صحيفة تركية تخاطب بن سلمان: الفيلم ما يزال في بدايته
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية// قالت صحيفة “يني شفق” التركية إن المقال الذي كتبه الرئيس “رجب طيب أردوغان” في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية سيهز قريبًا أعمدة قصر اليمامة في الرياض. وأضافت الصحيفة، في تقرير لها تحت عنوان “أيها الأمير.. الفيلم ما زال في بدايته” أن أنقرة التي تستثني تورط الملك “سلمان بن عبدالعزيز” في قتل […]
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة “يني شفق” التركية إن المقال الذي كتبه الرئيس “رجب طيب أردوغان” في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية سيهز قريبًا أعمدة قصر اليمامة في الرياض.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها تحت عنوان “أيها الأمير.. الفيلم ما زال في بدايته” أن أنقرة التي تستثني تورط الملك “سلمان بن عبدالعزيز” في قتل الصحفي “جمال خاشقجي” ربما تشنّ هجمات جديدة ضد البيت الأبيض الداعم لولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” الذي أشار إليه “أردوغان” بقوله “أمر إعدام خاشقجي صدر من أعلى منصب”.
واعتبرت الصحيفة أن قتل “خاشقجي” داخل القنصلية السعودية في إسطنبول مطلع الشهر الماضي، يمكن أن يقضي بالكامل على التحالف المكون ضدّ تركيا.
ورأت الصحيفة أن كلمات “أردوغان” ضمن الجهود التي تبذلها أنقرة للفت انتباه العالم تجاه الجريمة الوحشية وإماطة اللثام عن العقلية المدبرة لها أمام الرأي العام ما هي إلا بمثابة العرض التمهيدي للفيلم الذي لم يعرض بعد.
وشبهت الصحيفة الجريمة بفيلم “Pupl Fiction” (رواية رخيصة) كما عبر عن ذلك مسؤول تركي حكى “تلك اللحظات” لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بل إن كل لحظة من لحظاتها مسجلة.
وأكدت أن أنقرة تعلم جيدًا من أصدر أمر قتل “خاشقجي”، وتنفيذ فكرة خنقه، وتمزيق أوصاله ولديها حتى أدق التفاصيل عما حدث داخل القنصلية، ولهذا ربما تبادر قريبًا إلى شنّ هجمات جديدة ضد لامبالاة البيت الأبيض الذي يدعم “النظام السعودي القمعي” ويساهم في صموده أكثر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المعروف أن “سعود القحطاني”، أحد أهم اللاعبين المساعدين في تلك العملية الوحشية، هو مستشار “بن سلمان” وذراعه اليمنى.
ولفتت إلى أن اللاعب الآخر هو “أحمد عسيري”، الجنرال الذي شكل فريق الاغتيال وأرسله إلى إسطنبول، كما أنه هو من قام بتعيين خبير الطب الشرعي “صلاح الطبيقي” الذي أمر فريقه بسماع الموسيقى في “هدوء وسكينة” بينما كانوا يقطعون جثة “خاشقجي” بعد خنقه، بعد بدء عملية التقطيع من أصابعه.
تخلّ عن ابنك أيها الملك
وقالت الصحيفة إن الجميع يعلم أن ولي العهد السعودي تعاون مع نظيره الإماراتي “محمد بن زايد” في كل عملية مدعومة من واشنطن وتل أبيب، بما في ذلك محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف 2016.
ومضت بالقول: “نحمل جميعًا شغفًا حول ما إذا كان سيبقى في منصبه عند الكشف عن أدلة جديدة حول الجريمة أمام الرأي العام العالمي”.
واعتبرت أن “جاريد كوشنر” صهر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، والذي يعتبر من مؤسسي المحور السعودي – الإماراتي – المصري المعادي لتركيا، سيجد صعوبة بالغة في إنقاذ صديقه وخليله “بن سلمان”.
ونوهت الصحيفة أن الرسائل التي يبعث بها “أردوغان”، ولا تقصي الرياض بالكامل بل تؤكد على عمق العلاقات التركية – السعودية، تدعم الملك “سلمان” والد ولي العهد ليتولى مهمته بصفته “خادم الحرمين الشريفين”.
وقال “أردوغان” في مقاله: “مستحيل أن أؤمن بأن خادم الحرمين الملك سلمان هو من أصدر أمر قتل خاشقجي. ولهذا لا يوجد أي سبب لنؤمن بأن هذه الجريمة تمثل السياسة الرسمية للمملكة”، وهو ما قصد أن يخاطب الملك مجازا: “إذا كنت صديقًا لتركيا فتخلص من ابنك”.
وأردفت الصحيفة: “سنرى بوضوح خلال الأيام القليلة المقبلة ما سيحدث إذا ما قوبلت دعوة أردوغان بالتجاهل من قبل الملك الذي قال (تركيا شقيقتنا) وتدخل وأرسل وفدا إلى أنقرة للمشاركة في تفتيش مسرح الجريمة”.
أعين الجميع مصوبة نحو تركيا
ولا يزال “ترامب” يدعم “بن سلمان” بالرغم من معرفته جيدا بأن تركيا تمتلك أدلة دامغة حول الجريمة بعدما سمع كلا من وزير خارجيته “مايك بومبيو” ورئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية “جينا هاسبل” التسجيلات الصوتية التي لدى أنقرة.
وأكدت الصحيفة أن أنظار الغالبية العظمى من وسائل الإعلام والرأي العام في الولايات المتحدة، التي ستشهد انتخابات الكونغرس بعد يومين، ستتجه صوب “الأدلة الجديدة التي سيعلنها المسؤولون الأمنيون في تركيا”.
وشددت على أن “أردوغان” سيلعب بما في يديه من أوراق بشكل صريح إذا ما استمرت المساعي الرامية لحماية قتلة “خاشقجي”، ذلك أن إدارة الرياض، التي اعترفت بأن رجالها ارتكبوا الجريمة بشكل مدبر، عجزت عن تقديم أي معلومات حول مكان جثة “خاشقجي” بالرغم من كل التحذيرات.
ولفتت إلى أن هناك شبه إجماع على أن سبب التهرب السعودي هو “اضطرار من لا حيلة له”؛ إذ إن جثة “خاشقجي” أذيبت بالكامل باستخدام الحمض.
واعتبرت الصحيفة التركية أن كل شيء في المنطقة لن يكون كما في السابق قبل الجريمة، وهو ما تقوله “واشنطن بوست” التي كان يعمل بها “خاشقجي”.