تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
تواجه مؤسسة «غولدمان ساكس» المالية، إحدى أكبر المؤسسات الاستثمارية في الولايات المتحدة، واحدة من أكبر الفضائح في تاريخها، وهي عملية تزوير دولية بمليارات الدولارات، قال المحقّقون إنّ العقل المدبّر لها مموِّل بارز «مهتمّ بهوليوود»، وتم تنفيذها بمساعدة مصرفيّين من شركة «وول ستريت»، وفق ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
في تقرير نُشر أمس، أفادت الصحيفة بأنّ ممثلي الادّعاء الفدرالي في الولايات المتحدة كشفوا عن إقرار مسؤول مصرفي سابق في «غولدمان ساكس» بالذنب، وإعلان توجيه اتّهامات بالرشوة وغسيل الأموال ضدّ مصرفي آخر، كجزء من تحقيقٍ جارٍ في اختلاس مليارات الدولارات من صندوق استثماري تديره الدولة في ماليزيا. وهي اتهامات جنائيّة وجّهتها أمس وزارة العدل الأميركية، وتتعلّق بفضيحة قديمة طاولت صندوق الثروة السيادية الماليزي «1 إم دي بي» (1Malaysia Development Berhad, or 1MDB)، الذي أسّسه رئيس الوزراء السابق، نجيب عبد الرزاق، بعيد وصوله إلى السلطة في عام 2009 بحجة «تحديث ماليزيا».
الادعاء وجّه أيضاً اتّهامات ضدّ المدعو لو تايك جو (36 عاماً)، المعرف باسم جو لاو، وهو رجل أعمال وخبير مالي ماليزي يُعتقد أنّه سرق بعض الأموال وأنفق ملايين من الدولارات على الهدايا للمشاهير، مثل الممثل ليوناردو دي كابريو، وعارضة الأزياء ميرندا كير. وبحسب تقرير «نيويورك تايمز»، فإنّ الأموال التي سرقها لاو تم استخدامها لشراء لوحة لبيكاسو وعقود من الألماس وحقائب «هيرميس بيركين»، بالإضافة إلى تمويل فيلم هوليوود الشهير «ذئب وول ستريت». كما اتّهمت وزارة العدل لاو بالتفاهم مع المسؤولَين السابقَين في «غولدمان ساكس» المذكورَيْن، أحدهما المدير السابق للمجموعة في جنوب شرق آسيا ويدعى تيم ليسنر (48 عاماً)، لتبييض «مليارات الدولارات» التي يُعتقد أنه تم اختلاسها من صندوق الاستثمار «1 م دي بي». أما المسؤول الثاني، قالت الصحيفة إنه يدعى روجر نغ (51 عاماً)، فيواجه 3 تهم جنائية بينها دفع رشى لمسؤولين في ماليزيا وأبو ظبي.
ووفقاً لوثائق محكمة اتحادية في شرق نيويورك، قام المصرفيان السابقان بدفع رشى لقادة ومسؤولين في الحكومة الماليزية للحصول على صفقات اكتتاب على سندات بقيمة 6 مليارات دولار لـ«غولدمان ساكس»، التي حققت 600 مليون دولار كرسوم. وذكرت وزارة العدل، في بيان، أنّ نغ وليسنر كانا يعلمان أنّ لو تايك كان على علاقة وثيقة بهؤلاء المسؤولين الحكوميين، الذين تم استخدامهم لمصلحة «غولدمان ساكس».
وتشير التسريبات إلى أن لاو، القريب من عبد الرزاق والذي لم يكن يشغل أي منصب رسمي، شارك في تأسيس الصندوق السيادي ولعب دوراً في القرارات المالية للصندوق.
بالنتيجة، قالت وزارة العدل إن ليسنر اعترف بأنّه مذنب في ما يتعلّق بالتآمر لغسل الأموال وانتهاك قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة، وأصدرت بحقه أمراً بمصادرة 43.7 مليون دولار منه «نتيجةً لجرائمه».
كما تم اعتقال نغ، في وقت مبكر من يوم أمس في ماليزيا، في حين لا يزال الخبير الماليزي، جو لاو، فاراً من العدالة ومتوارياً عن الأنظار، وفق بيان الوزارة.
«غولدمان» تصرف مسؤولاً بارزاً
من جانبٍ آخر، يفيد تقرير «نيويورك تايمز»، نقلاً عن السلطات الأميركية، بوجود «مسؤول تنفيذي رفيع المستوى» في إدارة عمليات الشركة في آسيا «كان على علم بالمخطّط» الذي تهرب من أنظمة «غولدمان» للكشف عن دفع الرشى. هذا الشخص، الذي بقي مجهول الهوية في ملفات المحكمة، لم يتم توجيه أي اتهام له. لكن ثلاثة أشخاص على دراية بالقضية قالوا إن المسؤول يدعى أندريا فيلا، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الخدمات المصرفية الاستثمارية الآسيوية في «غولدمان».
ولأن المصرف لم يكن يتوقّع أن يتورّط أحد موظفيه الحاليين النافذين (ليستر غادر الشركة في عام 2016 بعد شيوع الفضيحة لأول مرة)، قالت الصحيفة إن «غولدمان» طردت أمس السيد أندريا فيلا، نقلاً عن مصدر مطّلع «لم يكن مخوّلاً بالتحدث علناً».