نشر موقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني اليوم السبت تقريرا حول الزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض والتقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان وما دار بينهما من نقاش.
وقال الموقع – الذي يديره مجموعة من كبار الصحفيين البريطانيين من لندن – إن بن سلمان قال لعباس بالحرف الواحد أثناء اللقاء الذي جمعهما في الرياض الثلاثاء الماضي :”خطة الرئيس الأميركي ترامب حول القدس هي اللعبة الوحيدة في المدينة”.
وأضاف التقرير “إن بن سلمان أمر عباس بأن يدعم خطة السلام الأميركية في القدس”. وبحسب التقرير، فإن خطوة بن سلمان جاءت بعد موقف عباس الذي اعلنه اثناء انعقاد مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول والذي قال فيه بأنه لم يعد يقبل الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام”.
وقال الموقع أن المعلومات المسربة حول لقاء الرياض حصلت عليه ميدل إيست آي من مصدر مسؤول مقرب جدا من عباس. ووفقا لهذا المسؤول الفلسطيني المقرب من عباس، فإن بن سلمان قال لعباس أيضا :”اسمع يا زلمه، قرار الولايات المتحدة هو القرار الوحيد النافذ في المنطقة، ولا ينفع هنا لا تدخل الاتحاد الأوروبي ولا روسيا ولا الصين”.
وقال المسؤول الفلسطيني أن الرئيس عباس كان قد تلقى اتصالا هاتفيا من بن سلمان مطلع هذا الشهر أعلمه “بأن الولايات المتحدة تستعد لإعلان اتفاقية سلام حول القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأن هذا القرار ربما لن يستسيغه أحد في البداية ولكن القرار في النهاية سيكون ممتاز وفي صالح الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وبحسب المسؤول الفلسطيني المقرب من عباس، فإن بن سلمان أيضا أمر عباس بأن يتواصل مع القيادات الفلسطينية في لبنان، وطلب من عباس بأن يوجههم بالاستعداد مع المعسكر السني والابتعاد عن حزب الله حليف إيران.
وأضاف المسؤول في تصريحه لميدل إيست آي :”بن سلمان أيضا وجه تحذيرا شديد اللهجة إلى الرئيس عباس … وقال له إذا لم تقم بما أمرتك به في لبنان، وإلا فمحمد دحلان سينفذ المهمة هنا وهناك بدلا عنك”.
دحلان، هو الرجل السياسي المنشق عن حركة فتح الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس عباس، وهو رجل أميركا والسعودية المفضل للقيام بالمهمات الصعبة، وهو الرجل الذي تعده أميركا والسعودية لكي يخلف عباس في الرئاسة، وفقا لتقرير ميدل إيست آي.
وأشار التقرير إلى أن بن سلمان عمد إلى استخدام أسلوب “السياسة الناعمة” مع الرئيس عباس سواء أثناء اللقاء به في الرياض أو خلال تواصله معه بالهاتف. وبحسب تسريب المسؤول الفلسطيني المقرب من عباس، فإن بن سلمان أخبر الرئيس عباس أن خطة السلام الأميركية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون في صالحه (أي في صالح عباس) وأعلمه بن سلمان أيضا أن نائب الرئيس الأميركي مايك بينس سوف يزوره (أي الرئيس عباس) في مكتبه في رام الله خلال زيارته القادمة إلى المنطقة.
ونقل التقرير أيضا عن المسؤول الفلسطيني قوله :”إن الرئيس عباس لا يملك إلا أن يهز رأسه بالموافقة لبن سلمان، حيث أكد لبن سلمان أنه يلتزم بشكل كامل بأي خطة سلام أميركية مدعومة من (طال عمره ) الملك السعودي وولي عهده”.
وكشف التقرير أن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل جاء بعد “خطة أعدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووافق عليها الرئيس ترامب ونفذها وتعهد ملك السعودية وابنه بدعم القرار (نصرة لشعب إسرائيل والقضية الإسرائيلية العادلة)”.
