هل قنابل التحالف “العنقودية” صناعة سعودية؟!
وكالة الصحافة اليمنية: خاص/
مع كل صاروخ باليستي تطلقه القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية إلى داخل العمق السعودي، وخاصة الصاروخين الأخيرين اللذان وصل الأول قبل أكثر من شهر إلى مطار الملك خالد بالعاصمة الرياض، ثم الثاني الذي استهدف قصر اليمامة في قلب العاصمة السعودية، يتعالى عويل الدبلوماسيين السعودية واعلامهم ومرتزقتهم في الداخل اليمني، فضلاً عن الدول الكبرى والمنظمات واللجان الأممية وأخرى لا وزن لها.. وجميعهم يحاول التأكيد بالبراهين الدامغة أن تلك الصواريخ إيرانية الصنع.
فلتكن صواريخ اليمن الباليستية صناعة إيرانية.. لن يتغير شيء في مشهد الحرب التي فرضتها السعودية وحليفاتها على اليمن، ستواصل قوى الشر تلك توجيه قصفها “الدقيق” وبصواريخها وقنابلها “الذكية” المحرمة دولياً فوق أجساد الأطفال وفي ذات مواقع البنى التحتية ،فضلاً عن الأسواق الشعبية ومواكب الأعراس والمنازل الآمنة.. ثم هل لدى السعودية سلاحاً محلي الصنع لتشتكي من تسليح خصومها، أم أنها عاجزة حتى في استخدام ترسانة الاسلحة التي اشترتها من كل عواصم الشر العالمية ؟!.
كل الشر والحقد الذي تمطره قوى تحالف العدوان على “اليمنيين” عبر غارات بعشرات الآلاف منذ ألف يوم” ويوم”، زادتهم تصميماً على مواصلة كفاحهم المشروع ضد التبعية السعودية التي هي سبب كل بلاء في اليمن منذ نشأتها ككيان سرطاني قبل أكثر من 80 عاماً في جسد الأمة العربية .
جارة السوء التي تضرب اليمن بمختلف أنواع الاسلحة المتطورة والفتاكة، و كلفتها أكثر من بليون دولار من دول عدة كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وحتى البرازيل.. ها هي اليوم تهان و تشتكي من صفعات بركانية خدشت عاصمتها الاسمنتية الزجاجية، و تحاول جاهدة التأكيد على أن إيران مصدر تصنيعها وتركيبها وإطلاقها.
حسناً، لماذا لا تختصر السعودية – ومعها الإمارات – الوقت على نفسها، وتقوم بتوجيه ضربة تأديبية لطهران بدلاً عن إضاعة الوقت بعويل غير مجدي.. أم أن الرياض وأبوظبي متخصصتان في شن حروب تدميرية ضد “المدنيين” الذين لا تخطئهم أبداً وتصيبهم في مقتل دائماً وآخرهم مساء يوم أمس الاول الثلاثاء حين قتلت 15 شخص من عائلة واحدة في قصف طال طيران “التحالف” على منزل المواطن علي بن علي السوادي في منطقة عيبة بمحافظة شبوة.
بدورها أميركا، تضحك على النظام السعودي ، فتدلي بتصريحات تتهم فيها إيران بتزويد أنصار الله بالصواريخ الباليستية التي تشتكي منها الرياض، بالرغم من أن أميركا ذاتها قالت قبل قرابة العامين ونصف أنها منحت قوى التحالف بقيادة السعودية خارطة بنك الأهداف الاستراتيجية، وقد تم دكها بأكملها.. فمن أين جاءت تلك الصواريخ، وقوى التحالف متحكمة وراصدة لكل مداخل ومنافذ اليمن براً وجواً وبحراً؟!..
محاولة النظام السعودي التقليل من إمكانيات الجيش اليمني في التطوير والتصنيع الحربي، هو هروب من الاعتراف بالهزيمة رغم فارق الإمكانيات التي من المفروض أن تصب في مصلحة السعودية وتجعلها تكسب حربها الظالمة على اليمن بصورة سريعة.. وذاك ما كان يتوقعه تحالف العدوان والعالم كله.. لكن الجيش اليمني واللجان الشعبية غيرت المعادلة بصورة مدهشة.
بدورها إيران التي لا تحضر مع “اليمن” إلا بتصريحات دبلوماسية استهلاكية، تنفي باستمرار دعمها لأنصار الله.. وبأن ايران لا تربطها صلات عسكرية مع اليمن كما أن إمكانية نقل السلاح إليها في ظل الحصار الشديد أمر غير وارد في كافة الأحوال.
المثير للسخرية أن أميركا كلما قالت أنها تملك أدلة دامغة – ملوحة بقطعة حديد من شظايا الصاروخ – على أن إيران هي التي صنعت الصواريخ التي تطلق على الرياض، يتم الإعلان عن صفقة تسليح ضخمة بين واشنطن والرياض في ابتزاز واضح للخوف السعودي وعجزهم في إدارة معركة غرقوا في تفاصيلها واستنجدوا بالقنابل العنقودية التي اشتروها من واشنطن وبقية عواصم العالم الكبرى لتقتل الأطفال والنساء والعجزة في اليمن.
وفي اختصار للجدل غير النافع، تبدو حقيقة المشهد جلية في ما قاله المتحدث باسم القوات المسلحة الايرانية مسعود جزائري تعليقاً على كلام الخارجية الأميركية حين وصف تصريحاتها في إطار عدم معرفتها وإدراكها للشئون العسكرية والتسليحية المستوى المتقدم للتكنولوجيا الصاروخية اليمنية. .وأنه – ومازال الكلام لجزائري – لو أدرك الأميركيون لكانوا امتنعوا عن تصريحاتهم المضحكة.
ما هو أكيد أن الجيش اليمني واللجان الشعبية لم ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الجرائم الشنعاء التي يقترفها تحالف العدوان بمباركة أميركية بحق الشعب اليمني، وسيستمرون مجتهدين للحصول على أسباب القوة التي ستطال عواصم العدوان.. فواقع المنطقة قبل ألف يوم لن يكون كما بعدها.