المصدر الأول لاخبار اليمن

“لحساب المواطن” أم “على حساب المواطن”؟!

وكالة الصحافة اليمنية:

تبقى مسألة الفقر وتردي الواقع الاجتماعي من المسكوت عنه في المملكة العربية السعودية، لكن المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان فيليب ألستون تحدث خلال زيارته السعودية في أبريل/نيسان 2017 عن  مشاهدات “صادمة”.

وبرغم هذا تتجه السعودية نحو موجة جديدة من الارتفاعات السعرية لم تشهد لها المملكة مثلاً من قبل، ومقابل هذا أعلن أول برنامج دعم نقدي للسعوديين “حساب المواطن”، عبر حسابه في “تويتر”، بدء إيداع مبالغ الدعم المالي، حسابات المستحقين خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس.

وأضاف القائمون على برنامج “حساب المواطن” أن الحد الأدنى بحسب السياسات المعتمدة هو 300 ريال (80 دولارا) للأسرة الواحدة والفرد المستقل.

وكانت الحكومة السعودية قد خصصت في موازنة العام المقبل 2018، نحو 32.4 مليار ريال (8.64 مليار دولار).

ولا تتوفر أرقام رسمية دقيقة عن نسبة الفقر والبطالة في المملكة، ولا تشير بيانات المؤسسات الدولية إلى هذا الموضوع لاعتبار التكتم الشديد من قبل الدوائر الرسمية السعودية، لكن التقديرات والشواهد تشير إلى تفشي مشكلة الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي والمناطقي في أرض الذهب الأسود خلال السنوات الأخيرة.

وقال وزير العمل السعودي علي الغفيص، الثلاثاء الماضي، إن أكثر من 3 ملايين و700 ألف أسرة بإجمالي 13 مليون شخص سعودي، سجلوا في برنامج الدعم النقدي “حساب المواطن، أي قرابة 64 بالمائة من المواطنين.

و”حساب المواطن” هو برنامج أقرته الحكومة السعودية، يستهدف الفئات متوسطة وقليلة الدخل من المواطنين.. سيمنح المستفيدون كما تقول الحكومة السعودية مبالغ مالية لمواجهة الارتفاعات المرتقبة في أسعار الوقود والكهرباء والمياه، وحزمة من الضرائب والرسوم على السلع والخدمات.

وقرر مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء الماضي، الموافقة على ضوابط الدعم المقدم من خلال برنامج “حساب المواطن”، على أن تكون أول دفعة من الصرف الأسبوع المقبل، 21 من الشهر الجاري.

واختلف مغردون على صفحة “حساب المواطن” بين مؤيد ومعارض للمبلغ إذ اعتبره البعض ضئيلا لا يتناسب مع ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء.

الجدير بالذكر ان موجهة الارتفاعات المرتقبة في أسعار الوقود والكهرباء والمياه، وحزمة من الضرائب والرسوم على السلع والخدمات، والمبنية اساساً على كاهل المواطن السعودي، الموظف بنسبة كبيرة حيث سيتم تحميل المواطن السعودي فارق الارتفاعات، على حساب دخله الشهري الذي سيفقد المواطن السعودي ما نسبته أكثر من 40% من راتبه مقابل تعويضه بمبلغ زهيد من حساب مواطن لا يتجاوز10% مما سيتم اضافة فوق الاسعار المرتقبة في السعودية.

في حين  اعتبر الكثيرين ان حساب مواطن ماهي الا عملية تخدير للشعب السعودي لجحم الالم الذي سيتعرض له جراء الارتفاعات السعرية المرتقبة، سجني منها الشعب السعودي الاثر السيء في حياته المعيشية التي ستجعل أكثر من 60% من الشعب السعودي تحت خط الفقر بالتدرج عاماً عن عام.

وتحتل السعودية المرتبة الأولى عالميا في إنتاج النفط، بنحو عشرة ملايين برميل يوميا وراكمت ثروة هائلة، لكن هذه المداخيل الضخمة -وإن تناقصت في السنوات الأخيرة جراء تراجع أسعار النفط- لم تمنع من تسلل الفقر إلى فئات واسعة من المجتمع السعودي.

وفي غياب المعلومة من مصادر رسمية -أو تغييبها- يمكن استقراء تفشي ظاهرة الفقر من التقارير غير الرسمية وبعض الإجراءات الحكومية، ومن بينها تخصيص الموازنة العامة للسعودية لعام 2014 مبلغ 29 مليار ريال سعودي (نحو7.7 مليارات دولار) لبرامج معالجة الفقر، والمخصصات السنوية المتعلقة بالأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والضمان الاجتماعي.

وأكدت تقارير غير رسمية في العام 2003 أن نسبة الفقر في المملكة بلغت 12.5%، لكن أرقاما أخرى تشير إلى أن نسبة الفقراء تصل 25%. ويبلغ عدد السكان في البلاد 31.7 مليون نسمة، بينهم  11.7 مليونا من الأجانب، بحسب أحدث بيانات لهيئة الإحصاء السعودي

قد يعجبك ايضا