تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
لم يمضي أكثر من 6 ايام على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي ماتيس بضرورة اجتماع اطراف الصراع في اليمن خلال 30 يوماً ، لإنهاء الحرب، حتى اطلق ترامب من جهته تصريحات انتقد فيها لأول مرة جريمة قتل اطفال ضحيان في الـ9من سبتمبر الماضي، الأمر الذي يعد إقراراً من قبل الرئيس الأمريكي بوجود جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية يرتكبها التحالف ضد المدنيين في اليمن، حيث قال ترامب واصفاً جريمة اطفال ضحيان خلال حديثه مع صحيفة “اكسيوس ” أن ( جريمة اطفال ضحيان امر “مروع ” وأضاف أن كلمة مروع، لا تكفي لوصف ما يشعر به تجاه الجريمة) .
وفي سياق حديثه للصحيفة قال ترامب أن ” السعوديون لا يجيدون استخدام السلاح الامريكي” الأمر الذي اعتبره كثير من المراقبين بمثابة اعلان تنصل واشنطن من الجرائم التي ارتكبها التحالف في اليمن.
لكن مالذي جعل واشنطن تفيق على مسألة جرائم الحرب ، وضرورة انهاء الصراع في اليمن، و الحرب توشك على دخول عامها الخامس.
حول هذا الموضوع يرى عدد من المراقبين السياسيين أن الولايات المتحدة بدأت عملياً بالتخلي عن بعض اذرعتها المستهلكة في المنطقة العربية وعلى رأسها النظام السعودي، الذي تم استنفاذ جميع خدماته في المنطقة واصبح وجوده بالنسبة للأمريكيين مدعاة للقلق ، خصوصاً أن النظام السعودي أخفق في تحقيق الأهداف المطلوبة منه في المنطقة العربية ، وعلى رأسها اليمن، وبات لزاماً على الأمريكيين انتهاج سياسات اخرى توحي للجميع بأن واشنطن ليست مصدر الشر في المنطقة العربية ، بما يتيح للأمريكيين فرص لإقامة علاقات مع محور المقاومة الذي اثبتت الوقائع أنه لم يعد بالإمكان تجاهله، وبما يؤدي إلى احتفاظ واشنطن بشيء من مصالحها في المنطقة .
ويرى عدد من المراقبين أن واشنطن اصبحت ترى الآن أن هناك اموال يتم اهدارها في الحرب على اليمن دون تحقق تلك الحرب الأهداف المرجوة منها في ظل صمود اليمنيين وتنامي قدرتهم العسكرية ، وأن الأموال التي تنفق في هذه الحرب يمكن الاستفادة منها بالنسبة لواشنطن في مجالات اخرى ، بعد اثبتت الوقائع أنه لم يعد أمام التحالف أي فرصة في تحقيق أي انتصارات عسكرية في اليمن، وأن أي اطالة في امد هذه الحرب لن يؤدي سوى إلى مزيد من الخسائر المالية للولايات المتحدة، التي تعتبر أموال السعودية والخليج اموالاً امريكية.
ويرى بعض المحللين السياسيين أن واشنطن لن تتعرض لأي خسائر اقتصادية جراء التصدع المرشح للتصاعد في علاقتها مع السعوديين ، فواشنطن هي من تبادر إلى انتقد المملكة السعودية بأقذع الأساليب ، ودون أي تحفظات ،الأمر الذي يحمل في طياته مؤشرات عن نوايا أمريكية تجاه اتباعها القدامى في المنطقة ، فقد سبق لترامب أن اعلن في الـ23من اكتوبر الماضي، أن المملكة السعودية “كانت” حليفاً جيداً قدم الكثير من الخدمات لإقامة “دولة اسرائيل”، وهي مسألة عدها الكثير من المراقبين السياسيين على انها إيحاء بأفول زمن الخدمات السعودية للأمريكيين، وربما أفول المملكة السعودية برمتها من الخارطة، وهي وجهة نظر تتطابق مع الوقائع الحاصلة في جسد المملكة التي باتت مجردة من كل اسباب القوة الذاتية، واصبحت رهينة بلا حول ولا قوة بيد الأمريكيين .
حيث يمكن للأمريكيين أن يحققوا الاستفادة من الكيانات النفطية العربية سواء كانت في اطار دولة واحدة مثل (المملكة السعودية) أو تم تمزيقها إلى عدة كيانات نفطية صغيرة ، ففي كل الحالات تعتقد واشنطن أن كل اموال تلك الكيانات الصغيرة التي ستنشئ مكان المملكة السعودية ستصب داخل الخزانة الأمريكية.