حرب اليمن المنسية تعود إلى الأضواء الدولية مجدداً
تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية ارتفعت في الأيام القليلة الماضية الأصوات الغربية الرسمية التي تطالب بوضع حدّ للحرب السعودية على الشعب اليمني والتي أدّت إلى تدمير كبير للبنية التحتية اليمنية وخلّفت آلاف الضحايا المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، بعد أن أدركت واشنطن أن الحرب ستراوح مكانها وسط عجز النظام السعودي والإماراتي عن تغيير ميزان القوى لمصلحتهم […]
تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية
ارتفعت في الأيام القليلة الماضية الأصوات الغربية الرسمية التي تطالب بوضع حدّ للحرب السعودية على الشعب اليمني والتي أدّت إلى تدمير كبير للبنية التحتية اليمنية وخلّفت آلاف الضحايا المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، بعد أن أدركت واشنطن أن الحرب ستراوح مكانها وسط عجز النظام السعودي والإماراتي عن تغيير ميزان القوى لمصلحتهم على الأرض.
ففي واشنطن كان لافتاً حديث وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، المهدد بأن يفقد منصبه خلال الفترة القادمة، عن ضرورة وقف حرب اليمن خلال شهر من الآن، ماتيس وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب السعودية على اليمن قبل أكثر من 4 أعوام، دعا إلى وقف لإطلاق النار في اليمن وحضور جميع أطراف النزاع إلى طاولة مفاوضات في غضون الثلاثين يوماً المقبلة، بعد نحو أربعة أعوام من الحرب الدائرة هناك والتي نتج عنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق ما قالت الأمم المتحدة.
وقال ماتيس خلال مؤتمر في واشنطن: “نريد رؤية الجميع حول طاولة مفاوضات على أساس وقف إطلاق النار”، مضيفاً: “علينا أن نقوم بذلك في الثلاثين يوماً المقبلة وأعتقد أن السعودية والإمارات على استعداد للمضي في الأمر”.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن وقف إطلاق النار يجب أن يتم على قاعدة انسحاب المتمردين الحوثيين من الحدود مع السعودية ثم وقف قصف التحالف الذي تقوده الرياض والمدعوم من واشنطن.
وتابع ماتيس: إن وقف المعارك سيتيح لمبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، “جمع” مختلف الأطراف “في السويد” دون أن يحدد بدقة مكان الاجتماع ومن سينظمه.
مبادرة ماتيس
واشنطن على لسان ماتيس نفسه قدمت صيغة للتسوية في اليمن تتضمن بندين رئيسيين يعتبران إطاراً تفاوضياً: أولهما أن تكون الحدود خالية من الأسلحة وألّا يكون هناك شيء أكثر من الجمارك وشرطة الحدود، أما الثاني فهو نزع الأسلحة الثقيلة باعتبار لا حاجة للصواريخ في أي مكان من اليمن، لأن لا أحد سيغزو اليمن.
مبادرة ماتيس تعتبر إعادة لمقترحات وزير الخارجية السابق جون كيري ورُفِضت تلك المبادرة من الجانبين في ذلك الوقت، باعتبارها تسعى إلى إضعاف الدولة اليمنية والحكومة المركزية وتتضمن بنوداً خطيرة متّصلة بمستقبل اليمن السياسي وشكل الدولة المنشودة فيه، بنود لا يمكن – من وجهة نظر القوى الوطنية في صنعاء – اعتبارها أساساً للمفاوضات.
وفي السياق ذاته دعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الأربعاء، إلى وقف الأعمال القتالية في اليمن وقال إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية ينبغي أن تبدأ الشهر المقبل، وأوضح بومبيو في بيان أنه ينبغي أن تكف حركة أنصار الله عن تنفيذ ضربات صاروخية ضد السعودية والإمارات، وإنّ على التحالف بقيادة السعودية أن يتوقف عن شن ضربات جوية على كل المناطق المأهولة باليمن.
أصوات في القارة العجوز تناشد وقف الحرب
وفي القارة العجوز، تقاطع كلام المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم الأوروبيين، إذ دعت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، أمس الثلاثاء إلى إيقاف حرب اليمن مكررة استنكارها للأزمة الإنسانية في هذا البلد، وأضافت الوزيرة الفرنسية لقناة “بي اف ام” التلفزيونية وإذاعة “ار ام سي”، “حان الوقت لتتوقف هذه الحرب ومن المهم أيضاً وهذه هي الأولوية بالنسبة إلى فرنسا أن يتحسّن الوضع الإنساني وأن يتم تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية“.
ونفت الوزيرة الفرنسية مجدداً أن يكون التحالف بقيادة الرياض يستخدم أسلحة فرنسية ضد الشعب اليمني، وقالت “لقد بعنا منذ زمن أسلحة إلى السعودية والإمارات، ما يمكنني أن أقوله لكم، وفق معلوماتي، إن الأسلحة التي تم بيعها مؤخراً لا تستخدم ضد السكان المدنيين”، وأشارت إلى أن فرنسا هي “مزود متواضع نسبياً” للسعودية بالأسلحة.
وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل التي ترأس الاتحاد الأوروبي حالياً قالت أيضاً: إن على الاتحاد الأوروبي وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، لافتة إلى أن الاتحاد سيساعد في إنهاء الحرب البشعة في اليمن.
ويرى المراقبون أن قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ألقت الضوء من جديد على حرب اليمن المنسية والانتهاكات السعودية المتواصلة بحق هذا البلد العربي الفقير، ما جعل الساسة الغربيين أمام أزمة حقيقية داخلية في بلادهم من جراء السكوت عن الفظائع التي يمارسها النظام السعودي في المنطقة، وعليه فإن واشنطن تسعى جاهدة لتخفيف الضغوط المحدقة بالرياض بطرق شتّى، يبدو أن من بينها إعادة تحريك الملفّ اليمني أو على الأقل إحداث فقاعة وضجة إعلامية بغرض تحويل الأنظار عمّا تواجهه السعودية بقضية خاشقجي.