الحديدة عبوة ناسفة لم تتفجر بعد ..!!
تقرير خاص // وكالة الصحافة اليمنية // تزامنًا مع الهبوط الاقتصادي للدولار الأمريكي والريال السعودي من جهة وارتفاع الأصوات الغربية الرسمية لوقف الحرب على اليمن من جهة أخرى، وعلى ضوء حكومة هادي الجديدة الرؤى والاطروحات ومن وخلفها التحالف في فرض عملية جديدة بعد فشل الحصار الاقتصادي الذي رأس الرهان لإخضاع واركاع الشعب اليمني. اليوم يتم […]
تقرير خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
تزامنًا مع الهبوط الاقتصادي للدولار الأمريكي والريال السعودي من جهة وارتفاع الأصوات الغربية الرسمية لوقف الحرب على اليمن من جهة أخرى، وعلى ضوء حكومة هادي الجديدة الرؤى والاطروحات ومن وخلفها التحالف في فرض عملية جديدة بعد فشل الحصار الاقتصادي الذي رأس الرهان لإخضاع واركاع الشعب اليمني.
اليوم يتم التصعيد العسكري وحشد كل القوى في الداخل والخارج بقيادة الأمارات والسعودية، على مختلف الجبهات عامة وجبهة الساحل الغربي خاصة، محاولين بذلك فرض استراتيجية جديدة علها تخرج التحالف من الإفلاس والمأزق الذي يعيشه منذُ أربعة أعوام تكبد فيها خسائر مالية وبشرية وآلية لم يكن داعي لها بأن تنتهي في حرب مع أبناء جلدتهم وعروبتهم في اليمن.
يحاول التحالف العالمي أن يخلط الأورق على المسرح الميداني وفي الصعيد الإعلامي وعلى رأس الهرم الدولي للأمم المتحدة، كما فعل قبل أشهر أثناء التصعيد الأخير على الحديدة، ليأتي في مرحلة جديدة حامل بكل ثقلًه أذيال الخيبة الأخلاقي في قتل أطفال اليمن وتدمير مزارع ومساكن ومؤسسات وممتلكات اليمنيين، والعار الأسود في جبين قواهم العسكرية التي طالما تباهت القوات الغربية بـ قواتها وتكنولوجيتها وتطوراتها التي اصطدمت بجبال ورجال اليمني الصماء وتقوقعت في بؤرة السقوط العالمي والذل والخزي الإنساني أمام كل شعوب العالم.
أربعة أعوام، لم يدرك فيها التحالف مدى استعداد القوات اليمنية ممثلة ” بالجيش وأنصار الله ( الحوثيين ) ” لمعركة الحديدة التي لا زالوا يراهنون عليها ويكابرون بقواهم الجمة العدد والعُدة والهزيلة الإرادة والحُجة، ولعل البعض من الدول المشاركة في عدوانهم ادركت في الآونة الأخيرة ماذا تعني معركة الحديدة، إلا أن نعاج الخليج لم يعو ذلك رغم الخسائر المهولة التي يتكبدونها ليل نهار.
فلم تكن الدعوات الأخيرة لوقف الحرب على اليمن (بدءً بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة الماضية،” جوتيريش” بأن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف فورًا وبدون أية شروط مسبقة، وأن 14 مليون نسمة معرضون للمجاعة، وحين تكرر ذات الدعوة وذات التخوف من المبعوث الأممي إلى اليمن “مارتن جريفيت”،وكذلك المجتمع الدولي كله تقريبًا بما فيه الأمم المتحدة التي أصدرت قرار الحرب على اليمن ووقوفها الواضح مع التحالف في هذه الحرب وكذلك الدعوات الأخيرة من روسيا، والصين وكندا, وأمريكا بلسان حال رائسها “دولند ترامب” الذي وصفهم قائلًا السعوديين لا يعرفون كيف يستخدمون السلاح) كل هذا لم يكن مجرد رحمة للشعب اليمني وخوفًا من التداعيات الإنسانية والكارثية التي ستجتاح اليمن واليمنيين وهم الذي وقفو في صف هذا التحالف المهووس ويعرفون حق المعرفة بحجم الانعكاسات والأثار التي ستخلفها الحرب، بحجم ما أدركوا الخيبة المنكسرة والصدمة الرادعة التي تلقوها من قبل الجيش واللجان الشعبية في كل جبهة، وعند كل معطف.
أكثر من 60 جبهة موزعة ومفتوحة على مختلف المحافظات اليمنية، يوازيها أكثر من 60 طلعة جوية لمقاتلاتهم في اليوم الوحد، وحشد أكبر قوة بشرية لأكثر 10 دول على راسها السعودية والإمارات والبحرين والسودان وجيبوتي وارتيريا واثيوبيا والصومال ومصر، مع تسخير أكبر موازنة استنزافية لتغطية وتمويل الحرب ناهيك عن العتاد الحربي من آليات ومدرعات وشبكة اتصالات وصواريخ وبوارج وشراء ذمم ومرتزقة من الداخل اليمني، كلُ هذا الإمكانيات تتعثر 4 أعوام ونيف في الدخول إلى الساحل الغربي ، ودون أي تحقيق نتائج إيجابية، وكيف يحققها من لا يدرك ما هي حجة الحرب وما الهدف منها، ولصالح من نتائجها.
في المُقابل لم تكن حكومة صنعاء ” الإنقاذ ” ممثلة بالجيش وانصار الله “الحوثيين ” بمنأى عن دراسة ومعرفة ما يصبو إليه التحالف، حيث أنهُ ومنذُ اندلاع شرارة الحرب كانت الحديدة الهدف الأول المرسوم في بادرتهم، الأمر الذي عمدت القوات اليمنية ( الجيش ، انصارالله “الحوثيين ) بصناعة برزخٍ بشري وصاروخي ومدفعي لردع قوى الغزو والاستكبار، وما كان خطاب سيد حركة انصار الله ” عبد الملك الحوثي ” حين قال ( نحنُ هذه المرة في الحديدة أقوى بكثير مما كانوا عليه اليمنيين في حربهم مع الملك فيصل في القرن المنصرم) ليس هذا وحسب فالرئيس السابق” الصماد ” كان يدرك حجم الحديدة وحجم تلقين العدو ضربة لا ينهض بعدها ابدا .
على هذا الحال تبقى الحديدة كلها شمالها وجنوبها شرقها وغربها عبوة ناسفةً واحدة خُططت وصُنعت على مدار 4 أعوام لتنفجر بدول البترودولار الخليجية في يومًا لا مناص منهُ ولا فرار.