمنية منظومات صواريخ فتاكة منها ما دخل الخدمة ومنها لم يكشف الستار عنه بعد، ومن أبرز الصواريخ الفاعلة الصواريخ المضادة للسفن والبوارج والناقلات من طراز أرض، وتعدّ منظومة “مندب ۱” من أحدث المنظومات التي تم تطويرها لتصل مدى أكثر من 300 متر، وقد أبلت بلاء حسناً في معارك البحر الأحمر وحصدت الكثير من القطع البحرية السعودية والإماراتية.
زوارق ملتهبة
وبقياس مدى التطوير والتحديث التكنولوجي والعسكري للبحرية اليمنية نجد إنتاجها للزوارق الحربية بسرعتها الخارقة وقدرتها على المناورة والقيام بعمليات هجومية ضد ما يقف في طريقها من قطع بحرية معادية، وتحمل على متنها أيضاً أفراداً مقاتلين لتنفيذ أهداف في الشواطئ والسواحل وفي عمق المياه طولاً وعرضاً.
ألغام المرصاد
وهي أبرز ما جاء في عملية البحر المسجور مؤخراً وعرفت بـ “المرصاد” في إطار الأسلحة الدفاعية للقوة البحرية اليمنية، ومن صور المشاهد تظهر فاعليتها المرعبة من خلال قوتها التدميرية، أضف إلى ذلك مهامها الدقيقة والمزدوجة الفعالة حسب الحاجة، فهناك ألغام منها تؤدي مهمتها بالانفجار فور اتصالها بجسم الهدف، والنوع الآخر مزود بتقنيات حساسة لتنفجر في عمق معين ومحدد تحت ضغط دقيق تحدثه البوارج والسفن بأوزانها المختلفة.
الرسالة اليمنية الأقوى
نستطيع القول إنه ومع هذه النقلة النوعية المتسارعة للقوات البحرية اليمنية، تغيّرت معادلات المعركة البحرية واختلفت قواعد الاشتباك، وأصبحت أهداف المعركة تحمل بعداً استراتيجياً رادعاً، ورسالة قوية لقوى العدوان ولدول الإقليم التي تسرح وتمرح في المياه الدولية المتاخمة للمياه اليمنية، ومن حق هذه الدول أن تعلن قلقها وتمارس المزيد من الضغط على الرياض وأبو ظبي في اتخاذ موقف من العدوان على هذا البلد المنكوب والبحث عن حلول أخرى بعيداً عن الحسم العسكري الذي هو الآخر أثبت فشله الذريع أمام البطولات اليمنية بأبطالها الأساطير.
المصدر : الوقت التحليلي