المصدر الأول لاخبار اليمن

سيناريو صواريخ العراق والديمقراطية لأفغانستان يتكرر على يد الأمريكيين في اليمن .. “الشرعية” والصواريخ “الايرانية” حجج للقتل والاحتلال

تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية // تسعى الولايات المتحدة من خلال مواصلة حربها على اليمن إلى تحقيق مكاسب استراتيجية، ولا مانع عند الأمريكيين من المجازفة بسمعة الولايات المتحدة، مقابل تحقيق حلم قديم بالسيطرة على باب المندب، والجزر اليمنية في البحر، للتحكم بحركة الملاحة الدولية ، وهو امر ذهب إليه الكثير من المحللين الاستراتيجيين […]

تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

تسعى الولايات المتحدة من خلال مواصلة حربها على اليمن إلى تحقيق مكاسب استراتيجية، ولا مانع عند الأمريكيين من المجازفة بسمعة الولايات المتحدة، مقابل تحقيق حلم قديم بالسيطرة على باب المندب، والجزر اليمنية في البحر، للتحكم بحركة الملاحة الدولية ، وهو امر ذهب إليه الكثير من المحللين الاستراتيجيين من مختلف انحاء العالم، وعلى رأسهم المفكر والمحلل المصري الراحل محمد حسنين هيكل .

وقبيل التصعيد الأخير لدول التحالف في الساحل الغربي، بدأت الولايات المتحدة التلويح بعناوين براقة عن ضرورة انهاء الحرب على اليمن، وجمع اطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات خلال 30 يوماً حسب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جون ماتيس في الـ31من اكتوبر الماضي.

 

إلا أن هناك من يعتبر أن الدعوات الأمريكية للسلام ، ليست سوى حيلة جديدة، لكسب المزيد من الوقت في ممارسة التضليل حول حقيقة الأطماع الأمريكية في اليمن، والمتمثلة بالسيطرة على باب المندب، وهي اطماع لم تكن وليدة هذه الحرب، حيث سبق لواشنطن أن حاولت في مرات متعددة أن تجد لها موطئ قدم يتيح لها الإشراف العسكري على باب والجزر اليمنية في البحر الأحمر.

وقد مثلت هذه الحرب من وجهة كثير من المحللين السياسيين فرصة ثمينة اوجدتها الولايات المتحدة لتنفيذ ذلك الحلم ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط بهذه الفرصة  من قبل الأمريكيين مهما كانت التضحيات التي سيبذلونها، في سبيل  تحقيق حلم السيطرة على باب المندب، والذي يعتقد الخبير الاستراتيجي الدكتور انيس الأصبحي، أن مساعي سيطرة الأمريكيين على باب المندب، تعد من اهم الاسباب التي قامت من اجلها دول التحالف بالحرب على اليمن.

ويرى عدد من المحللين أن استدعاء واشنطن لدور “داعية السلام” يمثل مرحلة من مراحل الحرب، خصوصاً أن خيار الحسم العسكري كلف واشنطن الكثير من الأموال.

فقد احتفظ الأمريكيون بمسافة بينهم وبين الحرب، تهدف إلى التفريق بين الولايات المتحدة، وبين ما يسمى “تحالف الحرب لإعادة الشرعية”  الذي تخوضه السعودية والأمارات، بحيث يتسنى للولايات المتحدة، التنصل من السعوديين والإماراتيين في حال اخفق التحالف في تحقيق الأهداف المرجوة منه عسكرياً، والاستحواذ على المكاسب من قبل الأمريكيين في حال نجاح التحالف عسكرياً.

 

لكن الصمود الأسطوري الذي ابداه اليمنيون في مواجهة التحالف العسكري، اجبر واشنطن في مراحل متعددة من الحرب على كشف حقيقة دورها في قيادة التحالف ضد المدنيين.

فقد اصبح الدور الأمريكي المباشر في الحرب اوضح من امكانية اخفائه، وأي عناوين أو تصريحات امريكية حول ضرورة احلال ” السلام” في اليمن، لم تعد تلقى قبولاً لدى شعب اليمن أو العالم .

خصوصاً أن الحديث يتم عن دولة مثل الولايات المتحدة التي يحفل تاريخها بالكثير من المؤمرات والجرائم بحق الشعوب، وعلى رأسها الشعوب العربية والإسلامية، ابتداءً من قضية فلسطين المحتلة، ومروراً بأفغانستان، ثم العراق، وانتهاء بسوريا واليمن .

فخلال كل تلك المحطات، كانت الولايات المتحدة، تعلن عن عناوين، باسم الديمقراطية، والسلام، دفعت افغانستان ثمنها باهظاً، بسبب الأمريكيين، وباسم تخليص العراقيين من الديكتاتورية، و”اسلحة الدمار الشامل” قتل شعب العراق، ليعلن بوش في الأخير اعتذاراً للشعب العراقي، “بعدم وجود اسلحة دمار شامل”، لكن اعتذار بوش لم يكن نافعاً، بعد أن ادخل الشعب العراقي في دوامة من الصراع والفساد لم تنتهي حلقاته حتى الآن.

 

هذه السيناريوهات  الأمريكية ليست بعيدة عن مايحدث اليوم في اليمن، خصوصاً أن اللاعب الأمريكي يحتفظ بنفس الملامح والإدعاءات.

فالتحالف يريد إعادة ما اسماه “الشرعية” إلى اليمن من أجل حماية “الديمقراطية” واقامة الدولة “المدنية”، ورغم أن أكثر من 11,500مدني في اليمن على اقل تقدير، واضعافهم من ضحايا الجوع المرض قضوا نحبهم بسبب حرب التحالف، إلا أن “الشرعية” لازالت مطرودة في الخارج، رغم أن هناك مناطق تحت سيطرة “تحالف الشرعية” !.

ومثلما قتل مئات الألاف من العراقيين من اجل تخليص المنطقة من وهم “اسلحة الدمار الشامل” يقضي مئات الألاف في اليمن نحبهم تحت القصف والجوع، خوفاً من “الصواريخ الايرانية المهربة لليمن”  حسب ما يزعم التحالف .

 

ويرى كثير من المتابعين لمجريات الأحداث في اليمن، أن واشنطن اخطأت كثيراً في تقديراتها عن شعب اليمن، مضيفين أن اربعة اعوام من المواجهات كفيلة بأن تعرف الأمريكيين أن اليمنيين لا يمكن أن يقبلوا بوجود احتلال اجنبي على ارضهم.

ومهما حاولت واشنطن إرتداء اقنعة مخادعة توحي بانعدام علاقتها في هذه الحرب فإن وقائع الأحداث في اليمن، وسوابق الولايات المتحدة مع الشعوب العربية والإسلامية  كفيلة بجعل كل ابناء اليمن صفاً واحداً لاتنطلي عليه خدع واشنطن الداعية لـ”لسلام”.

قد يعجبك ايضا